تحالف "العيون الخمسة" يخوض معركة شرسة مع بكين

حذر مراقبون صينيون من أن تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي بقيادة الولايات المتحدة يتوسع إلى اتحاد سياسي واقتصادي كجزء من حملة واشنطن ضد بكين.

وبحسب مراقبين، وهم مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في العلاقات الدولية بجامعة رينمين ببكين، فإن التحالف كان مجرد بداية، وإن الولايات المتحدة يمكن أن تشجع الدول والكتل الأخرى على توحيد قواها.

وفي السياق نفسه، كتبت المجموعة في مقال في المجلة الإلكترونية "تشاينا إكونوميك ديبلوماسي ووتش": "تحالف العيون الخمس، الذي كان يعمل ذات مرة بطريقة سرية وغير بارزة، ظهر للضوء وأصبح تحالفاً سياسياً رئيسياً آخر للولايات المتحدة لاحتواء الصين".

يذكر أن تحالف العيون الخمسة الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، وهو أقدم تحالف لتبادل المعلومات الاستخباراتية في العالم، تأسس عام 1941، يخوض اليوم معركة مريرة بشكل متزايد مع بكين على جبهات متعددة، من التكنولوجيا إلى الأيديولوجية إلى هونغ كونغ.

نيوزيلندا وعدم التوقيع على بيان العيون الخمس المشترك

يأتي التحذير بعد أن غيرت نيوزيلندا مسارها الأسبوع الماضي وانضمت إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا في تعليق اتفاقية تسليم المجرمين مع هونغ كونغ. جاء هذا التحرك احتجاجاً على قرار بكين بفرض قانون الأمن القومي الجديد في المدينة شبه المستقلة.

وفي ذات الصدد، قامت نيوزيلندا أيضاً بترقية نصائح السفر في هونغ كونغ لتنبيه مواطنيها إلى المخاطر التي يمثلها القانون الجديد.

على إثر ذلك ردت بكين، الإثنين، بأمر هونغ كونغ بتعليق اتفاقية تسليم المجرمين وغيرها من أشكال التعاون في مجال العدالة الجنائية مع نيوزيلندا.

قبل شهرين، اختارت نيوزيلندا عدم التوقيع على بيان العيون الخمس المشترك الذي يدين قانون الأمن القومي.

في الأسبوع الماضي، عكست بريطانيا سياستها السابقة وحظرت عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي من تطوير شبكة الجيل الخامس 5G في البلاد، لتصبح أحدث اقتصاد رئيسي، بعد الولايات المتحدة واليابان وكندا وأستراليا، قام بذلك "لأسباب أمنية".

اليابان وعين سادسة مرتقبة

في علامة أخرى مقلقة بالنسبة للصين، أعربت اليابان هذا الأسبوع عن اهتمامها بالانضمام إلى التحالف. ففي ذات المسار، قال وزير الدفاع تارو كونو الياباني إن "الأعضاء الخمسة يشتركون في القيم الأساسية مع اليابان، وإن اليابان تريد مواصلة التعاون الوثيق مع الدول الخمس".

وخلال المقال، قال خبراء جامعة رينمين إن "اهتمام اليابان بأن تصبح (العين السادسة) زاد من احتمالية توسع كبير في تحالف (العيون الخمس)، مما قد يشكل ضغطاً كبيراً على الصين لأنها لم تتعامل مع الاحتواء الشامل من قبل".

وأضافوا في الشأن ذاته، أن تركيز المنافسة الاستراتيجية المستقبلية بين الصين والولايات المتحدة كان من المتوقع أن ينصب على الحاجة إلى كسب الدول في الوسط، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

وقالت وو شينبو، خبير الدراسات الأميركية في جامعة فودان في شنغهاي، إنه بينما يمكن اعتبار محاولة طوكيو للانضمام إلى العيون الخمس جزءاً من جهد أوسع لمواجهة الصين، لا ينبغي لبكين أن تصعد التوترات.

بدلاً من ذلك، يمكن أن تجعل بكين من أولوياتها كسب جيران مثل كوريا الجنوبية ودول جنوب شرق آسيا. وقال إنه على عكس اليابان، حافظت كوريا الجنوبية، وهي حليف آخر للولايات المتحدة، على علاقات وثيقة مع الصين خلال جائحة فيروس كورونا.

العيون الخمس الجولة الأولى من الهجوم ضد بكين

"إذا كان (تحالف العيون الخمس) هو الجولة الأولى من الهجوم ضد بكين في المنافسة الاستراتيجية الصينية الأميركية، فإن الولايات المتحدة تنضم الآن إلى قوى دولية أخرى لبناء تحالف سياسي واقتصادي أوسع ضد الصين، وكسب الحلفاء المترددين في أوروبا يمكن أن تكون الجولة الثانية في المنافسة الاستراتيجية للولايات المتحدة مع الصين"، كما كتب المؤلفان للمقال.

في المقابل، عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي اجتماعات مع عدد من نظرائه في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الفلبين وماليزيا وإندونيسيا - وكلها لها نزاعات مع الصين في بحر الصين الجنوبي.

من جهة ثانية، أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محادثات الأربعاء مع وزير خارجية بروناي الثاني إريوان، متعهداً بتوسيع العلاقات الأمنية.

من جهته قالت وو شينبو: "بالنسبة للصين، فإن استقرار علاقاتها مع دول جنوب شرق آسيا أمر مهم للغاية". "الجميع يجري مكالمات، لكن من غير المعروف ما إذا كان لهذه المكالمات تأثير أم لا".