Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية تحيي فن النحت عبر "سمبوزيوم طويق الدولي"

فنان إيطالي يغير نظرته إلى المملكة بعد الحضور والمشاركة ، وإحياء أحد أشهر الفنون المندثرة بسبب التشدد

قد يكون النحت، لا سيما المرتبط بأجساد تشبه أجسام الكائنات الحية، من المحرمات، كونه تجسيد لذوات الأرواح. وليس هو الوحيد الذي كان في دائرة التحريم والجدل، والانزواء إلا عبر فعاليات غير رسمية، أو مجسمات عامة. اليوم، أصبحت الفنون حية، وتحيى بشكل جماعي وتبعث من جديد في السعودية، بعد أن قررت المملكة نفض غبار التشدد والتطرف، والمضي نحو التنمية والتحديث، وهو ما أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل عامين من الآن حين قال أنه لا يمكن العودة إلى ما قبل 1979 في إشارة إلى حادثة احتلال الحرم المكي من قبل عصابة متطرفة، ومحاولة نشر التشدد في البلاد.

وهذا العام كان حافلاً بالانفتاح على الفنون المتنوعة كان آخرها أول فعالية فريدة من نوعها احتضنتها العاصمة الرياض تحت مسمى ( سمبوزيوم طويق الدولي الأول للنحت 2019 ) والتي تهدف إلى التوعية بأهمية فن النحت على الرخام بمشاركة 23 فناناً دولياً منهم 3سعوديين والبقية من 18 دولة من مختلف دول العالم 

" العمل على إضافة جمالية لشوارع وأحياء العاصمة, والاستفادة من خبرات النحاتين العالميين والاطلاع على ثقافات البلدان المختلفة"  هذه هي أهم أهداف  سمبوزيوم طويق الدولي 2019  الذي أقيم على مدى 20 يوماً برع من خلاله الفنانين بإنتاج 23عمل فني مختلف ستضفي جمالية على الميادين العامة والحدائق بالرياض.

السعودية باتت حاضنة للفن

" السعودية باتت حاضنة للفن وفعاليات الفنون المختلفة " هذا ما قاله طلال الطخيس مساعد المشرف على الملتقى الذي أكد بأن الحقبة الماضية كانت أصوات المعارضة تجاه الفنون مرتفعة لا سيما من الجانب الديني الذي يرى غالبا التحريم تجاه النحت والفنون التشكيلية الأخرى لكن الأمور قد تغيرت الأن بحسب الطخيس الذي أعتبر بأن مفهوم النحت لم يكن مفهوما لدى البعض بعكس الإدراك التام والانفتاح الذي يعيشه المجتمع السعودي الأن.

ويأتي ذلك بحسب الطخيس إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة السعودية للفنون بشتى أشكالها والدعم الذي يلقاه وزملائه من وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان الذي وقف على " سمبوزيوم طويق " وكان داعما له كما قال . 

لم تكن الأولى لكنها كانت الأكبر

ولم تكن هذه هي فعالية النحت الأولى كما يشاع ذلك في وسائل الإعلام المختلفة لكنها تعد الفعالية الدولية الأولى والأكبر من نوعها والأكبر بعدد المشاركين الدوليين فيها وقال الطخيس " أقمنا في السنة الماضية فعالية محلية أطلقنا عليها " سمبوزيوم الشرقية " كما ساهمنا في عمل وتوزيع منحوتات جمالية في عدد من مناطق المملكة في وقت سابق.

النحاتون المشاركون في " سمبوزيوم طويق " عملوا على نحت نوعين من الحجارة هي الحجارة العمانية والحجارة السعودية ولم يكن هناك شكل محدد بل فسح المجال أمامهم ليعبر كل فنان عن ثقافته وهويته ليسجدها على المنحوتات التي لا يزيد طولها عن5  أمتار  .

تغيرت نظرتي تجاه السعودية

وقادت فعالية " سمبوزيوم طويق " النحات الإيطالي فايريسيوديجي إلى تغيير نظرته عن السعودية وذلك بعد أن قال مبتهجاً بعد مشاركته لوسائل الإعلام بأن نظرته للسعودية اختلفت عما كان يعتقده تجاهها من قبل متمنيا العودة للرياض مستقبلا للمشاركة في فعالياتها الفنية وقال " كانت تجربة رائعة , الأشياء التي رأيتها كانت جيدة وممتعة بالنسبة لي " .

يذكر تاريخيا بأن أكبر عمل منحوت يبلغ حجمه 30 ألف كجم وهو يعود لتمثال معبد الربيع لبوذا حيث يعد الأكبر على مستوى العالم ويقع في مقاطعة جيانغسو شرق الصين ويصل ارتفاعه إلى أكثر من   153م كما بلغت تكلفة بنائه حوالي 38.5 مليون دولار أمريكي.

المزيد من ثقافة