Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حث الموظفات على ارتداء ملابس “أكثر جاذبية” خلال اجتماعات العمل الافتراضية

تظهر مطالبة أصحاب العمل النساء بأن يكنّ أكثر جاذبية ولو عن بعد انتهاك تدفع ثمنه النساء 

 تطبيقات الفيديو أصبحت وسيلة التواصل الوحيدة في مكان العمل الافتراضي في زمن كورونا (أ.ف.ب وغيتي) 

وجدت دراسة جديدة أن أرباب العمل يحثّون النساء على ارتداء ملابس "أكثر جاذبية" ووضع مستحضرات التجميل خلال المكالمات المصوّرة في أعقاب الإغلاق المرافق لوباء كورونا.

وكشف البحث الذي أجرته شركة المحاماة “سليتر آند غوردن” Slater and Gordon المتخصّصة في قانون العمل عن أنه طُلب من أكثر من ثلث النساء زيادة التبرّج أو تصفيف شعورهن، بينما طُلب من 27 في المئة منهن ارتداء ملابس أكثر جاذبية أو إثارة.

وكان أرباب العمل بانتظام يبرّرون طلباتهم بارتداء ملابس مغرية أكثر بادّعائهم أنها "ستساعد في كسب أعمال تجارية جديدة" - إذ أكد ذلك 41 في المئة من أرباب العمل.

وأوضح قرابة 40 في المئة من الموظِّفين تلك المطالب بقولهم إن "المظهر الحسن لفريق العمل" أمر ضروري، بينما ذكر أكثر من الثلث أن ذلك "سيكون مُرضياً أكثر بالنسبة إلى الزبون". وورد أن تلك المطالب جعلت الموظفات النساء يشعرن "بأنهنّ أجساد فقط ومحبطات وقلقات" تجاه مظهرهن.

وحذّر المحامون المساهمون في البحث من أن كراهية النساء قد وجدت "طرقاً جديدة وخبيثة للازدهار" عبر الإنترنت مع بدء عددٍ كبيرٍ من الموظفين بالعمل عن بعد في أعقاب حالة الطوارئ الصحية العامة.

وقال حوالى 40 في المئة من النساء إن تلك الطلبات وُجّهت بشكل خاص لهن أو لزميلات أخريات في العمل - بينما بقي الزملاء الذكور غير متأثرين بتلك المطالب.

وذكر ربع الذين شملهنّ الاستطلاع أنهن سيقضين وقتاً أطول في التزين بسبب الخوف من أن عدم الالتزام بذلك سيضرّ بمهنتهن. وقد اختارت قرابة 60 في المئة من السيدات عدم إبلاغ الموارد البشرية بالمطالبات بارتداء ملابس أكثر جاذبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت المحامية دانييل بارسونز، المتخصّصة في قانون العمل في شركة المحاماة: "قيام المدير أو أي شخص يتمتّع بالسلطة بالاقتراح على النساء، حتى لو بطريقة لبقة، أن يكنَّ أكثر جاذبية جنسية في مكان العمل يُعتبر خاطئاً بشكل قاطع... هذا شكل قوي من أشكال الإكراه الذي يجعل النساء يشعرن وكأنه يتوجّب عليهن الرضوخ لمطالب المدير وأن يكون مظهرهن مرضياً أكثر حتى ينجحن في عملهن. هذه إهانة للنساء... من المحبط بمكان أننا ما زلنا نثير هذه النقاشات، وبشكل خاص خلال هذه الأوقات التي تقوم فيها النساء بأدوار عدّة في المنزل في آن معاً، وربما يواجهن صعوبات كذلك في مسؤوليات رعاية الأطفال. لا يوجد مكان لهذا النوع من السلوك القديم في عالم العمل المعاصر... الطلبات من هذا النوع تمييزية وغير قانونية إذ لا يُعامل النظراء الذكور بهذه الطريقة، أو  عندما تخلق مثل تلك الطلبات غير المرغوب فيها بيئة مذلّة أو مهينة للنساء".

وقالت السيدة بارسونز إن شركة المحاماة تأمل في أن "يُقضى" على المشكلة مع استمرارية الوسائل الجديدة للعمل عن بعد، فلا يُفرض على الجيل الجديد من الموظفات النساء بعد الآن تحمّل مثل تلك الممارسات "المؤذية".

وأكدت أنه من حقّ الجميع الشعور "بالأمان والراحة والحماية" في مكان العمل، لكن أهمية هذا الأمر تصبح أكبر في سياق "زيادة تغلغل أماكن العمل في حياتنا الشخصية" بسبب توجّه المزيد من الأشخاص نحو العمل "فوق طاولات غرف الطعام، ومن غرف المعيشة أو المكاتب المنزلية".

وأضافت السيدة بارسونز: "يمكننا أن نرى أن هذه التعليقات في البحث حول المظهر توحي للنساء بأن ما يستطعن تقديمه لا يتجاوز مظهرهن بكثير. إنها تتسبّب في إضعاف شعور المرء بقيمته في مكان العمل وطريقة تعاطيه مع نفسه".

وتبين أن أكثر من ثلث النساء قد استحملن طلباً متحيّزاً جنسياً واحداً على الأقل في مكان العمل مذ أدخلت الحكومة حالة الإغلاق في شهر مارس (آذار) المنصرم.

استطلعت الدراسة آراء ألفي شخص كانوا يمارسون وظائفهم في السابق من المكتب لكنهم يعملون الآن من المنزل بسبب فيروس كورونا.

وعبّر ربع النساء عن قلقهن من التأثير المحتمل في وظائفهن إذا اخترن عدم الانصياع لطلبات أرباب عملهن بتغيير مظهرهن.

ومع ذلك، تمكّن ثلث النساء من الدفاع عن أنفسهن والإشارة إلى أنّ تلك الملاحظات خلال الاجتماعات غير لائقة.

بينما قال ثلث الرجال والنساء على حدّ سواء مِمَّن شملتهم الدراسة إنهم استحملوا ملاحظات عن مظهرهم خلال المكالمات المصوّرة بطريقة لما كانوا سيقبلونها في الواقع نتيجة لمخاوفهم من تسبّب أزمة فيروس كورونا في ركود اقتصادي وعدم استقرار الوظائف.

السيدة ديبا سايد، المسؤولة القانونية البارزة في جمعية ”رايتس أوف وومين“ Rights of Women الخيرية القانونية الرائدة في المملكة المتحدة، قالت لـ"اندبندنت": "هذه النتائج مروّعة لكنها غير مفاجئة. إنها تظهر كيف أن التمييز المنهجي على أساس الجنس هو واقع معاش بالنسبة إلى عدد كبير من النساء في أماكن العمل. تجسّد مطالبة أرباب العمل النساء بأن يكنَّ ”أكثر جاذبية“ كيف يمكن أن تتحكّم كراهية النساء وانتهاك السلطة بأمان المرأة الوظيفي وبمهنتها، وتشجّع وتحثّ ثقافة التحرش والتحيز الجنسي في أماكن العمل... إلى أن تشعر النساء بالأمن والأمان في أماكن العمل، سيبقى خط خدمة الاستشارة القانونية المجاني والسري في ”التحرش الجنسي في مكان العمل“ الذي تقدمه جمعية ”رايتس أوف وومين“ ضرورياً لتمكين النساء كي يفهمن حقوقهن القانونية ويطالبن بالعدالة".

وقالت فيفيان هيز، الرئيسة التنفيذية لمركز موارد المرأة Women’s Resource Centre، المنظمة الوطنية الجامعة الرائدة في قطاع المرأة في المملكة المتحدة، متحدثةً لـ"اندبندنت" إن النتائج كانت انعكاساً للمعتقدات المتحيّزة جنسياً المؤذية.

وأضافت: "من المحبط جداً أن الرجال ما زالوا ينظرون إلى النساء في المقام الأول بناء على توفّرهن للجنس وإغرائهن، وأنه ينظر إليهن كسلع لتحسين العمل. لا أرى حدوث الكثير من التغيير حتى نقتلع كراهية النساء هذه من المجتمع من جذورها... علينا أن ننظر فقط في الصور النمطية الراسخة للجنسين ومرض صبغ كل منهما باللونين الوردي والأزرق لنرى أننا نرجع إلى الوراء عندما يتعلّق الأمر بتفكيك تلك المعتقدات المتحيّزة جنسياً والمؤذية للغاية، التي تشكّل في واقع الأمر ركيزة الإساءة المستمرة للنساء وتسمح بها، وفي بعض الأحيان تعرّضهن للقتل والاغتصاب من قبل الرجال. يتوجّب علينا الربط بين المعتقدات المتحيّزة جنسياً والترهيب المتواصل للنساء والفتيات على مستوى العالم".

© The Independent

المزيد من منوعات