Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات "حفظ السلام" الروسية بدأت انتشارها في مواقع بين قره باغ وأرمينيا

جنرال روسي أعلن سيطرة كتيبة من القوات المسلحة على "ممر لاتشين"

أعلن الجيش الروسي الأربعاء أن قواته لحفظ السلام انتشرت في ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بمنطقة ناغورنو قره باغ إثر اتفاق وقف القتال الموقع مع أذربيجان.

وقال الجنرال الروسي سيرغي رودسكي في بيان "سيطرت الوحدات المتقدمة في كتيبة القوات المسلحة التابعة لاتحاد روسيا على ممر لاتشين". وأوضح المصدر نفسه أن نحو 400 من أصل 1960 جندي سلام روسياً، يفترض أن ينتشروا بين الأرمنينيين والأذربيجانيين في الأيام المقبلة، وصلوا إلى أرمينيا.

وينص الاتفاق الموقع بين يريفان وموسكو وباكو على نشر هذه القوات تدريجاً، مع انسحاب القوات الأرمينية من الأراضي التي ستعود لسيطرة أذربيجان المنتصرة عسكرياً في النزاع الدامي الذي استمر ستة أسابيع لاستعادة السيطرة على منطقة ناغورنو قره باغ  وسبعة أقاليم محاذية خارجة عن سيادتها منذ تسعينيات القرن الماضي.

وبموجب الاتفاق، ستستعيد باكو الأقاليم السبعة وجزءاً صغيراً من ناغورنو قره باغ. وستستمر الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورنو قره باغ بحماية الجنود الروس وانتشارهم عند خط الجبهة. وسيحمي الجيش الروسي خصوصاً ممر لاتشين طريق التموين الوحيد بين قره باغ وأرمينيا.

المعارضة الأرمينينة تحاول التعبئة ضد الاتفاق

وفي أرمينيا، تحاول المعارضة التعبئة ضدّ رئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي تتّهمه بخيانة بلده عبر توقيع اتفاق وقف المعارك في ناغورنو قره باغ والقبول بتسليم أراض شاسعة لأذربيجان.

وأفاد مراسل وكالة "الصحافة الفرنسية" بأن ما بين ألفين وثلاثة آلاف من المحتجين المناصرين للمعارضة تجمّعوا اعتباراً من منتصف يوم الأربعاء في يريفان. وأُوقف عدد منهم، بينهم شخصيات سياسية مثل رئيس حزب "أرمينيا المزدهرة"، في بداية التظاهرة، قبل أن تترك الشرطة التجمّع يتواصل على الرغم من حظره بموجب قانون عسكري سارٍ منذ أواخر سبتمبر (أيلول).

وقال النائب في حزب "أرمينيا المزدهرة"، أرمان أبوفيان، عبر مكبّر للصوت، "لا يمكنكم أن تعتقلوا كل البلد"، في وقت كان الحشد يهتف بشعارات ضدّ باشينيان المتهم بالاستسلام.

وقال القائد السابق لأجهزة الاستخبارات، أرتور فانيتسيان، إن المحتجين "متواطئون مع الأتراك، لا تدعموهم"، علماً أن تركيا هي عدوة أرمينيا اللدودة وحليفة أذربيجان.

ودافع رئيس الوزراء الأرميني الذي تعتبره المعارضة مسؤولاً عن هذه الهزيمة المخزية، عن قراره الأربعاء، مؤكداً أن توقيع وقف المعارك كانت الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورنو قره باغ، على الرغم من أنها أصبحت ضعيفةً وتقلّصت مساحتها.

وقال باشينيان الذي وصل إلى الحكم عقب ثورة سلمية عام 2018، في فيديو نشره على موقع "فيسبوك"، "احتفظنا بما لم نكن سنتمكّن من الحفاظ عليه" لو تواصلت المعارك.

إعلان الاتفاق

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذه التطورات جاءت بعدما أعلن رئيس وزراء أرمينيا، فجر الثلاثاء، أنه وقع اتفاقاً مع كل من أذربيجان وروسيا، لإنهاء الحرب في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه. وأضاف أنه سيلقي خطاباً للأمة "في الأيام المقبلة".

وقال باشينيان في بيان على صفحته في موقع "فيسبوك": "لقد وقعت إعلاناً مع الرئيسين الروسي والأذربيجاني لإنهاء الحرب في قره باغ"، واصفاً هذه الخطوة بأنها "مؤلمة بشكل لا يوصف، لي شخصياً كما لشعبنا".

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أرمينيا وأذربيجان توصلتا برعاية روسيا إلى اتفاق على "وقف إطلاق نار شامل" في إقليم ناغورنو قره باغ دخل حيز التنفيذ في الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش من ليل الاثنين، 9 نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال بوتين في تصريح بثته وسائل الإعلام الروسية فجر الثلاثاء، إنه "في التاسع من نوفمبر وقع رئيس أذربيجان (إلهام علييف)، ورئيس وزراء أرمينيا باشينيان ورئيس روسيا الاتحادية إعلاناً ينص على وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء كل العمليات العسكرية في منطقة النزاع في ناغورنو قره باغ، وذلك اعتباراً من منتصف ليل العاشر من نوفمبر بتوقيت موسكو".

وانتشرت قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة المتنازع عليها في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعد وقت غير طويل على إعلان وزارة الدفاع الروسية البدء بإرسال 1960 جندياً عبر الجو إلى المنطقة المتنازع عليها.

وستبقى قوات حفظ السلام الروسية هناك لمدة خمس سنوات على الأقل. وقال بوتين إن القوات سيتم نشرها على طول خط المواجهة في ناغورنو قره باغ وفي ممر بين المنطقة وأرمينيا. وأوضح الرئيس الروسي أن النازحين سيتمكنون الآن من العودة إلى قره باغ، وسيتم تبادل أسرى وقتلى الحرب، في حين سيعاد فتح جميع الروابط الاقتصادية وروابط النقل في المنطقة بمساعدة قوات حرس الحدود الروسية.

وتابع بوتين "نعمل على أساس أن الاتفاقات ستوفر الظروف اللازمة لتسوية كاملة وطويلة الأجل للأزمة بشأن ناغورنو قره باغ على أساس عادل ولمصلحة شعبي أرمينيا وأذربيجان".

علييف: أرمينيا وقعت "وثيقة استسلام"

من جانبه، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف أن الاتفاق الذي أبرمته بلاده مع أرمينيا هو "وثيقة استسلام" أرغمت يريفان على توقيعها بعد ستة أسابيع من المعارك.

وقال علييف في خطاب عبر التلفزيون "لقد أجبرنا (رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان) على توقيع الوثيقة. إنها وثيقة استسلام". وأضاف أن تركيا ستشارك في عملية حفظ السلام في قره باغ، وفقاً لوكالة "رويترز".

متظاهرون يقتحمون مقر الحكومة في يريفان

وفي أول رد فعل شعبي، اقتحمت حشود من المتظاهرين الغاضبين فجر الثلاثاء مقر الحكومة في العاصمة الأرمينية يريفان؛ احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار في قره باغ، بحسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وما إن أعلن باشينيان عن توقيعه اتفاقاً مع أذربيجان حتى تقاطر آلاف من المتظاهرين الغاضبين إلى المقر الحكومي، حيث تظاهر القسم الأكبر منهم خارج المقر في حين اقتحمه بضع مئات منهم، وعاثوا خراباً في مكاتبه، وحطموا زجاج عدد من نوافذه.

إسقاط مروحية روسية

وجاء الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بعد ساعات من اعتراف أذربيجان مساء الاثنين بأنها أسقطت مروحية روسية قرب حدودها فوق أرمينيا عن طريق الخطأ، وقدمت اعتذارها عن هذا "الحادث المأساوي".

وقالت الخارجية الأذربيجانية إن "الجانب الأذربيجاني يقدم اعتذاره إلى الجانب الروسي إثر هذا الحادث المأساوي"، موضحة أن وحدة من الجيش اعتقدت أن هناك "استفزازات من الجانب الأرميني" في إطار النزاع حول إقليم ناغورنو قره باغ.

كما أكدت باكو استعدادها لدفع تعويضات لروسيا عن الحادث.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مروحية عسكرية روسية تم إسقاطها الاثنين فوق أرمينيا في مكان غير بعيد من الحدود مع أذربيجان ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار