Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدل النقاب والكمامة!

المرأة منذ هابيل وقابيل ستار للأطماع والرغبات

هل للكمامة علاقة بكم الأفواه؟ (أ ب)

نقاب أردوغان

قال الشاعر ابن زيدون: رأيتُ الشمس تطلع من نقاب/ وغُصن البان يرفلُ في وشاح/ وحسبي أن تطالعك الأماني/ بأفقك، في مساء وصباح.

وذكر مؤرخٌ عربي قديم أنه مرّ بالبادية، فالتقى نساء كنّ يلبسن النقاب، بينما أجسادهن شبه عارية، وأنهن على الرغم من الفاقة والإملاق، حَرِصن على تنقيب وجوههن. فيما يذكر الناس كثيراً حكمة أستاذ جامعي كان عند الشاطئ يمارس اللهو والعبث، ويلبس قميصاً يغطي جسده من دون ملابس داخلية، فشاهدته ثلة من طالباته، فشمر القميص وغطى وجهه، فتعرّى نصه الأسفل، أو كما يُقال كشف عورته.

ولقد تكبّد قاسم أمين العاقبة، عندما دعا إلى سفور النساء، "ومن هذا يرى القارئ أن الحجاب الموجود عندنا ليس خاصاً بنا، ولا أن المسلمين هم الذين استحدثوه، ولكن كان عادة معروفة عند كل الأمم تقريباً". ومنذ ما يزيد على قرن، والنقاب/ الحجاب راية جيوش فكرية، ومنظمات وسُلط سياسية، فأُهدرت تحت هذه الراية دماء، وضُيّع جهد ووقت ومال. أي كان النقاب، وما زال، أيقونة صراع على السلطة في الداخل، كما هو مواجهة لسلطة الخارج الفاعلة في الداخل. ما جاء مُمثلاً في قوى الغرب، فغطّى جسد أفريقيا العاري، كما غطّى الأعضاء الجنسية في المعابد الهندية، فيما رأى النُقب تخلّفاً وهوساً شرقياً إسلامياً بالجسد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النقاب بهذا كان تجسيداً لحرب خيضت على ساحة الجسد، ما يكون أنثوياً بالضرورة، لأنه مرموز تسلّط القوي على الضعيف، إذ إنّ الحروب الضروس دارت رحاها على الجسد/ الأنثى، وقد كان الدين، المبرّر الأيديولوجي، في بُعد أخلاقي أولاً، ما يُغطي البعد الثاني الأساس/ السياسي. ومن هذا فالنقاب، وضع للحدود مع الأخر، وكسب معركة الجسد من الاستباحة، وفرض الهيمنة عليه فرض عين! ومن هذا القول إن فك الجسد، بالحجاب/ النقاب، من العدو، هو سيطرة على النفس/ الهوية، فاستملاك للسلطة، واسترجاع للحقوق.

ومن آخر مَنْ اتّخذ هذه الراية، أيقونة في صراعه على السلطة، كان التركي القومي الإسلامي (رجب طيب أردوغان)، فيما كانت عند اليمين الغربي والمتطرّف منه خصوصاً، أيقونة للإرهاب والإرهاب الإسلامي بالذات. فالنقاب/ الحجاب السهل الممتنع، لحجب الأهداف والأغراض، لقد كانت المرأة منذ هابيل وقابيل، ستاراً للأطماع والرغبات.

فيروس ترمب

كمّ الأفواه: منع الناس من حريةِ الكلام. هذا في عالمنا، لكن في عالم دونالد ترمب، التَمنُّع عن لِبس الكمّامة، بحجة أن لا حاجة إليها لمواجهة جائحة كورونا. لكن، ما الكمّامة التي يخافها الرئيس الأميركي؟ "الكمّامة هي قناع الجراحة أو القناع الطبي، صُمّم للممارسين الصحيين، وذلك لحمايتهم من الإصابات الجرثومية خلال الجراحة أو التمريض ولمنع انتقال الكائنات الحية الدقيقة عبر القطرات السائلة والهواء، إلى فم مُرتدي القناع وأنفه. وهي الآن واحدة من أهم طرق الوقاية، من عدوى الإصابة بفيروس "كوفيد-19". وكلمة كمّامة، حسبما جاءت فى المعاجم اللغوية العربية، هي ما يُوضع على الفم والأنف، اتّقاء الغازات السامة ونحوها، وجمعها كِمام. وهي أيضاً ما يُشَدُّ به فمُ الدابة لئلاّ تعضّ أو تأكل، وحتى لا يؤذيها الذّباب، ويقال "كِمَامَةُ العامل" أي ما يضعه العامل أو الجندي على وجهه اتِّقاء الغازات السامّة، و"كِمَامَة الزهرة" أي غطاؤها، غلافها.

وقد جاء النبأ الآتي: اتّهمت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الرئيس الأميركي ترمب، بخلق حالة أزمة في البلاد، من انتشار "وباء كوفيد- "19. وقالت بيلوسي، في مقابلة مع قناة "سي أن أن" التلفزيونية إن "التعليقات التي أدلى بها الرئيس، تُظهر أنه أدرك الأخطاء التي ارتكبها. لقد ارتدى كمّامة، واعترف بأن الأمر ليس خدعة، بل وباء سيزداد سوءاً، قبل التحسّن، بسبب تقاعسه. وأضافت: بات واضحاً أن هذا هو فيروس ترمب".

تعليق

وجاء في نبأ لصحيفة "اليوم السابع" المصرية: في واقعة تبدو طريفة للبعض، وغريبة في آن واحد، ارتكب رئيس الوحدة المحلية لقرية المشرك قبلي، في محافظة الفيوم، وسكرتير الوحدة، خطأ إملائياً في خطاب موجّه إلى المواطنين في شأن أزمة كورونا، تسبّب فى إقالتهما وإحالتهما إلى التحقيق، إذ كتبا في الخطاب "القمامة" بدلاً من "الكمّامة"، ما جعل الخطاب يُتداول على مواقع التواصل الاجتماعى، ولقي كثيراً من السخرية، في شأن تدني المستوى اللغوي لدى التنفيذيين.

 ومن جانبه، قرّر الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، إعفاء كل من رئيس الوحدة المحلية في قرية المشرك قبلي التابعة لمركز يوسف الصديق، وسكرتير الوحدة المحلية، والموظف المختص، من إعداد الخطابات للجهات ذات الصلة، وإحالتهما إلى التحقيق بعد تداول أحد الخطابات، في شأن ضرورة ارتداء "الكمّامة" للتصدي لفيروس كورونا المستجدّ.     

اقرأ المزيد

المزيد من آراء