Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع منسوب التوتر العسكري بين الحكومة الإثيوبية وإقليم تيغراي

آبي أحمد أعاد جنرالات من التقاعد إلى الخدمة والجيش حريص على عدم امتداد الحرب إلى وسط البلاد

أعلنت إثيوبيا إغلاق مجالها الجوي، الجمعة، أمام حركة الملاحة الجوية في سماء إقليم تيغراي والمناطق الشمالية من إثيوبيا. جاء ذلك في بيان لهيئة الطيران المدني الإثيوبية، أوضح أن الإغلاق يشمل كل أنواع الرحلات الدولية والمحلية التي تعبر الأجواء الإثيوبية في تلك الأماكن. ومعلوم أن الأجزاء الشمالية مقصود بها في الأساس، إقليم تيغراي وأجزاء من إقليم أمهرا المتاخم له.
وتندرج هذه التطورات ضمن ما أعلنه الجيش الإثيوبي، الخميس 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن الحكومة المركزية "دخلت في حرب" مع السلطات المتمردة في إقليم تيغراي (شمال إثيوبيا).
وقال نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي برهان جولا خلال مؤتمر صحافي في العاصمة أديس أبابا "دخل بلدنا في حرب لم يكن يتوقعها. هذه الحرب مخزية، إنها عبثية". وأضاف "سنحرص على ألا تطال الحرب وسط البلاد" وتبقى منحصرة في تيغراي.
في سياق متصل، أصدر رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد قراراً بإعادة ثلاثة جنرالات متقاعدين إلى الخدمة العسكرية ضمن قوات الدفاع الإثيوبية. وكان الجنرالات الثلاثة أُحيلوا إلى التقاعد في ترتيبات تقليص جرت سابقاً.
وكان رئيس الوزراء قال في بيان وجهه إلى الشعب الاثيوبي إن "أوامر صدرت لقوات دفاعنا من مركز القيادة، للقيام بمهمتها لإنقاذ البلاد". وأوضح في بيانه الذي بثه التلفزيون الإثيوبي، الأربعاء 4 نوفمبر، أنه "تم تجاوز المرحلة الأخيرة من الخط الأحمر، ولن تقف الحكومة مكتوفة الأيدي لإنقاذ البلاد والشعب". وأضاف أن "الجبهة الشعبية لتحرير تغراي هاجمت معسكراً للدفاع الوطني، وحاولت احتلال منطقة قوات درع شمال البلاد في منطقة دانشا" في إقليم أمهرة، لافتاً إلى أن "الحرب عندما تبدأ لا تقتصر على طرف واحد".

حكام الأقاليم

في موازاة ذلك، أكد حكام الأقاليم الإثيوبية في بيانات منفردة لكل منهم صدرت الأربعاء، دعم الحكومة الاتحادية للحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد. ودانوا حسب مصادر محلية ما وصفوه بـ"التحريض" الذي تنتهجه "الجبهة الشعبية لتحرير تغراي".
من جهة أخرى، تخيم أجواء من الحذر على إثيوبيا، بينما هُرع الناس إلى دور عبادة في بعض المناطق لتأدية الصلوات، في إحياء تقاليد محلية، تقتضي أن يلجأ الأهالي في الملمات إلى الله، تعالى، بالدعاء لتجنيب البلاد الفتن، وإشاعة الأمن والاستقرار وإحلال السلام في ربوع البلاد.
وكان آبي أحمد ذكر في بيانه الأخير الذي بثه التلفزيون الإثيوبي الرسمي أن "الحكومة تحلت بالصبر حتى النهاية لمنع تعريض سكان تغراي للأذى".
من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه بشأن "الاشتباكات المسلحة في منطقة تغراي شمالي إثيوبيا"، موجهاً نداءً لتهدئة التوتر وضمان الوصول إلى حل سلمي للنزاع في إثيوبيا.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن "الأمين العام يدعو إلى اتخاذ تدابير فورية لتهدئة التوترات". وأضاف "يجدد الأمين العام التزام الأمم المتحدة وشركائها في المنطقة بدعم حكومة إثيوبيا في جهودها الإصلاحية الهادفة إلى بناء مستقبل سلمي وآمن لجميع شعوبها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


جهود دولية

تزامناً، ذكرت مصادر في الاتحاد الأفريقي أن المنظمة تجري حالياً اتصالات دبلوماسية حثيثة بالفاعلين في المنطقة للوصول إلى حل يحول دون تطور الأوضاع.
أما في نطاق الجوار الإقليمي، وردت أنباء عن إغلاق السودان حدوده الجنوبية الشرقية جزئياً، في المناطق المطلة على إثيوبيا من ناحية ولاية كسلا، إثر التوترات الأمنية في إقليم تغراي. وقال والي كسلا المكلف، فتح الرحمن الأمين إن "ولايته أغلقت الحدود مع إثيوبيا اعتباراً من الخميس  وحتى إشعار آخر".
وأوضح أن "قرار إغلاق الحدود اتُخذ نظراً إلى التوترات الأمنية التي تشهدها إثيوبيا في منطقة إقليم تغراي المجاور للولاية، تحسباً لأي تطورات غير محمودة". وأوضح والي إقليم كسلا المكلف، أنه سيتم الإعداد في محلية "ود الحليو"، المقابِلة لإثيوبيا، للوقوف على الأوضاع واتخاذ التدابير اللازمة.
وأكد الأمين أن السلطات السودانية لن تسمح لأي أفراد أو مجموعات بالدخول إلى الولاية وبحوزتهم أسلحة، مشيراً إلى تشكيل لجنة للنظر في كيفية التعامل مع المدنيين الذين قد يلجأون إلى الأراضي السودانية.
وأكد مراقبون أن تسارع وتيرة التطورات في شمال إثيوبيا والحرب الوشيكة بين الحكومة المركزية وإقليم تيغراي، تؤثر مباشرةً على المنطقة الإقليمية، ما يفتح الباب أمام توقع أي مفاجآت غير محمودة.
وتأتي تطورات هذه الأحداث في ظروف غير مواتية، ينشغل فيها العالم بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ما يحرف الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي تتعرض له منطقة القرن الأفريقي في دولها المجاورة لإثيوبيا.
ورأى المراقبون أن الواقع المجمد في قضية "سد النهضة" بعد فشل أطراف المفاوضات (إثيوبيا ومصر والسودان) في الوصول إلى حل شامل للمسائل الخلافية، يعطي مؤشرات إضافية سلبية للأوضاع في المنطقة.
وكانت مفاوضات سد النهضة الأخيرة بين الأطراف الثلاثة، التي جرت بدفع من الوساطة الأفريقية، فشلت في الوصول إلى نقاط التقاء إيجابية بين المتفاوضين.

المزيد من دوليات