غداة ليلةٍ من القصف الإسرائيلي الذي قالت تل أبيب إنه طال مواقع لحركة "حماس" في قطاع غزة، أعلن مسؤول محلي فلسطيني، الخميس، أن فتى، يبلغ من العمر 16 عاماً، قُتل برصاص القوات الإسرائيلية في قرية دير أبو مشعل شمال غربي رام الله.
وأوضح عماد زهران رئيس مجلس القرية المحلي في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز "تبلغنا اليوم رسمياً باستشهاد الفتى محمد مطر الذي أطلقت عليه قوات الاحتلال النار، بينما كان على أطراف القرية مع اثنين آخرين أصيبا". وأضاف زهران أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل مطر بعد إصابته، بينما تمكنت طواقم الإسعاف الفلسطينية من نقل المصابَين الآخرَين وهما في حالة مستقرة". ومن جهتها، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان في وقت متأخر من ليل الأربعاء – الخميس، أن أحدهما أُصيب في القدم والثاني في البطن وحالتهما مستقرة.
رواية أفيخاي
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة له بعد الحادث "أحبطت قواتنا قبل قليل محاولة تخريبية عندما رصدت خلية مخرّبين بالقرب من قرية دير أبو مشعل وبحوزتها مواد لإشعال زجاجات حارقة إضافة إلى إطارات مطاط، كانت تنوي إشعالها بهدف المساس بمركبات مدنية كانت تمر على طريق مجاور. خلال الحادث أطلقت القوات النار نحو المخربين ورصدت إصابة الخلية".
ويمر بمحاذاة القرية طريق يستخدمه المستوطنون للوصول إلى مستوطناتهم في الضفة الغربية.
ولم يصدر تعقيب من الجيش الإسرائيلي حول مقتل الفتى الفلسطيني.
قصف في غزة
في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الخميس، أن دباباته قصفت مواقع لحركة "حماس" في قطاع غزة، وذلك ردّاً على إطلاق بالونات حارقة من القطاع الفلسطيني باتّجاه جنوب إسرائيل، في ليلة جديدة من التصعيد بين الطرفين.
ومنذ السادس من أغسطس (آب) الحالي، لا تمرّ ليلة واحدة من دون أن تشنّ فيها إسرائيل قصفاً جوياً أو مدفعياً على القطاع رداً على إطلاق ناشطين بالونات حارقة منه، وفي أحيان نادرة صواريخ، على جنوب الدولة العبرية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، فجر الخميس، أن "دباباته استهدفت مواقع عسكرية لحماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق بالونات حارقة منه.
وغالباً ما تتسبّب هذه البالونات والطائرات الورقية المحمّلة بمواد حارقة أو متفجرة باندلاع حرائق في مناطق حرجيّة في جنوب إسرائيل.
وبيّن مصدر أمني في غزة أن الدبابات الإسرائيلية "قصفت فجراً ثلاث نقاط رصد للمقاومة (تابعة لحماس) قرب السياج الحدودي الفاصل شرق مخيمَي البريج والمغازي للاجئين (وسط)، وشرق مدينة خان يونس" جنوباً. و"أحدث القصف أضراراً مادية لكن لم تسجل إصابات" بحسب ما أضاف المصدر.
وفرضت إسرائيل سلسلة عقوبات على قطاع غزة رداً على إطلاق البالونات الحارقة باتجاهها، وتمثلت هذه الإجراءات بإغلاق معبر كرم أبو سالم - باستثناء الحالات الإنسانية - وإغلاق البحر أمام الصيادين وقطع إمدادات الوقود.
وأعلنت محطة توليد الكهرباء في القطاع، الثلاثاء، توقفها عن العمل بسبب نفاد الوقود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مطالب الفصائل
في سياق متصل، قال مصدر قريب من "حماس" إن الفصائل أبلغت الوفد الأمني المصري بمجموعة من المطالب لـ"وقف العدوان".
وتتخلص المطالب بـ"إلزام الاحتلال تنفيذ بنود تفاهمات التهدئة وعلى رأسها تشغيل خط 161 لتغذية القطاع بالكهرباء، وتوسيع المنطقة الصناعية شرق غزة، وزيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل لعشرة آلاف بدلاً من خمسة".
كذلك، طالبت الحركة الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة بـ"زيادة المنحة القطرية لتصبح 40 مليون دولار، وتوسيع منطقة الصيد إلى 20 ميلاً بحرياً ومد خط غاز طبيعي إلى محطة الطاقة في القطاع".
وبحسب المصدر، أبلغت الحكومة الإسرائيلية الوفد أنها "لن تقدم تسهيلات تحت النار". وأضاف المصدر أن "حماس والفصائل ملتزمون بتفاهمات التهدئة بما في ذلك وقف إطلاق البالونات الحارقة، إذا ما التزم الاحتلال"، مشدداً على أن "حماس والمقاومة ستردان على أي عدوان".
من جهته، حذر نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية، الأربعاء 19 أغسطس، من أن "أيادينا على الزناد، القصف سيواجَه بالقصف، والصواريخ ستواجَه بالصواريخ، والقتل بالقتل".
ويعتبر التصعيد بين إسرائيل وحماس خرقاً جديداً لتفاهمات التهدئة التي توصلتا إليها العام الماضي برعاية مصر والأمم المتحدة وقطر.
ويعاني أكثر من 50 في المئة من سكان قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني فلسطيني، من الفقر، بحسب البنك الدولي.
وأسفر التصعيد بين الجانبين والمستمر منذ نحو أسبوعين عن سقوط بضعة جرحى، بحسب مصادر إسرائيلية وفلسطينية.