Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليل دمشق تشعله الصواريخ الإسرائيلية ومصادر النظام نفت مقتل مملوك

إيران والميليشيات الموالية لها تسعى إلى نقل عناصرها ومعداتها هرباً من ضربات تل أبيب

لطالما اعتاد السوريون على عبارة "نحتفظ بحق الرد" التي تطلقها دولتهم عقب الاعتداءات المتكررة بصواريخ إسرائيلية، إلا أنه لم يكن في حسبانهم أن كثرة الضربات القادمة من العدو ستنسيهم الرد المنتظر، بينما يواجهون حرباً داخلية لم تتوقف منذ تسع سنوات. لكن الرد السوري في آخر عدوان شهدته سماء العاصمة وريفها جاء خالياً من تلك العبارة، بعد سقوط صواريخ معادية أسفرت عن مصرع عنصرين من الجيش النظامي وضابط في قوى الدفاع الجوي، ومواطنة سقطت إحدى الشظايا المتطايرة على منزلها.

الاستهداف الليلي

وطال قصف المقاتلات الحربية الإسرائيلية مواقع استراتيجية، بينها مقر حيوي تابع لجيش النظام وميليشيات إيرانية جنوب البلاد، وقرب مطار دمشق الدولي في قرية الهيجانة، بينما أشارت المعلومات الأولية إلى أن المواقع احتوت على مستودعات ذخيرة ومواد عسكرية.

في المقابل، تحدثت أنباء عن مصرع قيادات أمنية سورية رفيعة المستوى، كانت في اجتماع ضم شخصيات إيرانية أثناء الاستهداف. المعلومات التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، أشارت إلى أن من بين تلك الشخصيات رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، إلا أن مصدراً رسمياً متابعاً نفى هذا النبأ، وأكد أن صفحات تحمل أسماء رسمية عدة "مزورة" وغير مصرح لها.
وأفاد مصدر عسكري وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن قوات الدفاع الجوي تصدت لصواريخ معادية. وأورد في مجمل حديثه أن "العدوان حدث من فوق منطقة جبل الشيخ في اتجاه الجولان السوري المحتل"، فيما لم يصدر أي تعليق من جانب الجيش الإسرائيلي.
وركزت الاعتداءات المتكررة على جنوب سوريا خلال الفترة الأخيرة لأسباب وعوامل عدة، من بينها تمركز قواعد ومواقع مهمة لميليشيات إيرانية مقاتلة إلى جانب جيش النظام، إضافة إلى ميليشيات "حزب الله" اللبناني، ما دفع تل أبيب على الدوام إلى النظر بعين الريبة تجاه تحركات القوى العسكرية في هذا الجانب القريب جداً من حدودها، من دون أن تعلن رسمياً قصفها هذه المواقع.
 


الوجود الإيراني

كذلك نفى مصدر سياسي مطلع ما يتم تداوله عن سقوط شخصيات إيرانية، معتبراً أن "الأمر برمته لا يعدو كونه حملة تشويش ممنهجة على الوجود الإيراني في البلاد، ودوره في القضاء على الإرهاب، ما يبرر على الدوام ضرب المنطقة الجنوبية الغربية من ريف دمشق".

في هذا السياق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية جراء القصف خلال الساعات الماضية، وأعلن مصرع عشرة أشخاص بينهم ثلاثة من قوات النظام، أحدهم ضابط في الدفاع الجوي، وسبعة من القوات الموالية لإيران و"حزب الله" من جنسيات غير سورية.

وحدد المرصد السوري المعارض مناطق الضربات "في الكسوة ومحيط مطار دمشق الدولي وكتيبة الدفاع الجوي في الهيجانة جنوب العاصمة دمشق، ومناطق أخرى في درعا"، مشيراً إلى خسائر مادية كبيرة ضمن المواقع المستهدفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


قاعدة في الشرق

في غضون ذلك، لم تعلق طهران أو تل أبيب على الهجوم، لكنه تزامن مع تصريح لقائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري اليوم الثلاثاء 1 سبتمبر (أيلول)، جاء فيه أن "الصواريخ الإيرانية اليوم تتمتع بقدرات فريدة من نوعها، ما يوفر بسهولة قدرة دفاعية رادعة".
وتواترت الأنباء عن بناء أكبر قاعدة عسكرية مخصصة للميليشيات الإيرانية في شرق سوريا. وذكر مصدر مطلع لـ "اندبندنت عربية" أن القيادة العسكرية الإيرانية، وبالتنسيق مع القوات النظامية السورية، تسعى إلى نقل معدات وعتاد وعناصر بشكل كبير، بعد سلسلة ضربات تعرضت لها مطلع العام الجاري، إلى قاعدة يطلق عليها اسم "الإمام علي"، قرب منطقة البوكمال الحدودية مع العراق.
وتسعى طهران إلى الهرب من ضربات تل أبيب المكثفة نحو الجهة الشرقية، تساندها عناصر من "حزب الله" العراقي، بغية قطع الطريق على التمدد الأميركي المتنامي مع حليفته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة، وهرباً من الإحراج السياسي أمام دمشق وموسكو من جهة أخرى.

توقعات بالرد

ورسم مراقبون موالون للسلطة صورة سوداوية للمشهد في العاصمة بعد تكرار هذه الهجمات الليلية، متسائلين عن القوة الصاروخية التي تملكها دمشق، بعد دعم الكرملين للجيش النظامي بمنصات صواريخ "أس 300" و"أس400"، وعن عدم تدخل روسيا لصد مثل هذه الهجمات.
ويعزو سياسيون هذا الأمر إلى إرادة روسية متنامية نحو إفراغ الساحة السورية من حلفاء دمشق، لا سيما الإيرانيين، لتستحوذ عليها بعد نشوب خلافات خفية بين الطرفين، جعلت تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ أمراً مناسباً لهما، خوفاً من الاصطدام.

وكان الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله هدد في 20 يوليو (تموز) الماضي، بقتل جندي إسرائيلي في مقابل أي عنصر يسقط من حزبه، وذلك بعد مصرع أحد عناصره في سوريا، مع توقعات برد حاسم من خلال الحدود اللبنانية المواجهة لإسرائيل، بعدما أسقط "الحزب" في 22 أغسطس (آب) الماضي، طائرة مسيرة إسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية في بلدة "عيتا الشعب" جنوب لبنان.

المزيد من العالم العربي