Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة إسرائيلية لتهجير فلسطينيي "مسافر يطا" لقربها من النقب

تلّ أبيب أعلنت نصف أراضيها "مناطق عسكرية مغلقة" والنصف الآخر خصصته لبناء المستوطنات

فلسطينيون يتظاهرون في "مسافر يطا" احتجاجاً على استيلاء إسرائيل على أراضيهم (وفا)

"كدرع لصحراء النقب"، وجسم عازل بين الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر، تتعامل إسرائيل مع "مسافر يطا" الواقعة أقصى جنوب الضفة الغربية، بمحاذاة بلدات النقب في إسرائيل.

 تشكل "مسافر يطا" نهاية لسلسلة جبال الخليل المطلة على صحراء النقب، على ارتفاع حوالي 750 متراً عن سطح البحر، وتتكون من 16 قرية وخربة وتجمعاً سكانياً، يعيش فيها حوالي 2500 فلسطيني، معظمهم يعملون في الزراعة وتربية المواشي، ويسكنون في منازل من الصفيح وكهوف محفورة في الصخر.

استغلال "مسافر يطا"

 منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، بدأت إسرائيل استغلال "مسافر يطا"، فأعلنت نصف أراضيها "مناطق عسكرية مغلقة" مخصصة للتدريبات العسكرية، والنصف الآخر خصصته لبناء المستوطنات، التي وصل عددها إلى تسع، يقيم فيها آلاف الإسرائيليين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبشكل شبه يومي يتعرض الفلسطينيون في تلك المنطقة إلى اعتداءات من المستوطنين والقوات الإسرائيلية، بهدف تهجيرهم من أراضيهم بحسب ما قال عدد منهم لـ"اندبندنت عربية"، فصباح السبت 22 أغسطس (آب)، استيقظ أهالي "مسافر يطا" على قطع المستوطنين 400 شجرة زيتون في قرية توامين، التي أقيمت إلى جانبها مستوطنة سوسيا الإسرائيلية، كما احتج أصحاب أراضٍ في قرية أم زيتونة على محاولة المستوطنين الاستيلاء على أراضٍ مملوكةٍ لهم بحسب وثائق رسمية تثبت ذلك.

وفي عام 2000 نقل الجيش الإسرائيلي بالقوة أهالي "مسافر يطا" بشاحنات كبيرة من منازلهم وقراهم إلى منطقة أخرى قبل أن يعودوا إليها في اليوم نفسه.

المحكمة العليا الإسرائيلية

منذ 20 سنة لجأ أهالي "مسافر يطا" إلى المحكمة العليا الإسرائيلية في محاولة لإبطال قرار الجيش الإسرائيلي تخصيص نصف أراضيهم "كمناطق عسكرية مغلقة"، وضد سياسة هدم بيوتهم شبه اليومية، لكن التدريبات العسكرية في المنطقة متوقفة منذ عام 2012، حتى تبت المحكمة قرارها بشأن ذلك، في وقت هدم الجيش الإسرائيلي أكثر من 350 منزلاً وبئر مياه خلال عامي 2019، و2020.

"هناك خطة إسرائيلية لتهجيرنا من أراضينا، وضم جزء كبير من "مسافر يطا" إلى إسرائيل حسب خطة الضم"، حسب ماقاله نضال يونس رئيس المجلس القروي لـ"مسافر يطا"، وأضاف أن اعتداءات المستوطنين ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وأرجع يونس في حوار مع "اندبندنت عربية" سبب الخطة الإسرائيلية إلى موقع "مسافر يطا" الإستراتيجي المطل على النقب، بالإضافة إلى منع التواصل الديمغرافي بين الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، حيث يقيم البدو هناك منذ مئات السنين.

وكشف يونس عن تقديم الفلسطينيين إلى المحكمة العليا الإسرائيلية وثيقة تعود إلى بداية ثمانينيات القرن الماضي لوزير الدفاع الإسرائيلي حينها، آرييل شارون تدعو إلى إعلان "مسافر يطا" منطقة عسكرية مغلقة بهدف "إيجاد عازل بين الفلسطينيين في يطا وصحراء النقب الذين يزداد عددهم بكثرة".

خطة لتهجير الفلسطينيين

الفلسطيني عثمان جبارين يقيم في خيمة في "شعب البطم" بـ"مسافر يطا"، ويعمل في تربية المواشي، لكنه يقول إنه مصمم على "البقاء في أرضه، وعدم تركها على الرغم من إخطار إسرائيل له بهدم تلك الخيمة بحجة عدم ترخيصها"، ويمتلك جبارين أرضاً أخرى في "خربة جنبا" المجاورة لشعب البطم، وتحتوي على غرف من الصفيح يعيش فيها مع عائلته، وأوضح لـ"اندبندنت عربية"، أنه يتوقع هدم خيمته القريبة من إحدى المستوطنات في أي لحظة، لكنه يشدد على تصميمه على إعادة بنائها والبقاء فوق أرضه.

ويرى منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة الغربية راتب الجبور، أن إسرائيل تعمل على تنفيذ خطة لتهجير الفلسطينيين من "مسافر يطا" بشتى الطرق من خلال التضييق عليهم، ومنعهم من البناء، مضيفاً أن المنطقة تشهد هدماً لمنازل الصفيح وآبار المياه بشكل شبه يومي، هذا عدا عن مصادرة سياراتهم، وتخريب أنابيب المياه والشوارع الترابية.

المزيد من الشرق الأوسط