Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطين تغيب عن إطلاق منظمة "غاز شرق المتوسط"

بسبب وقفها العلاقات مع إسرائيل

الاجتماع الأول لمنتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة في 2019 (رويترز)

غابت دولة فلسطين عن حفل تحويل "منتدى غاز شرق المتوسط" إلى منظمة إقليمية، بسبب وقفها العلاقات كافة مع إسرائيل منذ خمسة أشهر، وفي ظل دعوات فلسطينية لانسحابها من المنظمة بشكل نهائي حتى لا تُعطي مبرراً لاتفاقية السلام مع إسرائيل.

وجاء الغياب الفلسطيني عن الحفل في ظل تقارب نسبي فلسطيني مع تركيا التي تعارض المنظمة باعتبارها "محاولة لإخراجها من معادلة الطاقة في شرق المتوسط"، لكن أكثر من مسؤول فلسطيني نفى لـ"اندبندنت عربية" وجود علاقة بين تأجيل التوقيع والعلاقات مع أنقرة، مشيرين إلى أن ذلك يعود إلى عدم الرغبة بحضور حفل تشارك فيه إسرائيل.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الفلسطينية، إن دولة فلسطين جزء من الاتفاق المؤسس للمنتدى، وأنها ستوقع على تحويلها إلى منظمة "في الوقت المناسب بشكل منفصل"، مضيفاً "أننا لن ننسحب منها".

وأوضح أن المنظمة تؤكد "حقوق دولة فلسطين في الثروات الطبيعية في المنطقة الاقتصادية قبالة سواحل قطاع غزة".

المنتدى

وفي 30 من يونيو (حزيران) الماضي، صادق مجلس الوزراء الفلسطيني على الانضمام إلى المنتدى الذي يضم كلاً من إسرائيل ومصر واليونان وإيطاليا والأردن وقبرص، إضافة إلى الأردن.

وطالبت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل بعدم توقيع فلسطين على تأسيس منظمة شرق المتوسط، مضيفة أن "ذلك يعزز التبعية الاقتصادية لإسرائيل، ويوفر ورقة توت فلسطينية للتغطية على التطبيع العربي الرسمي مع إسرائيل".

وأشارت اللجنة إلى أن "وثائق منظمة غاز شرق المتوسط تخلو تماماً من أي ذكر لحقوق الشعب الفلسطيني السيادية بالغاز"، مضيفة أن وجود فلسطين مع إسرائيل في المنظمة لا يشرعن الاحتلال فقط، بل يقوض حقوق شعبنا في موارده الطبيعية.

بدوره، قال عضو اللجنة لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لـ"اندبندنت عربية"، إن تأجيل دولة فلسطين التوقيع يعود إلى وقف العلاقات مع إسرائيل وليس بسبب العلاقة تركيا، مضيفاً أن فلسطين عضو مؤسس في المنظمة، وأنها تضمن حقوق الفلسطينيين في ثروات البحر المتوسط".

ونفى مجدلاني وجود أي تفكير رسمي فلسطيني في تغيير التحالفات الإقليمية، مضيفاً أن "دولة فلسطين ترفض سياسة المحاور الإقليمية، وأنها ليست في أي محور إقليمي، ولن تكون".

وبشأن العلاقة المتنامية مع أنقرة، أوضح مجدلاني أن ذلك يعود إلى الوضع الداخلي الفلسطيني، وتمتع أنقرة بعلاقة خاصة مع حركة حماس في ظل رغبة حركة فتح بإنهاء الانقسام الوطني، مشيراً إلى أنه "ليس من العبث اختيار القنصلية الفلسطينية في إسطنبول كمكان للحوار بين حركتي فتح وحماس".

واستبعد الوزير الفلسطيني السابق نبيل عمرو مغادرة فلسطين تحالفها القديم مع المثلث المصري الأردني السعودي، قائلاً إنه "لا يوجد مبرر موضوعي لذلك ولا حتى  قدرة للقيادة الفلسطينية على ذلك".

وأوضح عمرو في حوار مع "اندبندنت عربية" أن أنقرة لا تصلح لتكون بديلاً عن ذلك المثلث للفلسطينيين، مضيفاً أن الجغرافيا السياسية لا تخدمها، وأنها لا تقدم للفلسطينيين سوى الدعم المعنوي، والتضامن السياسي.

وأضاف عمرو أن مصر والأردن تحدان فلسطين من الغرب والشرق، وأن الخليج العربي يشكل مصدراً هائلاً للدعم المالي المباشر وغير المباشر للفلسطينيين.

التأجيل

في سياق متصل، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في جنين، أمجد أبو العز، أن تأجيل توقيع فلسطين على تأسيس المنظمة يعود إلى عدم رغبة السلطة الفلسطينية بالظهور في موقف متناقض، حيث تعارض الاتفاقات بين دول عربية وإسرائيل وتوقف العلاقات كافة معها من جهة، وتدخل في منظمة إقليمية تكون إسرائيل جزءاً منه.

وأشار أبو العز إلى المنظمة شكلت لوقف تمدد تركيا في شرق المتوسط، موضحاً أن فلسطين "لا ناقة لها ولا جمل في الصراع لأنها لا تستطيع التنقيب عن الغاز في سواحل غزة".

المزيد من الشرق الأوسط