Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطر تغازل دول المقاطعة عبر أميركا و"مجلس التعاون"

هل قايضت الدوحة السلام مع إسرائيل بإنهاء أزمتها مع جيرانها؟

وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن خلال استقباله للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي (وكالة قنا)

انطلقت إشارات عديدة من الخليج لما يتردد أن دولة قطر تكثف محاولاتها إقناع الدول التي تقاطعها بالعدول عن قرارها، وإحراز تسوية هي في أمسّ الحاجة إليها، حسب تقدير الأميركيين الذين اتخذتهم وسطاء إلى جانب مجلس التعاون الخليجي ممثلاً في الكويت، للخروج من الأزمة.

وتزامنت التصريحات الأميركية بالدفع نحو معالجة الملف نهاية الأسبوع الماضي مع جولة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف قادته إلى كل من الكويت وعمان وقطر، حيث قالت الوكالة الرسمية للدوحة، إن الحجرف تبادل مع المسؤولين في البلاد خلال الاجتماع "وجهات النظر حول مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك"، لكن الجهة المختصة في المجلس رفضت الإفصاح عن أي دور للمنظمة على هذا الصعيد لدى سؤال "اندبندنت عربية" للمسؤول فيها عن موقفها نحو المساعي الأميركية لـ"توحيد الخليج" الذي تقاطع دول فيه هي السعودية، والإمارات، والبحرين، الدوحة، منذ 3 سنوات، وقالت "إن أي جديد في الموضوع سيتم تعميمه بشكل رسمي".

أسف قطري وتوضيح

في سياق التضارب بين ما تقوله قطر وما يصرح به حلفاؤها الأميركيون نحو موقفها من "السلام مع إسرائيل"، أكدت الدوحة في بيان رسمي صادر عنها أخيراً، التذكير بـ"موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، والذي ينص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس ضمن إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة مع منح جميع اللاجئين الفلسطينيين حق العودة"، وهو ما قالت الإمارة الخليجية عنه إنه يمثل في نظرها "الحل الجذري والمُستديم لهذا الصراع الذي دام أكثر من سبعين عاماً"، كما أبدت أسفها لما وصفته بـ"بعض الحملات الإعلامية المضللة التي تحاول خلط القضايا وتشويه صورة دولة قطر على حساب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الصراع".

وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية، تيموثي لندركينغ، قد قال للصحافيين في إيجاز صحافي عن بعد الأسبوع الماضي، إن "قطر استجابت للسلام، ولديها سجل من التفاهم مع إسرائيل. وسنصل في النهاية إلى اتفاق أكبر بين قطر وإسرائيل". أما الضغوط التركية على الدوحة فقد نفى المسؤول الأميركي أن يكون لها تأثير في مسألة التطبيع مع تل أبيب، حتى وإن أبدت أنقرة معارضتها لخطوة الإمارات والبحرين.

وبينما ذكرت تقارير إعلامية أن الدوحة تريد مقايضة السلام الكامل مع إسرائيل، بالضغط على جيرانها الخليجيين لإنهاء مقاطعتها؛ اختارت قطر في بيانها أن تبقى على الباب مُوارباً، وقالت إنها "لن تألو جهداً في تقديم ما تستطيعه من الدعم للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين حتى نيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة"، وهو التعهد نفسه الذي قطعته كل من الإمارات والبحرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد قال في وقت سابق، إن الولايات المتحدة تأمل في أن تنهي السعودية وحلفاؤها الإقليميون مقاطعة استمرت أكثر من ثلاث سنوات على دولة قطر المجاورة، وأنه "من المهم بشكل خاص البناء على التقارب العربي الإسرائيلي لمواجهة السلوك الخبيث المتزايد من إيران بشكل أفضل".

أين المشكلة؟

من جهته، يرى المتخصص في العلاقات الدولية، عبد الرحمن الجديع، أن "المشكلة ليست لدى دول المقاطعة، بل في عقل صانعي القرار في قطر الذين يتوهمون أموراً غير موجودة وأفكاراً غير حقيقية، وهذا ما جعل من الأزمة معضلة، وبدد النيات الحسنة والمشاعر الصادقة من قبل دول المجلس لبدء صفحة جديدة من التعاون الخليجي الفعال، بحيث يصبح المجلس محوراً إقليمياً فاعلاً ومرهوب الجانب".

ولفت الجديع، وهو دبلوماسي سعودي سابق، إلى أن ورقة انضمام قطر إلى دول السلام مع إسرائيل ليست مُجدية، وذلك لأن "الدوحة قامت بذلك من زمان"، ويعتبر أن "أي حديث لحل هذه الأزمة دون موافقة قطر على الكف عن عبثها، وموافقتها على المبادئ المحددة لإثبات جديتها في الحوار، هو ضرب من المغالطة يسهم في بعثرة الجهود، بدلاً من تصويب القرار السياسي القطري". وتلقي باللائمة على جيرانها، وتقول إنها مستعدة للجلوس على الطاولة معهم من دون شروط مُسبقة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير