Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

داعشي تآمر مع الولايات المتحدة ضد رفاقه

 القائد الحالي للتنظيم أدلى بمعلومات عن 68 مقاتلاً ووشى بهم

سعيد عبد الرحمن المولى وشى بعشرات الجهاديين إلى الأعداء (تويتر)

"عرض المحققون عليّ ست صفحات تضم 20 صورة، ولقد أعطيت المعلومات اللازمة". 

ثم جاء في الملف ذاته، صور لمشتبه فيهم ومواد مختلفة عن دور لعبوه في تنظيم القاعدة، ومعلومات عن الأدوار التي قاموا بها، ومعلومات عن زملاء لهم وعن عائلاتهم.

في جزء آخر يأتي ذكر "خلال الفترة التي عملت فيها لصالح (تنظيم) الدولة الإسلامية علمت عن أنشطة هي التالية "إعدامات واغتيالات وخطف وطلب الفدية ومصادرة (أملاك). أيضاً تجدون في الملف وبالتفاصيل أسماء ورتب للمنظمة وتراتبية أفرادها في الموصل مكتوبة على شكل جدول بياني بشكل واضح.

هذه الكلمات هي مقتطفات من التحقيق مع سعيد عبد الرحمن المولى وكان أجري في سجن للقوات الأميركية في مخيم بوكا، Camp Bucca الواقع في المنطقة التي تديرها القوات البريطانية في جنوب العراق في 2008، ويظهر مدى استعداد الرجل، وهو اليوم قائد في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لخيانة زملائه المقاتلين لصالح العدو.

قدّم المولى معلومات عن ما مجموعه 68 مقاتلاً – معلومات أدت إلى سلسلة من العمليات التي نفّذتها القوات الغربية، وأسفرت عن اعتقال وقتل مشتبه فيهم ومن ضمن هؤلاء أبو جاسم أبو قسرة، وهو مغربي شغل في حينه منصب نائب رئيس الجماعة.

منذ تلك الفترة، تقدّم المولى ليتبوّأ أعلى هرم قيادة الجهاديين ليخلف زعيم داعش أبو بكر البغدادي بعد مقتله في عملية للقوات الخاصة الأميركية العام الماضي.

الزعيم الجديد الذي منح أيضاً لقب "الهاشمي القرشي" مطلوب من قبل واشنطن وهناك جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يسلمه إلى الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان اتهم المولى بأنه أحد أبرز الشخصيات التي قامت باضطهاد الأيزيديين في العراق.

أكثر من 5000 أيزيدي كانوا قد قتلوا في العراق، وتم بيع مئات الفتيات والنساء للعمل كسبايا بغرض الجنس بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أراضي في منطقة سنجار.

ويدلّ هذا الاعتراف على كيفية وشاية المولى ذات يوم بعشرات من رفاقه المقاتلين للعدو. وهذا ما ورد في وثيقة استجوابه التي كانت مصنفة سرية وكشف عنها "مركز مكافحة الإرهاب" في الأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت.

ويأتي الكشف العلني عن هذه الوثائق في وقت يتم الحديث عن شقاق في أعلى الهرم القيادي لتنظيم داعش الذي ولد من رحم تنظيم القاعدة عندما انتشر "الجهاد" في العراق وسوريا.

من ناحيته، قال مسؤول أمني بريطاني إن "الوثائق التي جرى نزع غطاء السرية عنها تظهر أن داعش عفن ومهترئ حتى النخاع، وغادِر على أرفع مستوياته القيادية. وعلى الرغم من أن التنظيم خسر الأراضي، فإنه يواصل نشر سرديته البغيضة والتحريض على العنف عبر الإنترنت. غير أن البروباغندا التي يروّج لها لن تجد آذاناً مصغية إذا كان زعيمها نفسه معروفاً بخيانة رفاقه".

بيد أن مسؤولين غربيين حذروا أيضاً من أن "داعش" يسعى حالياً إلى التمدد عالمياً مع تأسيس 20 فرعاً له في عدد من الدول، وذلك بعدما طرد من معظم الأراضي التي كان قد سيطر عليها في سوريا وفي أعقاب خسارته البغدادي وغيره من آلاف العناصر ممّن قتلوا أو اعتقلوا.

وقال كريستوفر ميلر، مدير "المركز الأميركي الوطني لمكافحة الإرهاب" US National Counterterrorism Centre، الخميس الماضي، فيما كان النقاب يكشف عن التقارير المتعلقة باستجواب المولى، إن الجماعة "قد أثبتت مراراً قدرتها على التعافي بعد تكبّدها خسائر فادحة على امتداد السنوات الست الماضية، وأمكنها الاستمرار بالاعتماد على كوادرها المتفانية من القادة المخضرمين المتوسطي المستوى، علاوة على شبكة سرية واسعة وتراجع ضغوط الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب".

وذكر السيد ميلر أمام "لجنة الأمن الداخلي" التابعة لمجلس النواب الأميركي House Homeland Security Committee في واشنطن، أن "داعش" يواصل تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات في سوريا والعراق. وأضاف أنه يحاول أيضاً تحرير آلاف المقاتلين مع عائلاتهم من معسكرات الاعتقال في شمال سوريا، مستغلاً عدم وجود توافق بين الحكومات الأجنبية حول مصير المعتقلين. ولفت إلى أنه على الرغم من تعرّض التنظيم لانتكاسات عدة في مناطق بعينها، فإنه أصبح قوياً بشكل خاص في بعض أنحاء القارة الأفريقية.

وأعلن التنظيم، الخميس الماضي، مسؤوليته عن مقتل 6 من عمال الإغاثة الفرنسيين ومرشدين محليين كانا برفقتهم، في النيجر خلال شهر أغسطس (آب) المنصرم.

يشار إلى أن المولى، 43 سنة، متزوج وله ولد، ويحمل شهادة في الشريعة حصل عليها من كلية العلوم الإسلامية في الموصل، قبل سوقه إلى الخدمة العسكرية حيث خدم 18 شهراً في جيش صدام حسين. ومع أنه اعتقل في "معسكر بوكا" لاحقاً، فقد أطلق سراحه عام 2009 مكافأة له على العمل مخبراً، ثم التحق بتنظيم "القاعدة" بعد ذلك.

وتظهر الوثائق أن المولى كان يكتب خطباً للبغدادي، كما أصبح إمام مسجد الفرقان في الموصل، حيث ألقى الأخير عدداً من الخطب في مناسبات شتى.

وقدّم الجندي السابق نفسه على أنه نصير للإسلام السلفي، غير أن خصومه من قياديي الصف الأول شككوا في مؤهلاته الدينية. وثمة ادعاءات أيضاً مفادها بأنه كان من خلفية تركمانية، وسط شكوك بأن مقاتلي داعش سيقبلون بزعيم من أصول غير عربية.

في هذا السياق، اشتملت الوثائق التي نشرت بطاقة الهوية العراقية الخاصة بالمولى التي تظهر أنه عربي الأصل، أبصر النور في بلدة المحلبية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات