Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذيرات من ارتداد خطط التحفيز بدعم الركود الاقتصادي حتى 2022

رؤساء شركات يؤكدون مخاطر تفشي البطالة ويطالبون بضرورة تصحيح المسار

مخاوف من تفشي البطالة عالميا في ظل تراجع الاقتصاد (رويترز)

وجه مشاركون في قمة عالمية استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي، تهمة مباشرة لخطط التحفيز الضخمة التي أعلنتها الحكومات خلال الفترة الماضية بالتسبب في دعم الركود الاقتصادي حتى نهاية عام 2022. حيث حذرت القمة العالمية للصناعة والتصنيع من مخاطر تفشي البطالة بين الشباب في ظل تراجع نمو الاقتصاد العالمي بسبب التداعيات والمخاطر التي خلفها فيروس كورونا المستجد على جميع اقتصادات دول العالم.

وقال مسؤولون، إن الاقتصاد العالمي يواجه في الوقت الحالي مرحلة صعبة مع عدم وجود مؤشرات قوية على التعافي الكامل من تداعيات وباء كورونا، على الرغم من المكاسب التي تحققت للشركات الرائدة في مجال التقنيات المتقدمة وخاصة العاملة في قطاع التكنولوجيا والبيع عبر شبكة الإنترنت.

ووفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام"، شدد قادة الشركات، على ضرورة العمل على سرعة اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، مؤكدين أن خطط التحفيز الضخمة التي أعلنتها الحكومات مثلما أسهمت في تقليص حدة المخاطر، لكنها في الوقت نفسه قد تعمق الركود الاقتصادي الحالي خلال العام المقبل وربما يمتد هذا الركود حتى نهاية العام 2022.

مطالب بإصلاحات جذرية في النظام العالمي

في كلمته، أكد رئيس البرازيل جايير بولسونارو، أنه كان من الممكن أن تنخفض الخسائر في الأرواح التي فقدها العالم بسبب وباء كورونا بشكل كبير لو كان هناك تعاون أفضل بين الدول على صعيد الإنتاج العالمي. داعياً إلى إجراء إصلاحات جذرية في النظام العالمي وتعزيز التوجه نحو دمج عدد أكبر من الدول في سلاسل القيمة العالمية

وقال رئيس البرازيل إننا "سنعمل مع شركائنا على تحقيق المزيد من التكاتف والتعاون لتصحيح المسار والتخفيف من تلك الاختلالات في الإنتاج العالمي التي أبرزها الوباء وجعلها أكثر وضوحاً".

من ناحيته، حذر ولي عهد الأردن، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، من توجه الدول نحو الانعزالية وسياسة النأي بالنفس في مواجهة الأزمة، داعياً إلى مزيد من التضامن والتكاتف وإلى مرحلة جديدة من التعاون العالمي للتصدي للتحديات والمخاطر الناجمة عن الوباء العالمي.

وأضاف "بدلاً من التخلي عن نظامنا العالمي المبني على التعاون والتعددية، يؤمن الأردن بأن الطريق إلى الأمام مبني على التكامل العالمي أي بإعادة ضبط العولمة للبناء على مواطن القوة والموارد التي يمتلكها كل منا لمنفعة الجميع ما يؤدي إلى تآزر وازدهار عالميين".

في السياق ذاته، قال أرمين سركيسيان، رئيس أرمينيا، إن تركيزه كرئيس دولة كان منصباً على إعداد شعبه وتحضيره للمستقبل عبر بناء نظام تعليمي متقدم وعالمي المستوى يركز بوجه خاص على العلوم والتكنولوجيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "أرمينيا متأثرة بوباء كورونا مثلها مثل باقي الدول.. ونحن جميعاً نواجه التحديات نفسها.. والحل هو أن نضطلع بدور رائد ونكون في الصفوف الأمامية نحو المستقبل، مما يعني الاستثمار في التعليم والعلوم والتكنولوجيا.. لذا وبصفتي رئيساً أنشأت مبادرة أطلقنا عليها اسم (الغد المتقدم) تتضمن إنشاء مشروعات مشتركة مع شركات عالمية معروفة لتطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة الأخرى... وأنا على ثقة تامة بأنه من الممكن جداً تحويل دولة صغيرة إلى دولة حديثة ومتقدمة".

وقال هون سين، رئيس وزراء كمبوديا، إن الوباء أوجد فرصة لتسريع التحول الرقمي وتعزيز التعاون الإقليمي بين دول رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان". وأضاف "في حين أن الوباء أثر بشدة على الصحة العامة والتجارة الدولية والاستثمار وسلاسل القيمة العالمية والازدهار على مستوى العالم إلا أن الأزمة عززت قدرتنا على تسريع تبني أسس ومفاهيم الثورة الصناعية الرابعة من حيث التحول الرقمي في جميع الصناعات والمؤسسات، وفي طرق التواصل، وانسياب وتدفق الأعمال".

وأشار إلى اعتماد دول رابطة آسيان على سلاسل القيمة العالمية، وقال إن "الأزمة التي تسبب فيها وباء كورونا ستساعدنا على الارتقاء بجهودنا المشتركة والعمل معاً على إنشاء سلسلة قيمة إقليمية لتعزيز الاستثمار الإقليمي والأنشطة التجارية بين الدول الأعضاء في الرابطة".

تحذيرات من تفاقم أزمة البطالة

وفي كلمته، حذر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "شنايدر إلكتريك"، جان باسكال تريكوار، من تعرض الشباب حول العالم إلى شبح البطالة ومواجهته للكثير من الصعوبات في سبيل إيجاد فرص عمل في ظل حالة من الكساد الاقتصادي سيشهدها العالم في السنوات المقبلة.

وأضاف "لقد ركزت الإجراءات الوقائية بشكل كبير على فئة كبار السن في مجتمعاتنا وتجاهلت خطورة البطالة التي تهدد جيلاً كاملاً من الشباب الذين يمثلون مستقبل عالمنا.. ونعمل عن كثب مع الحكومات والمؤسسات الأخرى لتدريب الكفاءات الشابة وإعدادها للمستقبل". وأضاف "يجب أن تشمل الحوافز الحكومية الشركات الصغيرة والمتوسطة التي هي شريان حياة الاقتصاد العالمي.. حيث تعتمد الشركات الكبيرة، بما في ذلك شنايدر إلكتريك، على نظام بيئي يضم العديد من الموردين والشركات الصغيرة، ومن المهم أن نعمل على تقديم الدعم لهذه الشركات خلال الأزمة ومساعدتها على تحديث عملياتها وعلى التحول الرقمي".

في ما اتفق الرؤساء التنفيذيون للشركات المشاركين في القمة، على أن الأزمة ستعزز من جهود التحول الرقمي في معظم القطاعات الاقتصادية إضافة إلى تكريس مفهوم الاستدامة، مؤكدين أن شركاتهم التي تستثمر في مجالات التكنولوجيا والابتكار قطعت خطوات كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف.

وفي هذا الصدد، شددوا على أهمية توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي لدورها الكبير في تعزيز قدرة الشركات على التعامل مع الأزمات وتعزيز تنافسيتها، مما يسهم في خلق المزيد من الفرص التي تساعد الشركات على التكيف مع التغيير، وتسريع التحول نحو الاقتصاد التدويري لتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.

من جهته، أشار وزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار والاتصالات في البرازيل، ماركوس بونتيس، إلى أن قدرة الشركات على التعامل مع الأزمات تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسة في عصر الثورة الصناعية الرابعة تتمثل في: البنية التحتية، وبيئة العمل والقوى العاملة.

وأكد أن تعزيز هذه العناصر من خلال تبني إستراتيجية وطنية تعتمد على التكنولوجيا الرقمية أصبح ضرورة ملحة رغم ما يتضمنه من مصاعب عديدة، مشيراً إلى أن البرازيل تتميز بوجود العديد من الولايات والأقاليم التي تتمتع بنظام حكم ذاتي مما يزيد من صعوبة التنسيق بين الحكومات المختلفة على المستوى الوطني.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد