Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هوية الجولان تضيع في دوامة المصالح الأميركية - الإسرائيلية

قرار ترمب يعرّض المنطقة العربية لأخطار تنذر بحرب مدمرة

أتى القرار الأميركي الاعتراف بـ "سيادة" إسرائيل على هضبة الجولان، أشبه بآخر هدايا سيد البيت الأبيض الثمينة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مانحاً إياه شبه نصرٍ على خصومه في الانتخابات المرتقبة في تل أبيب في 9 أبريل (نيسان) المقبل.

"رفعت الأقلام وجُفت الصحف"، هذا ما بدا عليه المشهد في البيت الأبيض إبّان توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره، معلناً "الجولان المحتل" إسرائيلياً، طاوياً صفحة من صفحات الجدل بشأن قراره المباغت، ضارباً عرض الحائط بسيل من الانتقادات وبيانات المنظمات الدولية التي أكدت أن الجولان هو "الابن الشرعي لسوريا".

الرد من غزة

كذلك جاء القرار الأميركي هدية من ترمب لنتنياهو، مانحاً إياه تفوقاً على خصومه في الانتخابات وأبرزهم خصمه الرئيس، الجنرال بني غانتس، الذي يشارك في مؤتمر اللوبي الصهيوني "أيباك" المنعقد حالياً في واشنطن.

ومنح ترمب نفسه أيضاً تقرباً من ذلك اللوبي، الذي يسعى إلى مساعدته في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، خصوصاً مع إعلان تسعة مرشحين رئاسيين عن الحزب الديمقراطي الأميركي امتناعهم عن المشاركة في المؤتمر احتجاجاً على دعم "أيباك" ترمب المنتمي إلى الحزب الجمهوري.

وتزامنت مراسم التوقيع مع قصف مروحيات عسكرية إسرائيلية أهدافاً غرب مدينة غزة. وجاء القصف الإسرائيلي عقب إعلان غزة منطقة عسكرية مغلقة، ووقف حركة القطارات بين مدينتي عسقلان وسديروت القريبتين من حدود القطاع، رداً على سقوط صاروخ في تل أبيب فجر الاثنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت مصادر مأذونة أن الجيش الإسرائيلي حشد منذ يوم الأحد 24 مارس (آذار) الحالي، قوات في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، نتيجة مخاوف من خروج مسيرات من الأراضي السورية باتجاه السياج الحدودي، في الذكرى الـ 43 ليوم الأرض في 30 مارس.

في غضون ذلك، بدا السوريون موالاةً ومعارضة متفقين على موضوع الجولان وحقهم في استعادته بكل الطرق. وأكد ذلك، الموقف الرسمي السوري من دمشق، وبيانات المعارضة السورية. إلا أن الطرفين منقسمان في طريقة التعاطي مع "الجلافة الأميركية وغطرستها" في تعاملها معهما و"ازدرائها القرارات الدولية التي تحفظ حق سورية بأرض الجولان".

حق استعادة الجولان

بات واضحاً أن الحلول السلمية والدبلوماسية لاستعادة الجولان غير ممكنة، لأن أكثر المفاوضات تقدماً في عمر الصراع السوري - الإسرائيلي جرت في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991. وتعطل بعد ذلك الحوار، الذي يبدو أنه لن يُستعاد، خصوصاً في ظل أتون الحرب السورية.

إلا أن الصمت السوري يشي بتوقعين في ظل التطورات الساخنة. الأول، وفق مصادر، هو أن اكتفاء دمشق ببيان إدانة دليل على عدم اكتراثها لمفاعيل قرارات ترمب على الأرض. أما التوقع الثاني فمستبعدٌ حالياً نظراً إلى الوضع السوري الداخلي، خصوصاً في الشمال، وهو اشتعال حرب على الجبهة الجنوبية.

يبدد هذا الطرح أن الحرب، وإن أشعلت الحكومة السورية فتيلها، ستكون على حين غرة وغير متوقعة، وسط مطالبة شعبية في الداخل السوري بأن تبدأ ولا تنتهي إلا باستعادة الجولان كاملاً. إذ تتمتع تلك الهضبة بأهمية استراتيجية كبيرة لدى سوريا وإسرائيل، ومَن يسيطر عليها يمكنه أن يصل إلى أي مكان في الدولتين، حتى بأبسط الأسلحة التقليدية.

بين البيان والرصاص

ورفضاً لقرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، تظاهر أبناؤه مشددين على أن هوية الجولان سورية. وشهدت بلدة مجدل شمس المطلة على خط الهدنة الفاصل بين سوريا وإسرائيل، احتجاجات شملت سكان بلدة البلدو، الذين رفعوا الأعلام السورية ولافتات كُتب عليها بالعربية "الجولان سوري رغم أنف الأعداء" و"نحن مَن يقرر هوية الجولان".

بعيداً من بيانات السلطة والمعارضة، يستفيق السوريون على أراضٍ تُجتزأ بدءاً من الجولان وصولاً إلى لواء اسكندرون المحتل تركياً.

وهنا يبرز الخلاف السوري على كيفية التعاطي مع القرار الخطير الذي لا يجد السوريون لمواجهته إلا حمل السلاح واستخدام القوة لتحرير الأرض، منتقدين "تحرير الجولان بالبيانات والشعارات في حين لم تطلق رصاصة واحدة"، وفق ما قال معارضون.

تغيير ديموغرافي

لا تتوقف المساعي الإسرائيلية لتغيير ديموغرافية الجولان، والقرار الأخير الذي سُرِّب نص مشروعه المقدم إلى الكونغرس الأميركي في17 ديسمبر (كانون الأول) 2018، ووقّعه ترمب الاثنين في 25 مارس، هو إحدى الوسائل التي تستخدمها اسرائيل لاعتبار الجولان مُلكها.

وبنت إسرائيل منذ سيطرتها على الجولان 30 مستوطنة يهودية يقيم فيها حوالي 20 ألف مستوطن، كما هنالك حوالي 20 ألف سوري في المنطقة، من طوائف مختلفة، معظمهم من الدروز. كذلك تعتبر إسرائيل المرتفعات موقعاً ممتازاً لمراقبة التحركات السورية، عدا أن تضاريسها عازل طبيعي ضد أي قوة عسكرية قد تأتي من سوريا.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط