Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اردوغان يخسر انقرة والمعارضة تتقدم في مدن رئيسة في الانتخابات البلدية التركية

حاول الرئيس التركي اللعب على ورقة الإرهاب طالباً "عدم التصويت على أسعار الباذنجان والطماطم والفلفل"

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حزبه، العدالة والتنمية، خسر بعض المدن في الانتخابات البلدية التي حصلت اليوم الأحد 31 مارس (آذار) 2019 وتعهَّد بأن تركز حكومته من الآن على تنفيذ خطط اقتصادية قوية. وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي في اسطنبول أن الانتخابات القادمة ستُجرى في يونيو (حزيران) عام 2023، وأن تركيا ستنفذ بعناية "برنامجاً اقتصاديا قوياً" من دون أي مساومة بشأن قواعد السوق الحرة. ويتجه حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، في ما يبدو، للسيطرة على أنقرة في الانتخابات المحلية وهزيمة حزب أردوغان الحاكم في العاصمة للمرة الأولى منذ وصول أردوغان للحكم قبل 16 عاماً.

هزيمة في انقرة

أفادت وسائل إعلام رسمية أن حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان متخلفٌ في الانتخابات البلدية للعاصمة أنقرة حيث يخوض منافسة حادة مع منافسيه، وهو ما قد يعد هزيمة رئيسية للحزب الحاكم بعد عقد ونصف عقد في السلطة. ومع فرز 75 بالمئة من صناديق الاقتراع، حل مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض لبلدية انقرة في الطليعة بنسبة 49,81 بالمئة، وخلفه مرشح العدالة والتنمية بنسبة 47,82 بالمئة، وفق وكالة الاناضول الرسمية.
وتصدر مرشح العدالة والتنمية في اسطنبول بنسبة 49,68 بالمئة مقابل 47,77 بالمئة لحزب الشعب الجمهوري مع فرز 88 بالمئة من صناديق الاقتراع. وفي وقت تواجه تركيا أول انكماش اقتصادي منذ عشر سنوات، وتضخماً قياسياً وبطالة متزايدة، تشكل هذه الانتخابات اختباراً لإردوغان بعد فوزه في كل الانتخابات منذ وصول حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه إلى السلطة عام 2002.
ويتم التركيز بصورة خاصة على ثلاثين بلدية كبرى في مدن تشكل الرئة الاقتصادية للبلاد، حيث تجري معارك حامية لا سيما في بورصة وأنطاليا. لكن الانتباه يبقى مركزاً بصورة خاصة على العاصمة أنقرة، واسطنبول القلب الاقتصادي والديموغرافي لتركيا. وسجل وقوع بعض الحوادث الأمنية في البلاد خلال هذا اليوم الانتخابي، كان أبرزها شجار أمام مركز اقتراع في مدينة ملطية تحوَّل  إطلاق نار اسفر عن مقتل شخصين بحسب السلطات التركية، فيما اعتقل أربعة أشخاص.


الاقتصاد كان ورقة الاقتراع  الأساس

وعمد إردوغان إلى إرسال رئيس وزرائه السابق بن علي يلديريم إلى اسطنبول، سعياً الى تفادي هزيمة مذلة في هذه المدينة التي نشأ فيها وكان رئيس بلديتها بين 1994 و 1998. ووجَّه الوضع الاقتصادي خيار العديد من الناخبين، مع بلوغ التضخم نسبة 20% أضرّت بشدّة بالقدرة الشرائية للأتراك.
وقال حسنو أكار بعد تصويته لصالح المعارضة في حي بيلكدوزو في اسطنبول "الاقتصاد سيء، الاقتصاد انتهى". وإدراكاً منه للمشكلة، طلب إردوغان من بلديتي اسطنبول وأنقرة فتح محال للخضر والفاكهة بأسعار مخفضة. لكن بدل أن يتناول الصعوبات الاقتصادية التي ينسبها إلى "عملية من الغرب"، ركز إردوغان حملته على المسائل الأمنية، محذراً من خطر إرهابي يحاصر البلاد ومن قوى معادية تهددها.
وأعلن خلال تجمع انتخابي السبت في اسطنبول أن التصويت الأحد لن يكون على "سعر الباذنجان أو الطماطم أو الفلفل (...) إنها انتخابات من أجل بقاء البلاد". وتنافس ائتلافان في هذه الانتخابات، هما ائتلاف حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية (قومي متشدد) من جهة، وحزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديموقراطي) وحزب "إيي" اليميني من جهة أخرى.
ويحظى الائتلاف الأخير بتأييد حزب الشعوب الديموقراطي (المناصر لقضايا الأكراد) الذي لم يقدم مرشحين لإسطنبول وأنقرة تفادياً اتشتيت أصوات المعارضة. وقسَّمت حملة هذه الانتخابات، الثامنة ضمن سلسلة مرهقة من الاستحقاقات منذ عام 2014، البلاد مرةً جديدة. ويتهم إردوغان معارضيه بالارتباط بـ"الإرهاب". وفي سياق اتهامه أحد المعارضين بأنه يؤيد إيديولوجيا منفِّذ الهجوم ضد مسجدين في نيوزيلندا، عرض إردوغان مقطعاً من فيديو الاعتداء خلال لقاء انتخابي. كذلك، افتقرت شروط الحملة الانتخابية إلى التوازن، إذ قامت المحطات التلفزيونية بنقل جميع خطابات إردوغان اليومية بكاملها، من دون أن تُخصص كثيراً من الوقت لمعارضيه.

المزيد من الشرق الأوسط