Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تناقض الموقف اللبناني من النازحين السوريين فهل يأتي الحل من فيتنام؟

الروس طرحوا ربط العودة "بالحل السياسي" و"العودة الآمنة"

خيبة أمل لبنانية من الموقف الروسي في مسألة النازحين السوريين (رويترز)

إلى روسيا ذهب رئيس جمهورية لبنان ميشال عون مستنجداً بالكرملين لإعادة النازحين السوريين، وإذ به يصطدم بربط الروس العودة بالحل السياسي، وبإعادة الإعمار، وبتوافر الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المواتية، كما ورد في البند السابع من البيان الختامي المشترك اللبناني - الروسي بعد لقاء الرئيسين ميشال عون وفلاديمير بوتين.

وأتى البيان الختامي مناقضاً الطروحات اللبنانية، وكشفت مصادر دبلوماسية لـ"اندبندنت عربية" أن الجانب اللبناني حاول إلغاء عبارة "الحل السياسي" من البيان الختامي، ومن الفقرة التي تتحدث عن عودة النازحين السوريين، وهو ما تظهره النسخة الأولية للبيان الختامي التي قدمها الجانب اللبناني. لكن الدبلوماسية الروسية أصرّت على العبارة وعلى ربط العودة بالحل السياسي. ففي القراءة الروسية للمسألة، وطالما لم تتضح بعد المسائل الكبيرة التي تسببت بقضية النزوح، يبقى الكلام على أي حل لمشكلة النازحين سابقاً لأوانه.

وتحدث الروس وفق المعلومات اﻵتية من موسكو عن "عودة آمنة" للنازحين السوريين، ما يعني أن إعادتهم لن تتم قبل إيجاد حل سياسي وتوافق بين الدول، مما يعني باختصار أن العودة مؤجلة.

في اللقاء بين عون وبوتين الذي استمر 25 دقيقة، حاول رئيس جمهورية لبنان مطالبة المهندس الأول للمنطقة حالياً، بالضغط على نظام بشار الأسد من أجل تحقيق إعادة سريعة للنازحين، فكانت المفاجأة نصيحةً روسية للرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل بزيارة سوريا، والتواصل مع الأسد مباشرة لإقناعه بحل هذه المشكلة.

فهل يمكن لبنان أن يحقق ما تعجز عن تحقيقه روسيا؟ فضلاً عن أن التواصل مع النظام مسألة غير متفق عليها في لبنان، وفي مقدم المعترضين رئيس الحكومة سعد الحريري، وقوى سياسية أخرى ﻻ تزال تجاهر بخصامها مع النظام السوري، وترفض منحه فرصة التذرّع بملف النازحين لإعادة العلاقات السياسية مع لبنان كما كانت قبل اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الخيبة

عاد إذاً الوفد اللبناني من موسكو خائباً... أما ملف النازحين السوريين، فدخل مرحلة جديدة مع سقوط المبادرة الروسية. فهل هذا يعني أن لا حل لهذه القضية، ولا عودة متوقعة للنازحين؟

تقول مصادر دبلوماسية لـ "اندبندنت عربية" "إن مقاربة الملف لم تتَّبِع المسار الدبلوماسي السليم منذ البداية، بل على العكس فإن المساعي في هذا الموضوع اتخذت طابعاً "شعبوياً" ﻻ يوصل إلى أي مكان".

ويمكن العودة إلى نموذج شبيه وهو قضية ﻻجئي فيتنام، واﻻتفاقية الدولية التي وُضعت لحل هذه القضية. مع اندﻻع حرب فيتنام الشهيرة، والتي انتهت بفوز القسم الشمالي المدعوم من الصين، شهدت مدينة سايغون هرب اﻵلاف من المعارضين للنظام الجديد، وهاموا بحراً من دون أي جهة يقصدونها، وعُرفوا بشعب البواخر حتى باتت قضيتهم أزمة لم يعد ممكناً تجاهلها.

وفي العام 1979 عُقد مؤتمر دولي في جنيف ووضع حلاً قام على مبادئ ثلاثة:
1 – يجب ألا تكون قضية اللاجئين من مسؤولية الدول المضيفة حصراً، بل مسؤولية دولية، وأن تستقبل الدول المضيفة اللاجئين "كدول لجوء أُولى" وليس إلى ما ﻻ نهاية.
2- التمييز بين اللاجئ الحقيقي واللاجئ الاقتصادي عبر إحصاء تجريه الأمم المتحدة .
3- العودة الطوعية المشروطة بتعهد الأمم المتحدة مساعدة اللاجئين في بلدهم الأم بعد التحقق من توافر المقومات الأمنية والاجتماعية، والاقتصادية، التي تمكِّنهم من البقاء.

مقاربة الحل الأُممي للاجئ الفيتنامي يمكن أن تصح على قضية اللاجئ السوري وما عدا ذلك من مقاربات وتحليلات تبقى في إطار المزايدات ولن تجدي نفعاً.

أما المبادرة الروسية فيمكن أن تنجح فقط إذا تمكنت اللجنة الثلاثية اللبنانية – الروسية - السورية من ضمان أمن النازحين في داخل الأراضي السورية لتتمكن الدول المانحة من مساعدتهم، ومن القيام بإحصاء للتصنيف بين اللاجئ السياسي والاقتصادي.

بعد زيارة موسكو ﻻ بد من تغيير في لغة الخطاب اللبناني حيال ملف النازحين السوريين، والخوف أن يكون لبنان الرسمي الممثل برئيس الجمهورية ووزير الخارجية قد سلَّما بالمنطق الروسي، وخدما المصلحة الروسية في تعزيز الوضع السياسي لنظام الأسد، على قاعدة إعادة ما انقطع مع نظام الأسد.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي