Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باريس تعيد حلم القطار المعلق إلى بغداد

سيخفف المشروع في حال تنفيذه مشكلة الازدحام المروري في العاصمة العراقية

برزت فكرة القطار المعلق في بغداد نهاية عام 2010 من دون أن تنفذ (غيتي)

تسبَّب الازدحام المروري الذي تشهده العاصمة العراقية بغداد منذ سنوات، مع ارتفاع عدد سكانها، الذي بلغ بحسب تقديرات حكومية، 8 ملايين نسمة، في حين تسير في شوارعها أكثر من مليوني سيارة، في جعل التحرك فيها خلال أوقات الذروة من الأشياء المستحيلة، والتي تحتاج إلى ساعات للوصول من منطقة إلى أخرى في مسافة لا تتجاوز 10 إلى 15 كيلو متراً. وهذه المشكلة، مع تصاعد فوضى النقل الناجمة عن الازدحام السكاني، جعلا الحكومة العراقية ومجلس بغداد يتحركان منذ نحو عقد عبر سلسلة من مقترحات المشاريع، وصولاً أخيراً إلى فكرة إنشاء قطار معلق في العاصمة يخفف الزخم المروري، خصوصاً في المناطق الشرقية والوسطى من العاصمة.

وعلى الرغم من أن الفكرة انطلقت نهاية عام 2010، وتحرك حينها مجلس محافظة بغداد المنحل لإيجاد اتفاق مع شركات فرنسية، فإن كل الزيارات التي قامت بها وفود من شركة "ألستوم" الفرنسية منذ عام 2012 لم تصل إلى اتفاق، بسبب الروتين وعدم اهتمام عديد من المسؤولين في أمانة بغداد والجهات الحكومية، بهذا المشروع، وكذلك عدم توفير أموال له. ولهذا، كان المشروع مجرد تصريحات لم تأخذ طريقها إلى الواقع بشكل جدي، إلا خلال الأسبوع الحالي.

وحوَّلت زيارة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لباريس، المشروع من أمنيات وأحلام لدى كثير من البغداديين إلى واقع يمكن تنفيذه، ولو بعد سنوات؛ إذ شهدت الزيارة توقيع مذكرة حسن نوايا بين وزير النقل العراقي ونظيره الفرنسي تتعلق بإنشاء القطار المعلق في العاصمة بغداد ليتحول إلى أهم ملف اقتصادي بين البلدين.

الاقتراض سيد العمل 

أوضح وزير النقل العراقي، ناصر الشبلي، أن تمويل المشروع سيكون عن طريق الاقتراض، وبتكلفة 2.5 مليار دولار، مشيراً إلى أنه سيحقق 6 آلاف فرصة عمل.

وأضاف الشبلي، في تصريح إلى قناة "العراقية" الرسمية خلال وجوده في برلين، أن "الوزارة استطاعت خلال زيارة باريس، التوقيع على الاتفاقية الأولية لمشروع القطار المعلق مع تحالف شركتي (ألستوم) و(هيونداي اليابانية)".

وقد يستغرق تنفيذ المشروع خمس سنوات، وفق توقعات الشبلي، الذي أشار إلى أن الخط المعلق سيمر في عدد من مناطق العاصمة، وسيكون مقره في المحطة الرئيسة لسكك الحديد في بغداد.

تدريب الكوادر

أوضح عضو لجنة الخدمات النيابية، جاسم البخاتي، أن الاتفاق على المشروع جاء بعد موافقة وزارة التخطيط على إدراجه ضمن مشاريع موازنتي 2020 و2021.

ويضيف البخاتي لـ"اندبندنت عربية"، إن "إدارة المشروع ستكون من قبل الشركتين لغرض التدريب فترة محددة للكوادر العراقية، ومن ثم يسلم إلى الحكومة العراقية".

 الفساد والميليشيات قد يعرقلان التنفيذ

يستبعد المحلل الاقتصادي صالح الهماش تنفيذ قطار بغداد في ظل الصراع السياسي والفساد الإداري المستشري والميليشيات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أن سير القطار يجب أن يكون في مناطق ازدحام السكان ومراكز الوزارات، وأن يربط شرق بغداد بغربها، وشمالها بجنوبها.

ويتحدث الهماش عن ضرورة أن يكون سعر التذكرة رخيصاً لتحقيق الجدوى الاقتصادية. أما إذا كان هدف القطار "إظهار شكل بغداد الحضاري، فإنه سيؤدي إلى استنزاف الأموال فحسب، وعزوف الناس عن استخدامه".

وبحسب متخصصين، فإن القطار يستغرق 23 دقيقة بين نقطة انطلاقه حتى وصوله إلى آخر محطة، ليقطع بعض مناطق الكرخ وشمال شرقي بغداد ذات الكثافة السكانية العالية، فيقلل من الازدحامات، ويحقق سرعة الوصول.

بداية خطوط مستقبلية

يشير عضو مجلس محافظة بغداد السابق، محمد الربيعي، الذي كان عضواً في لجنة القطار المعلق، إلى أن المسار الحالي يمثل مرحلة أولى لخطوات أخرى ستخدم مناطق غرب بغداد وجنوبها ووسطها.

ويضيف الربيعي، أن "القطار المعلق يبدأ خط سيره من المحطة العالمية في منطقة العلاوي، وينتهي في منطقة الشعب، بخط طول يبلغ 21 كيلو متراً، وسيُجهَّز بأنظمة تكييف تُلائم الأجواء العراقية الحارة".

 

ويؤكد الربيعي أن "مسارات القطارات في بغداد محددة من قبل شركة بريطانية منذ عام 1977، ومقسمة على ثلاث مراحل، إحداها المرحلة الحالية التي سيجري تنفيذها بناءً على العقد المشترك بين ائتلاف (ألستوم) و(هيونداي)".

ويرى الربيعي أن مشروع القطار سيتم تنفيذه بشفافية عالية، وسيشجع الشركات العالمية الأخرى على الاستثمار في العراق، بعد نجاحه.

وستُشكَّل شركة مشتركة لإدارة القطار المعلق، بحسب الربيعي، الذي أوضح أن الموظفين فيها سيشاركون في دورات إدارية وفنية تنظمها "ألستوم" الفرنسية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير