Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدراما اللبنانية تواجه التحديات الراهنة وتزدهر محلياً

المنصات تسابق الشاشات والمشكلة في التسويق لا الإنتاج

من مسلسل "هند خانم" (موقع المسلسل)

على عكس ما كان متوقعاً، لم تلجم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، إضافة إلى أزمة كورونا، إرادة المنتجين اللبنانيين، الذين يبدون متمسكين بما زرعوه في الأعوام الأخيرة في مجال الإنتاج الدرامي اللبناني، أو اللبناني المشترك المطعّم بنكهة سورية أو مصرية أو خليجية أو كلها مجتمعة. بل إن الواقع يشير إلى أن هذا القطاع  يشهد مزيداً من الازدهار، أسهمت فيه المنصات التي تعرض هذه الأعمال، والتي تحظى بنسب مشاهدة عالية جداً، كما يؤكد صناعها والممثلون على حد سواء.

خلال الأزمة، ومع توقف التصوير، عبّر عدد كبير من الممثلين عن قلقهم على مصيرهم، خصوصاً وأن مهنة التمثيل هي المورد الوحيد الذي يعتاشون وعائلاتهم منه، وكانت نظرتهم إلى مستقبل الدراما سلبية، معتبرين أن العوائق لطالما وقفت في طريق مهنة التمثيل، وأنها في كل مرة تنهض فيها كانت تصطدم بما يؤخر تقدمها، بسبب ضعف الإنتاج. لكن تبين أن حسابات الممثلين لم تكن في مكانها، مع إعلان المنتجين اللبنانيين عن عشرات الأعمال الجديدة، التي يتم التحضير لها أو تصويرها أو الاستعداد لعرض الأعمال التي أُنجز تصويرها، هذا عدا البدء بالتخطيط للموسم الدرامي الرمضاني 2021.

أثر كورونا

الأعمال التي توقف تصويرها بسبب أزمة كورونا أُنجزت، واُفرج عن المسلسلات التي كان مقرراً عرضها في الموسم الرمضاني الفائت، وهي تعرض تباعاً على الشاشات أو المنصات، بعدما وجد صناعها أنه ليس مناسباً إرجاء عرضها في الموسم الرمضاني 2021، ومن بينها "أسود فاتح" و"الهيبة-الرد" و"من الآخر" وكلها أعمال مشتركة من أنتاج شركة الصباح ويشارك فيها ممثلون لبنانيون وعرب، ومسلسل "دانتيل" لشركة "إيغل فيلمز" التي يعرض لها حالياً مسلسل "دفعة بيروت" الذي يجمع نجوماً عرباً وخليجيين.

شركة "مروى غروب" التي يعرض لها حالياً مسلسل "هند خانم" تحضر عملاً جديداً للموسم الرمضاني المقبل، بينما تباشر "ايغل فيلمز" قريباً تصوير مسلسلين هما "عرابة بيروت" و"قارئة الفنجان"، وتصور حالياً "الناجية الوحيدة" في الكويت ومسلسل "DNA" لعرضهما خلال الفترة المقبلة، كما تستعد للتحضير لعمل مشترك وآخر سعودي للموسم الرمضاني المقبل، بالإضافة إلى تصوير فيلم سينمائي. في المقابل أعلنت شركة "الصباح" عن جزء خامس من "الهيبة"، بعدما كانت قد أكدت في وقت سابق، أن الجزء الرابع منه "الهيبة-الرد" سيكون الأخير. كذلك باشرت بتصوير مسلسلين جديدين هما "خرزة زرقاء" للكاتبة كلوديا مرشليان و"لا حكم عليه" المؤلف من 10 حلقات، على أن يكون جاهزاً للعرض على إحدى المنصات في نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى مشاريع درامية أخرى يعلن عنها في وقتها. لكنها تمسكت بإرجاء عرض "عشرين عشرين" إلى الموسم الرمضاني 2021، الذي كان مقرراً عرضه في الموسم الرمضاني الفائت، بينما يتحضر مفيد الرفاعي لتصوير مسلسل "ظل" لكي يكون جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني 2021، وهو يعمل حالياً على التعاقد مع الممثلين المشاركين فيه.

أزمة وتحديات

شركة الصباح لم تحصر نشاطها في إنتاج الأعمال اللبنانية المشتركة، كما تؤكد المسؤولة الإعلامية في الشركة، بل هي تنتج أيضاً أعمالاً عربية وخليجية، تعرض داخل لبنان وخارجه. وهذا الأمر كان له دور كبير في استمرارها في الإنتاج، بل في زيادته على الرغم من الأزمة التي يمر فيها لبنان. كذلك أوضحت أن الشركة تخطط لتوسيع آفاق عملها من خلال الاتجاه نحو الإنتاج السينمائي، فقد أعلن صادق الصباح أخيراً عن نيته تصوير فيلم سينمائي عن "الهيبة" يبصر النور في نهاية العام 2022  ويكون خلاصة لسلسلة الأجزاء الدرامية.

أما جمال سنان صاحب شركة "إيغل فيلمز" فلا ينفي وجود أزمة اقتصادية عدا أزمة كورونا، ولكنه مستمر في العمل، كما يقول، مع الحرص على الحفاظ على سلامة فريق العمل، من خلال إجراء فحوص دورية، وتخفيف التجمعات قدر المستطاع وعدد الممثلين الكومبارس لمراعاة التباعد الاجتماعي. ويتابع: "بالنسبة إلى الأزمة الاقتصادية، لم نتأثر بها لأن معظم إنتاجاتنا لمصلحة التطبيقات والمحطات العربية، وهي في معظمها أعمال مشتركة. نحن صامدون ومستمرون طالما أن الظروف تسمح بذلك، بخاصة وأن أزمة كورونا العالمية فرضت معايير معينة، ونحن ملتزمون بها".

المنتج مروان حداد أشار إلى أن هناك نوعين من الأعمال الدرامية يُصوران حالياً، الأول للمنصات، والثاني للتلفزيونات وعدد الثاني تراجع، وأضاف: "بالكاد أنجزت "هند خانم". صحيح أن المنصات تلعب دوراً إيجابياً في مسيرة الدراما، ولكن عدد الممثلين الذين يشاركون في الأعمال التي تنتج لها، محدود ومعروف، وازدياد عددها يتيح فرص عمل أمام عدد أكبر من الممثلين، علماً أن المنصات ليست متاحة عند الجميع بسبب مشكلة الإنترنت، كما أنها ليست مجانية". وأضاف: "نحن كمنتجين لن نستسلم، بل نحن مستمرون كأي قطاع آخر، ولكن وضعنا رهن بالسوق وبالأزمة الاقتصادية. الدراما لم تعانِ يوماً من مشكلة إنتاج، لأن رؤوس الأموال موجودة وبوفرة، بل من مشكلة التسويق، لأن السوق اللبنانية صغيرة جداً، لذا هناك محاولات لبيع المنتج اللبناني في السوق الخارجية، وقلائل جداً هم المنتجون غير اللبنانيين الذين يقدمون أعمالاً مشتركة".

وعما إذا كان قد قرر الإنتاج للمنصات، يقول حداد: "المنصات تتفق سلفاً مع الشركات لتنفيذ الأعمال، وكل التفاصيل المتعلقة بأي مسلسل تكون تحت إشرافها. قبل الأزمة، كنت أنتج كماً هائلاً من الساعات الدرامية، وكنت مرتاحاً ومكتفياً، ولم أفكر بالتعاون مع المنصات، مع أنني تلقيت عروضاً من عدد من الأصدقاء. كانت هوايتي التعامل مع وجوه جديدة، لا تلبث أن تنطلق عربياً، ولكن بعد الأزمة وجدت نفسي مضطراً إلى الانفتاح على الخارج، لكي أضمن استمراريتي، وقريباً سوف أبدأ التعاون معها". كذلك توقع حداد أن تتحسن الأمور في لبنان على كافة المستويات بعد رمضان المقبل.

المزيد من فنون