Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تستقطب من جديد انتباه أرباب العمل بعد الجائحة؟

فيما يُواجه الملايين مستقبلاً مهنيّاً مجهولاً، تبحث ريبيكا غودمان في الطّرق التي ستُمكّنك من إعادة حياتك المهنيّة إلى مسارها الصّحيح وتحسين فرصك بضمان منصب جديد أو وظيفة جديدة

تبرز الحاجة إلى اكتساب مهارات مهنية جديدة بعد توقف مؤقت عن العمل أو البطالة (غيتي)

في إطار رفع إجراءات الإقفال التّام التي فرضتها السّلطات لاحتواء تفشّي فيروس كورونا، تُعيد الشّركات ومراكز الأعمال في المملكة المتّحدة فتح أبوابها. لكنّ التّبعات المالية للأزمة، بما فيها مواجهة الوظائف البريطانية أسوأ توقعات لها منذ 30 عاماً وانكماش الاقتصاد البريطاني بسرعة أكبر من سرعة انكماشه ما بعد الانهيار المالي العالميّ عام 2008، لا زالت قائمة، وفي ذلك دليل على أنّ الرّكود الاقتصادي أبعد ما يكون عن نهايته.

وأعلن مكتب الإحصاء الحكومي ONS في 11 أغسطس (آب) أن الشركات قامت بتسريح 730 ألف موظف منذ مارس (آذار)، بالتزامن مع تسجيل تراجع بـ 81 ألف وظيفة منذ الشهر الماضي وحده. 

وفي الوقت الحاضر، يضمّ البرنامج الحكوميّ للتسريح المؤقّت أكثر من ربع العمّال والموظّفين البريطانيين، وفي طليعتهم العاملون في قطاعات التّرفيه والتّجزئة والضّيافة. وقد كلّف البرنامج الخزينة حتى الآن نظير 20 مليار جنيه إسترليني. ومع البدء في عمليّة التخلّي التّدريجي عنه، من المتوقّع أن يخسر البعض عمله بالفعل وأن يُواجه كثيرون خطر الفصل.

وصحيح أنّ تطبيق برنامج التّسريح سيستمرّ حتى أكتوبر (تشرين الأول)، لكنّه لن يمنع شركات عديدة من البحث في ما ينتظرها وإدراك حقيقة عدم قدرتها على تحمّل كلفة إعادة بعض الوظائف.

ووفق ما جاء على لسان ريتشي سوناك في البيان الذي ألقاه أمام مجلس العموم في 8 يوليو (تموز) "كلّما طالت مدة التّسريح المؤقت، تضاءلت المهارات وزادت صعوبة عثور (النّاس) على وظائف جديدة وارتفعت أعداد العالقين بوظائف ما كانت لتكون موجودة لولا دعم الحكومة لها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما تعِد الحكومة أرباب العمل بمكافأة قدرها 1000 جنيه إسترليني عن كلّ موظّف مسرّح يُعيدونه إلى وظيفته (لغاية يناير - كانون الثاني على الأقل)، لا زال كثير منهم غير قادرين بعد على تحمل التكلفة. لذا ليس هناك وقت أفضل من الوقت الحالي لتبدأ بالبحث عن منصبٍ جديد، سواء بحكم الضّرورة أو بدافع الاتّقاء من التّغيرات التي قد تطرأ على عملك مستقبلاً.

ابحث عن فرص عمل جديدة!

يختلف سوق العمل إلى حدٍّ كبير عمّا كان عليه قبل الجائحة (أو بالأحرى عن آخر مرّة كنت تبحث فيها عن وظيفة)، لكنّه لا يخلو أبداً من الفرص.

وحتى لو كان مجالك من بين الأكثر تضرراً بالأزمة، يبقى تغيير طريقة عملك وطريقة استخدامك مهاراتك المقاربة الأفضل للمضي قدماً.

وبحسب كلمات جو ويغينز، النّاطق الرّسمي باسم موقع التّوظيف "Glassdor.co.uk"، للاندبدندنت: (على البريطانيين) أن يبحثوا عن شركات ذات عائدات متزايدة ومناصب يكثر الطّلب عليها، على غرار التّدريس الخصوصيّ عبر الإنترنت والمعالجة النفسية وإدارة المشاريع والتّرجمة.

"وقد لا يكون البحث عن وظيفة جديدة بالمهمّة السهلة في ظلّ الظروف الرّاهنة ولكنّها ليست مستحيلة بوجود فرص عمل شاغرة في مجال الرّعاية الصّحية والخدمات العامة والتّكنولوجيا".

من يمتلك فيكم مجموعة من المهارات، فليثق أنّ بإمكانه العثور على وسيلة لتحويلها إلى مهارات إلكترونية.

عديدة هي الشّركات التي تطوّرت مع الأزمة، والآن حان الوقت المناسب لتُلقي نظرة على مهاراتك وخبراتك العمليّة وتفكّر في طريقة ناجعة للاستفادة منها وتطبيقها على القطاعات الأخرى.

وبالنّسبة إلى آني رايداوت التي تتولّى إدارة منصّة "The Robora" للدورات التّدريبيّة الإلكترونيّة (بما فيها دورة "كيف تصبح مدير نفسك وعملك")، فقد شهدت على تخلّي عدد لا يُستهان به من الأشخاص عن مهنهم واتّجاههم نحو أخرى بسبب الجائحة.

"وأجمل ما في الأعمال الإلكترونية أنّها تتمحور بشكلٍ كبير حول مسؤوليات مختلفة؛ وهذا هو التّحدي الفعليّ الذي يواجه معظمنا. ومَن يمتلك فيكم مجموعة من المهارات، فليثق أنّ بإمكانه العثور على وسيلة لتحويلها إلى مهارات إلكترونية"، على حدّ تعبير رايداوت.

"وإن كنت عاجزاً عن الخروج من منزلك لتأدية مهامك، كما في حال الوظائف التي تتطلّب من شاغليها التّواجد في منازل الآخرين، اسـأل نفسك عمّا إذا كنت قادراً على تعليم هؤلاء كيفية تولّي المهام بأنفسهم من خلال ورشة إلكترونية أو دليل إلكتروني. وصحيح أنّ الأمر يستلزم بعض التّفكير الإبداعي، ولكنّ هذا النّوع من التّفكير جزء لا يتجزأ من إدارة أيّ عمل أو شركة، أليس كذلك؟" تُردف رايداوت.

حدّث سيرتك الذّاتية ورسالة العرض الخاصة بك!

قد يبدو لك الأمر بديهياً وواضحاً، لكن الأهمّ الآن من أيّ وقتٍ مضى أن تحرص على تحديث سيرتك الذاتية والرسالة التي تعرض سيرتك ومكامن براعتك وقوتك cover letter  لتكونا في أفضل حال.

تأكّد دائماً من تعديلهما بما يتناسب ومتطلبات الوظيفة التي تتقدم لها. ولا تنسى ذكر الإنجازات المهنية التي حققتها في مرحلة مبكرة من حياتك والتحقّق من عدم وجود أخطاء إملائية أو تواريخ غير دقيقة.

وفي هذا الصّدد، يقول ستيف وولكر، مؤسّس موقع "IMPROVE Online" للتدريب العمليّ: "اندهشنا بكمّ السّير الذّاتية التي لا تراعي التّسلسل الزّمني الصّحيح، لاسيما في ما يتعلّق بعام 2020، عندما يبدو وكأنّها وصلت إلى حائطٍ مسدود".

ويضيف: "بعض السّير يأتي مُرفقاً بملاحظة مفادها "بسبب كوفيد-19 خسرتُ وظيفتي" لكنّ هذه الملاحظة لا تُستتبع بمعلومات عمّا يفعله هذا الشخص أو ذاك منذ ذلك الحين".

وعليه، ينصح وولكر كلّ من أمسى عاطلاً من العمل، بإضافة سطر إلى سيرته الذاتية يُخبر فيه عمّا كان يفعله – كالتّطوع أو المشاركة في مشاريع جانبية – ليعود ويشرح الوضع بالتّفصيل في سبب تقدّمه للوظيفة.

لا تُقلّل من شأنك – اعرف ما تستحقّ!

إن كنت قد فقدت وظيفتك وتبحث عن حلٍّ سريع لدفع فواتيرك، لا تدع الحاجة تُضطرك إلى القبول بوظيفة ذات أجرٍ زهيد.

وبغض النّظر عن ظروفك الخاصة، وغياب الخيارات المتاحة أمامك ربما، فاوض على أجرك طالما بمقدورك ذلك.

واستعنْ بمواقع التّوظيف على غرار "غلاسدور" (Glassdoor) و"ريد" (Reed) و"لينكد إن" (LinkedIn) لتعطيك فكرة واضحة عن معدل الرّواتب المعتادة لوظيفتك ومهنتك.

وإن لم يكن ربّ العمل المحتمل مستعدّاً لرفع مستوى الدّخل المتأتي منه أو غير قادر على تحمله، اسأله الالتزام بإعادة النظر فيه فور تحسّن الأمور أو اطلب منه منافع أخرى، كأيام عطلة إضافية أو تقديمات رعاية صحيّة.

استمرّ في شبك العلاقات من دون أن تُسيء إلى مبادئ التّباعد الاجتماعي!

منذ إعلان قرار الإقفال التّام والتكنولوجيا في حالة تقدّم وتطوّر مستمرين.

ومهما كانت مهنتك أو مهارتك، اعثر على طريقة افتراضيّة للتواصل مع الآخرين، سواء من خلال هيئة مهنيّة أو شبكة اجتماعية، مثال "فَيسبوك و"لينكد إن".

فالخدمات الافتراضية فرصة أكثر من رائعة لتعرف بوجود وظائف جديدة وتلتقي عملاء أو أرباب عمل محتملين.

وما يُميّز هذا النوع من الخدمات عن خدمات التّوظيف التّقليدية أنها غير مكلفة، بمعنى أنّ محادثات الفيديو عبر برنامج "زوم" (Zoom) لا تكلّف شيئاً، بعكس المقابلات الفعلية التي تستوجب دفع ثمن التنقل من المقهى وإليه، بالإضافة إلى ثمن شراب (وهذا أمر غير مثالي بالنّسبة إلى شخصٍ عاطل من العمل).

تعلّم مهارة جديدة أو تدرّب على مهنة مختلفة!

إن كنت تملك الوقت، استخدمه لتبني مهاراتك وتُعيد تدريب نفسك.

لا تنسَ بأنّ النشاطات، على غرار التّطوع وتعلّم مهارات جديدة، هي التي تبيّن لرب العمل المحتمل أيّ نوع من الأشخاص أنت

فشبكة الإنترنت مليئة بالمقررات والمواد التّعليمية الإلكترونية. وبحسب "الجامعة المفتوحة" The Opemn University وموقع "فيوتور لورن" (Future Learn)، ثمة المئات من المقررات الإلكترونيّة والبعض منها مجانيّ.

وبرأي ستيف وولكر، قد يتمتع العاملون في أكثر القطاعات تأثراً بالأزمة، كالتجزئة والضيافة، بمهارات شخصية وتواصلية عالية، ولكنّهم يفتقرون إلى الخبرة في تأدية الأدوار التي يكثر الطّلب عليها في الوقت الحالي – كالوظائف عبر الإنترنت – والتي تتطلّب مستوى جيداً من الكفاءة الرّقمية، منذ المهارات الأساسية في برنامجَي "وورد" و"إكسل" وحتى المهارات الأكثر تحديداً، كالإعلام الرّقمي.

"فإن لم تكن مواكباً لركب التّطور الحضاري والتكنولوجي أو لديك بعض الثغرات، الآن هو الوقت المناسب لتحسّن مقدراتك، وسلّط الضوء على ما تعلّمته وحدّث سيرتك الذاتية.

"ولا تنسَ أبداً أنّ النشاطات، على غرار التّطوع وتعلّم مهارات جديدة، هي التي تُبيّن لأرباب العمل المحتملين أيّ نوع من الأشخاص أنت"، على حدّ تعبير وولكر.

وقد لا تصبّ النّصيحة الأخيرة في مصلحة الجميع، لاسيما أولئك الذين يحاولون التعلّم في المنزل. لكن بالنّسبة إلى القادر بينهم على تمضية الوقت في مشاريع جانبيّة، فكنْ على ثقة أنّ إضافة مهارة جديدة إلى سيرتك الذاتية ستعزّز فرصك في تأمين عمل جديد، كما ستتيح لك فرص عمل مختلفة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير