تعرَّض ثلاثة غطاسين، بينهم سائحان من أوكرانيا، لهجوم من سمكة القرش بمنطقة رأس محمد، جنوب سيناء المصرية، أسفر عن إصابات بالغة نقلوا على أثرها إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي، وتوجه فريق من النيابة العامة إلى المستشفى للتحقيق بالواقعة.
وقررت النيابة أخذ عينات من أنسجة المصابين، وإرسالها إلى المعمل الجنائي لتحديد نوع القرش المتسبب في الهجوم، حيث كشف مدير المستشفى عن أن حالة المصابين مستقرة، وأن الإصابات عبارة عن جروح قطعية، وتهتكات بمناطق متفرقة في الجزء الأسفل من الجسم، ولا توجد أي حالات بتر لأي مصابين.
وتقوم وزارة البيئة المصرية بإجراء جميع التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث، وفقاً للبروتوكولات العالمية بهذا الشأن، لتحديد الأسباب التي تقف وراء الحادث، ومن المقرر أن تصدر بياناً تفصيلياً بشأنه عقب انتهاء التحقيقات.
وكانت مدينة شرم الشيخ قد شهدت حادثاً مماثلاً لهجوم قرش على مجموعة من الغطاسين عام 2010، أرجعت التحقيقات أسبابه آنذاك إلى أنه كان بسبب زيادة أعمال الصيد في المنطقة، إضافة إلى إطعام الأسماك بشكل خاطئ يختلف عن طبيعة طعامها المعتادة مما نتج عنه مهاجمتها للغطاسين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مناطق محظورة
وأوضح حسام محرم، المستشار السابق لوزارة البيئة المصرية، أنه من المعروف والطبيعي وجود أسماك القرش في البيئة البحرية للبحر الأحمر بهذه المنطقة، وهناك احتياطات يعرفها ويتخذها الغطاسون حتى لا يتعرضوا لمثل هذا النوع من الحوادث، وهناك أماكن معروفة لتجمع أسماك القرش يتم تجنبها من قبل المحترفين حتى لا يتعرضوا أو يتعرض من يرافقهم للخطر".
يضيف "الحادث الجديد لا يزال سببه غير محسوم، فهل اتجه الغطاسون إلى منطقة تتجمع فيها أسماك القرش فهاجمتهم؟ أم أن هناك طفرة معينة أو شيئاً غير اعتيادي دفع بالقرش إلى هذه المنطقة؟ وهذا أمر يحدث أحياناً. لا يمكن الجزم بذلك إلا بعد صدور النتيجة النهائية للتحقيق في الأمر".
طبيعة المحمية
وتُعد محمية رأس محمد من أهم المحميات الطبيعية في مصر، وأكثرها إقبالاً من السياح ومحبي الغطس، الذين يفدون إليها من أنحاء العالم، ليس فحسب لتميز بيئتها البحرية المتنوعة، فهي تحتوي على حفريات يعود عمرها إلى أكثر من 75 مليون عام مضت.
وعن المحمية يقول محرم، المتخصص في شؤون البيئة البحرية، إن "منطقة رأس محمد أُعلنت محمية طبيعية عام 1983، وهي أول محمية طبيعية يتم الإعلان عنها في مصر، وتبعد عن القاهرة مسافة 446 كم، وتقع على مساحة 85 كم2 عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتحيط الشعاب المرجانية بالمنطقة من جميع جوانبها لتشكل تكويناً طبيعياً فريداً، كما تفصل قناة المانغروف بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول نحو 250م".
وذكر أن "منطقة رأس محمد تتميز بالشواطئ المرجانية والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وهي موطن لعديد من الطيور والحيوانات، مثل الوعل النوبي بالمناطق الجبلية، وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات، وطيور البلشونات والنوارس".
ويؤكد محرم أن "مصر بها 31 محمية طبيعية كل منها لها خصائص تميزها، ولدينا تنوع كبير؛ فهناك محميات بها تكوينات جيولوجية نادرة، وثانية بها بيئة صحراوية، وثالثة تتميز بنباتات نادرة، وأخيرة بها أنواع من الحيوانات المعرضة للانقراض".
وكانت المحمية قد شهدت إطلاق وزارة البيئة المصرية حملة ((Eco Egypt في سبتمبر (أيلول) الماضي، كأول حملة للترويج للسياحة البيئية في مصر، ورفع الوعي البيئي لدى المواطنين بأهمية المحميات الطبيعية وثرواتها.