Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشركات الروسية تدخل إلى سوريا من بوابة العقارات

مع الترقب والتحضير للاستثمار في سوريا تبذل الشركات في موسكو العاملة في قطاع البناء جهدها للاستحواذ على حصة الأسد في هذا القطاع

تعكفُ المؤسسة العامة للإسكان في مدينة حلب على تأمين المساكن للسوريين عبر الاكتتاب المسبق (أ.ف.ب)

تتحضّر الشركات الروسية في قطاع البناء لدخول صيف ساخن مليء بالصفقات والأعمال الإنشائية، ويزدحم جدول أعمالها على الأرض السورية عبر الجرافات الضخمة ومعدات البناء العملاقة، مشمّرةً عن ذراعيها ليس للبدء بفتح ملف إعادة الإعمار كونه مؤجلاً دولياً ومرتبطاً بالاستقرار الكامل للبلاد، بل لبناء أبراج ومدن سكنية جديدة في شمال سوريا والجنوب وفي الساحل أيضاً. كما تتهيأ 80 شركة استثمار روسية لزيارة سوريا للتعرف إلى واقع الاستثمار على الأراضي السورية في عدد من القطاعات.

"الماروتا" المدينة الذكية

تتطلع الشركات الروسية إلى الدخول كجهة استثمارية في مشروع "الماروتا سيتي"، وهو مشروع ضخم في العاصمة دمشق يسعى إلى بناء مدينة ذكية في أحياء راقية من المدينة، وتمتد على مساحة مليونين و149 متراً مربعاً، على أن تحتوي على مساحات خضراء ومبان تجارية وإدارية ومراكز ترفيهية وثقافية وصحية وسياحية ومراكز مال وأعمال وبنوك.

وتشير المعلومات الأولية إلى إجراء مباحثات بعدما جذب المشروع شركتين روسيتين، مع تنبؤات بدفع العديد من الشركات المهمة إلى تشييد أبراج سكنية وتجارية في المدينة، في حين تشرف شركة الشام القابضة، وهي مؤسسة اقتصادية ضخمة في سوريا، على أعمال المشروع، الذي يعتبره مراقبون قفزة نوعية ومشروعاً عمرانياً يضاهي ما هو موجود في أهم المدن العالمية وأكثرها تطوراً.

المشروع في حلته الأولى يشي ببناء مدينة ذكية تختلف عن المدن الأخرى والمباني التقليدية في سوريا، إذ يوفر مجموعة خدمات متطورة من فوترة مركزية للضرائب والرسوم مع خريطة إلكترونية للبنى التحتية وتحكم مركزي وخدمات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى توفيره حوالي 110 آلاف فرصة عمل. ويشير نصوح النابلسي، المدير التنفيذي لشركة دمشق الشام القابضة للتطوير، إلى أنّ هناك اهتماماً روسياً واضحاً بالاستثمار والمشاركة في تشييد أبنية سكنية في حي "الماروتا سيتي".

موسكو الحليف

مع الترقب والتحضير للاستثمار في سوريا تبذل الشركات في موسكو العاملة في قطاع البناء جهدها للاستحواذ على حصة الأسد في هذا القطاع. ويتضح ذلك من خلال دخولها في أعمال كبيرة كبناء ناطحات سحاب وأبراج سكنية.

ولموسكو تجارب في بناء أبراج سكنية منذ عقود في سوريا تعود إلى ما قبل انهيار الاتحاد السوفياتي. ويأتي ذلك بالتزامن مع المتطلبات الملحة للسوريين، خصوصاً أنهم خارجون تواً من رحى حرب دمرت ممتلكاتهم وبيوتهم، بالإضافة إلى وجود الملايين من المهجرين والنازحين خارج سوريا، الذين يبلغ عددهم حوالي 6 ملايين نسمة سيعود جزء منهم حتماً بعد استقرار البلاد.

وشمالاً في مدينة حلب تعكفُ المؤسسة العامة للإسكان مع المجلس البلدي والجمعيات المسؤولة على تأمين المساكن للسوريين عبر الاكتتاب المسبق، التي يُطلق عليها الجمعيات التعاونية السكنية. وتوضع اللمسات الأخيرة على مشروع بناء 82 برجاً سكنياً مع إجراء مفاوضات مع شركة روسية. ووفق مصدر مطلع، فإن الشركة سيكون عليها تشييد أبراج سكنية في منطقة ممتدة من شمال حي الأشرفية إلى حي الشيخ مقصود. والأمر المميز في عرض الشركة أنها قدمت تسهيلات إلى المكتتبين في المشروع.

في المقابل، هناك تسهيلات مقدمة إلى تلك الشركات، وهي تسهيلات سياسية كونها شركات من دولة حليفة وصديقة لدمشق، ستلعب دوراً كبيراً في إعادة الإعمار الذي تقدر كلفته بحوالي 400 مليار دولار.

الشركات الروسية هذه تتوجس من الدخول مبكراً إلى السوق السورية، وهي تطمح إلى كثير من التشجيع، وتترقب مزيداً من الاستقرار. وقالت مصادر روسية إن إقامة مشروع شركة بناء مشتركة تعمل على بناء وحدات سكنية خلال السنوات الثلاث المقبلة، تضم حوالي 2000 وحدة سكنية، تتطلب تضافر جهود رجال الأعمال مع المؤسسات الحكومية، خصوصاً أن هذا المشروع سيشكل حافزاً لعدد كبير من المستثمرين الروس كي يتوجهوا إلى قطاع البناء السوري.

مشاريع سياحية

في الساحل السوري، أطلق المشروع السياحي الروسي الأول في سوريا. وهو يهدف إلى إعادة تأهيل قرية المنارة السياحية في محافظة طرطوس، وتبلغ كلفته حوالي 90 مليون دولار، وهو عبارة عن مشروع فندق خمس نجوم يقع على شاطئ مدينة طرطوس. ويتضمن المشروع أسواقاً تجارية وخدمات سياحية ووضع حجر الأساس للمشروع السياحي الروسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا تقتصر مشاريع الشركات الروسية على قطاع البناء فحسب، بل عُقدت اجتماعات ثنائية سورية- روسية بين رجال الأعمال لتحفيز المستثمرين الروس على دخول قطاعات أخرى صناعية. ويقول مدير غرفة التجارة الروسية سيرغي كيترن إن المسؤولين السوريين كانوا من ضمن الذين حضروا اجتماع موسكو، ومعهم قائمة بـ 26 مشروعاً.

ويضيف "ترغب سوريا في استثمارات روسية فيها، وهذه المشاريع تضم خط سكة حديد يربط العاصمة السورية مع المطار، ومحطات صناعية لإنتاج كل شيء، من الإسمنت إلى الخميرة وإطارات السيارات، بالإضافة إلى مولدات الطاقة في حمص".

وينقل موقع دريكول الروسي، المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، قول رجل الأعمال أرتور ديرباسكا إن شركته حصلت على مجموعة من الأراضي في كل من اللاذقية وطرطوس وحمص ضمن تنظيم داخل المدن وخارجها، في حين أصبحت المخططات الإنشائية للشركة جاهزة بنسبة 70 في المئة. إذ سيتم استثمار الأراضي داخل المدن على شكل أبراج من 40 طابقاً للمرة الأولى في سوريا، تضم أكثر من 200 شقة ضمن كل برج، على أن تكون التكلفة أقل من سعر السوق بنسبة 50 في المئة، ليتمكن المواطن السوري من دفع نسبة 50 في المئة من سعر الشقة الجاهزة، وأن يحصل على قروض من البنوك الروسية، التي ستفتح فروعاً لها في سوريا أيضاً.

وأكدت الحكومة الروسية في وقت سابق أن التبادل التجاري بين روسيا وسوريا ازداد بنسبة 25 في المئة خلال النصف الأول من العام الماضي، وبلغ 226.7 مليون دولار.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط