Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشباب والطلاب في بريطانيا غير مسؤولين عن ارتفاع عدد الإصابات بـكورونا

خبراء يطالبون الحكومة بالتركيز على إصلاح نظام الفحص والتتبع بدلاً من توجيه الاتهامات

كتابات وضعت على نوافذ دور إقامة الطلبة في الجامعات البريطانية تؤكد عمليات العزل للمصابين بكورونا (غيتي)  

اعتبر علماء بريطانيون مستقلون أن وصف الشباب في المملكة المتحدة بأنهم لا يتحلون بالمسؤولية لناحية سلوكياتهم التي تسهم في نشر فيروس كورونا هو أمرٌ "مضلل"، بحيث تظهر الأبحاث أنهم يمتثلون تماماً للإرشادات والتدابير المتخذة، شأنهم شأن الكبار في السن.

وأشار العلماء إلى أنه على الرغم من أن الأرقام تظهر أن معدل الإصابات بعدوى "كوفيد - 19" هو الأعلى بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 عاماً و24، إلا أنه يتعين على الحكومة الكف عن إلقاء اللوم على فئة الشباب والطلاب في ارتفاع عدد حالات الإصابة، والتركيز بدلاً من ذلك على إصلاح نظام الاختبار والتتبع.

وفي هذا الإطار دعت "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" Sage (هيئة مستقلة تقدم النصح للحكومة البريطانية في حالات الطوارئ) التي يترأسها كبير المستشارين العلميين السابق السير ديفيد كينغ، دعت الجامعات مرةً أخرى، إلى التحول فوراً نحو التعليم الافتراضي، ومنح الطلاب "الحق في العودة إلى ديارهم لمتابعة الدراسة عن بُعد" في أي وقت من الفصل الدراسي، مع إعادة رسوم السكن إليهم.

تأتي هذه الدعوة في الوقت الذي طاول تفشي فيروس كورونا نحو 50 جامعة في المملكة المتحدة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، الأمر الذي أجبر آلاف الطلاب على عزل أنفسهم في دور الإقامة الجامعية، بعد أيام قليلة من وصولهم إلى الحرم الجامعي.

لكن تفشي المرض وتزايد عدد الإصابات لا يعود بالضرورة إلى انتهاك الطلاب قواعد التباعد الاجتماعي، كما حرصت "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" المستقلة على الإشارة إليه.

وتوضح البروفيسورة سوزان ميتشي من "كلية لندن الجامعية" University College London أنه "مع وصول الشباب من أنحاء مختلفة من البلاد إلى أماكن الإقامة المشتركة في أحرام الجامعات، نشأت في تلك الأمكنة ما يشبه حاضنة بشرية لأنواع مختلفة من البكتيريا". وتقول إن "السبب لا يعود إلى سوء تصرف من جانب الطلاب، لأن الانتشار كان أمراً حتمياً ولا مفر منه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جو غرايدي الأمينة العامة لـ "اتحاد الجامعات والكليات" University and College Union الذي يمثل أكثر من 120 ألف محاضر وموظف في البلاد، توافق على هذه القراءة، وتعتبر أن تفشي العدوى كان "متوقعاً تماماً".

وانتقدت غرايدي حكومة المملكة المتحدة بسبب تشجيعها على أن يُجرى التدريس داخل الصفوف، واستثناء الجامعات تحديداً من سلسلة الإرشادات والنصائح التي تعطيها لبقية سكان بريطانيا بالعمل من المنزل حيثما كان ذلك ممكناً. ودعت أيضاً إلى اعتماد "التعليم الافتراضي عبر الإنترنت كلما كان ذلك ممكناً"، مشيرة إلى أن هذا المنحى يجب أن يبقى سارياً حتى حلول فترة عيد الميلاد على الأقل".

تجدر الإشارة إلى أنه بحسب الأرقام التي أصدرها "مكتب الإحصاءات الوطنية" OSN يوم الجمعة، فقد ظهرت "أدلة واضحة" على ارتفاع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة، مع تسجيل المعدلات الراهنة الرقم الأعلى الذي بلغته بين المراهقين والشباب.

لكن "مكتب الإحصاء الوطني" أشار في المقابل إلى وجود بعض "الأدلة المحدودة" على أن معدل الإصابة بالفيروس قد "يستقر" بعد الزيادات الحادة التي سُجلت خلال الشهرين الماضيين. وأوضحت البروفيسورة كريستينا باغيل من "كلية لندن الجامعية" أن معدلات الإصابة بالفيروس على المستوى الوطني تبدو "متباطئة وإن كانت ما زالت تنمو".

 

أما مستويات الإصابة بمرض "كوفيد - 19" في شمال إنجلترا إضافة إلى يوركشاير وهامبر والعاصمة لندن، فهي أعلى بأربعة أضعاف من المتوسط الوطني.

وفي هذا السياق، ترى "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" المستقلة، أن هنالك تقاعساً في التزام الحكومة نظام الاختبار والتتبع الذي سجل تراجعاً في الأسبوعين الأخيرين، بحيث انخفضت نسبة التواصل مع الأشخاص القريبين من المصابين بالفيروس، بنسبة 10 في المئة. واستناداً للبيانات التي نشرتها وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، لم يتمكن برنامج تتبع جهات الاتصال من الوصول إلا إلى 30 في المئة تقريباً من الأشخاص القريبين من الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا في إنجلترا.

وتقول البروفيسورة كريستينا باغيل أخيراً إن "القيود الجديدة لم تسهم إلا في منحنا بعضاً من الوقت، لكن يتعين علينا أن نبدأ الآن في إجراء بعض الإصلاحات".

© The Independent

المزيد من دوليات