Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهجرة غير الشرعية تنشط في الجزائر وتشمل العائلات

أزمة كورونا لم تمنع قوارب الموت من الإبحار نحو سواحل إيطاليا وإسبانيا

وحدات خفر السواحل الجزائرية أنقذت 485 شخصاً حاولوا الإبحار بطريقة غير شرعية (وسائل التواصل)

يعيش الشارع الجزائري صدمة بعد تداول صور لجثث أطفال "مهاجرين غير شرعيين" لقوا حتفهم في محاولة الإبحار رفقة أسرهم نحو إسبانيا على متن قارب كان ينقل 15 مهاجراً، يجري البحث عن خمسة منهم فقدوا أثناء غرق القارب، في حين تم إنقاذ خمسة آخرين.

خطر يهدد المجتمع الجزائري

ولم تمنع جائحة كورونا قوارب الموت من الإبحار نحو سواحل جنوب أوروبا، بخاصة إيطاليا وإسبانيا لقربهما من الجزائر، حيث انتعشت ظاهرة الهجرة غير الشرعية بشكل مرعب، بعدما تجاوزت أحلام شباب يبحث عن حياة أفضل، لتشمل عائلات بأكملها، في مشاهد لم يعهدها الشارع إلا في حالات الحروب، كما يحدث مع السوريين والليبيين، أو بسبب الفقر مثلما هو الأمر مع الأفارقة.

واستدعى غرق أسرة مكونة من والدين وثلاثة أطفال عمر أكبرهم تسع سنوات، كانوا يحاولون الوصول إلى الضفة الشمالية للمتوسط رفقة عشرة مهاجرين شباب على متن قارب صيد، دق ناقوس الخطر الذي بات يهدد المجتمع الجزائري، في ظل تغير سلوك الأولياء بمغامرتهم بفلذات أكبادهم، الأمر الذي فسّره أستاذ علم النفس محمد زرواطي، بالقوانين الأوروبية التي تمنع ترحيل العائلات المهاجرة، وتقديم المساعدات الغذائية والمادية لها. 

وقال في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، إن عودة الهجرة غير الشرعية التي امتدت إلى جميع الأعمار والفئات ومسّت الجنسين، ترجع إلى توسع دائرة اليأس وفقدان الأمل، إذ بات المهاجر السري يبحث عن مجتمع يحظى فيه بميزات اجتماعية واقتصادية وأمنية أرقى، مشدداً على أن ترويج بعض الشباب الذين وصلوا إلى أوروبا لصور النجاح والرفاهية وأنهم في وضع مالي مريح، يعتبر من أهم الأسباب التي دفعت العائلات إلى المغامرة.

نجاة مهاجرين من كارثة إنسانية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت تعيش الجهة الغربية من الجزائر على وقع مأساة العائلة الغريقة، نجت مجموعة شباب من كارثة إنسانية في السواحل الشرقية، حيث أبحروا من سواحل مدينة عنابة شرق الجزائر، باتجاه السواحل الإيطالية. غير أن قوة الرياح دفعت قاربهم نحو المياه الإقليمية التونسية بعد أن توقف محركه فجأة وهم في عرض المتوسط، وبعد ثلاثة أيام قضوها في البحر، لتنقذهم البحرية التونسية وتنقلهم إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين، وفق ما ذكر والد أحد الشباب الناجين لـ "اندبندنت عربية". وأضاف أن ابنه حاول الوصول إلى إيطاليا عبر سواحل عنابة، غير أن منظم الرحلة "الماكر" أعطى قيادة القارب وجهاز "التموقع" للشباب المهاجرين، وعاد أدراجه. 

وأشار إلى أن تعطل محرك القارب في عرض البحر وعدم معرفة المهاجرين غير الشرعيين بالقيادة البحرية وضعهما أمام موت محقق، لكن "التيار جلبهم باتجاه المياه الإقليمية التونسية".

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية أن قوات خفر السواحل أنقذت 37 مهاجراً جزائرياً قبالة السواحل الشمالية للبلاد، بعد تعطل المراكب التي كانوا يستقلونها، من دون ذكر تفاصيل إضافية.

أرقام مرعبة

وكشفت وحدات خفر السواحل الجزائرية عن تمكنها من اعتراض وإنقاذ 485 شخصاً حاولوا الإبحار بطريقة غير شرعية، خلال أربعة أيام فقط، فيما تم انتشال عشر جثث لمهاجرين غرقوا بعد انقلاب قواربهم. وقالت إنه تم تنفيذ 22 عملية بالواجهة البحرية الغربية، تم خلالها اعتراض وإنقاذ 255 مهاجراً غير شرعي، فيما تم تنفيذ 19 عملية في السواحل الشرقية، سمحت بإنقاذ 227 مهاجراً سرياً، كما تم اعتراض ثلاثة مهاجرين غير شرعيين في الواجهة البحرية الوسطى.

وأشارت السلطات الإسبانية في تقريرها الأخير إلى دخول أكثر من 2000 جزائري خارج الأطر القانونية إلى البلاد منذ بداية عام 2020، مشكلين أكبر عدد من الوافدين غير الشرعيين على إسبانيا.

تحرك دبلوماسي متوسطي

ارتفاع الأرقام واستمرار الصور والأخبار الصادمة، دفع دول شمال البحر المتوسط للتحرك باتجاه بلدان جنوبه، حيث قام كل من وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا، ووزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي بزيارة الجزائر من أجل ترقية العلاقات الثنائية، غير أن الهجرة غير الشرعية كان لها نصيب وافر من المحادثات وفق ما ذكرت البيانات الرسمية، ما يكشف عن حجم التخوف الذي يتملك دول جنوب أوروبا من موجة هجرة غير شرعية مرتقبة تفوق ما عاشته القارة العجوز مع هجرة السوريين، وهو ما حذر منه وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إثر زيارته إلى مالي بعد أسبوع من الانقلاب على الرئيس أبوبكر كايتا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير