"لم يكن إلا حبها له" دافعاً للفتاة الفلسطينية حنان سمارة لانتظار خطيبها عبد الكريم مخضر طيلة 18 عاماً أمضاها في السجون الإسرائيلية.
قصة حنان وعبد الكريم بدأت مع انطلاق الانتفاضة الثانية، حيث انضم الأخير إلى مجموعة مسلحة تابعة لحركة "فتح" عام 2000، رداً على قتل القوات الإسرائيلية ابنة أحد أصدقائه قبل أن يصبح عبد الكريم مطلوباً للجيش الإسرائيلي.
وطيلة 20 شهراً لاحق الجيش الإسرائيلي عبد الكريم في أرجاء الضفة الغربية، وهو ما منعه من إكمال دراسته الجامعية، لكنه لم يحُل بينه وبين خطبة زميلته في الجامعة حينها حنان.
وخلال فترة مطاردته، تقدم عبد الكريم لخطبة حنان من أهلها، وأوضح لهم أنه ملاحق من الجيش الإسرائيلي وأنه "يواجه إما القتل أو الاعتقال"، ليردوا عليه بأن ذلك "شرف لهم، وأن ذلك لا ينتقص منه".
بعد ثلاثة أشهر
بعد ثلاثة أشهر من خطبته، تمكن الجيش الإسرائيلي من اعتقاله في كمين قرب مدينة نابلس، قبل أن يحكم عليه بالسجن 18 عاماً.
"حبي ووفائي لك" سيجعلانني أنتظرك هذه السنوات الطويلة، كان رد حنان حين أبلغها عبر الهاتف بحكم السجن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
طيلة فترة اعتقاله، حافظت حنان على زيارة خطيبها في السجون التي قضى فيها مدة حكمه، والتي تنقل فيها من شمال إسرائيل إلى جنوبها.
أنهى عبد الكريم في السجن دراسته الجامعية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الإدارة قبل أن يحصل على درجة الماجستير في تخصص "دراسات إسرائيلية" من جامعة القدس.
ويقول عبد الكريم إن حنان أسهمت بشكل كبير في حصوله على شهادته الجامعية عبر دعمها له وتأمين الكتب، مضيفاً أنها "قامت ببناء منزلهما في قرية عمورية جنوب نابلس وجهزته لإقامتهما فيه".
الخروج من السجن
"اليوم الأخير لي في السجن كان الأصعب منذ اعتقالي منذ 18 عاماً"، قال عبد الكريم، مضيفاً أنه كان "يفكر خلاله بما ينتظره خارج السجن وكيف سيكون استقباله وكيف سيتأقلم مع الناس من حوله".
وعبر حاجز الجملة، غرب جنين، أفرج الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي عن عبد الكريم، حيث كان في انتظاره مئات من أقاربه وأصدقائه، وفي مقدمتهم حنان، التي قالت إنها "تخلصت خلال تلك اللحظة من كل المشاعر السلبية والمضايقات".
وقال عبد الكريم إنه بعد خروجه من بوسطة السجن "ركض عبر المعبر باتجاه حنان التي ركضت باتجاهه".
وفي يومي الخميس والجمعة الماضيين تحقق حلم عبد الكريم وحنان، الذي استمر 18 عاماً، حيث أقاما حفل زفافهما في قرية عموريا.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"اندبندنت عربية"، إن حفل زفاف عبد الكريم وحنان يعتبر الثالث خلال عام 2020 لأسير بعد الإفراج عنه، مشيراً إلى وجود أسرى كُثُر تنتظرهم خطيباتهم.