Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح الإعلام السعودي بالوصول لمتحدثي الفرنسية؟

فيصل عباس: لا نسعى لمنافسة "لوفيغارو" وسنكون الخيار الأول لكل المهتمين بالعالم العربي في فرنسا

تملك صحيفة عرب نيوز نسخاً خاصة بباكستان واليابان قبل أن تطلق نسختها الفرنسية (غيتي)

تواصل الصحيفة العربية "عرب نيوز" مشروعها التوسعي، فبعد أن أصدرت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية نسختها الباكستانية ومن ثم اليابانية، أعلنت أمس الأربعاء إطلاق نسختها الفرنسية تحت اسم "عرب نيوز بالفرنسية"، كنسخة دولية رقمية ثالثة، خلال حفل افتراضي أقامته الصحيفة تمهيداً للإطلاق.

وقال فيصل عباس رئيس تحرير "عرب نيوز"، أثناء تدشين النسخة الفرنسية الوليدة والتي تتخذ من الرياض مقراً لها، "إن مقر الصحيفة في السعودية يحيّدها عن جميع الدول الفرنكوفونية على المستوى التحريري، وإن النسخة الجديدة تسعى إلى أن تكون صوت جميع العرب الناطقين بالفرنسية"، مضيفاً "وجود الشركة في الرياض يعني أنها تتمتع بإمكانية الوصول إلى صانعي القرار في واحدة من أهم الدول في المنطقة"، الأمر الذي يجعل من وجودها في العاصمة السعودية إضافة نوعية لمحتواها.

وتفاعل وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، مع الحدث بتغريدة على حسابه في "تويتر" قائلاً، "يجمع البشر مشتركات وقيماً إنسانية، ويعزز هذه المشتركات التواصل الثقافي، وتعتبر اللغة من أدوات التواصل المهمة"، ويضيف "تأتي عرب نيوز بنسختها الفرنسية، لتكون نافذة من نوافذ التواصل بين وسيلة إعلام عربية مستقلة، والمتلقي الناطق بالفرنسية في كل مكان".

 

واختارت الصحيفة السعودية الدولية، ولادة نسختها الفرنسية بالتزامن مع اليوم الوطني الفرنسي، في حفل أقيم على تطبيق "زوم"، بسبب إجراءات السلامة التي يفرضها كورونا.

لا نسعى لمنافسة "لوفيغارو"

ورسم عباس في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، الخطوط العريضة لشكل الصحيفة المنتظرة وخطها التحريري، إذ حدد شريحتها المستهدفة، قائلاً "يجب الإيضاح أن الصحيفة لا تسعى لمنافسة الصحف الفرنسية كـ "لوفيغارو" و"لوموند" في أخبارها المحلية، لأن ذلك يفقدنا خاصيتنا التنافسية في الدول التي نتوجه إليها"، مضيفاً "فنحن نهدف من هذه التجربة إلى أن نكون الصحيفة الفرنسية الأولى في ما يتعلق بالبعد العربي، فلا نبحث عن القارئ الفرنسي غير المهتم بالعالم العربي، لكن القارئ الذي يبحث عن أخبار المنطقة يجب أن تكون "عرب نيوز" الفرنسية خياره الأول"، بحسب عباس.

أضاف "تظل الدول التي يحظى العالم العربي فيها باهتمام كبير، تحظى باستهداف أكبر في سياستنا التوسعية بإطلاق نسخ بلغات مختلفة"، وأوضح أن فرنسا "أتت كخيار رئيسي لعلاقتها السياسية والاقتصادية والثقافية الوثيقة بالعالم العربي، وهو ما حدد خطواتنا السابقة في النسختين الباكستانية واليابانية".

 

"الفرنكفونيون" وليس فرنسا فقط

باستعراض تجربتي الصحيفة في باكستان واليابان، يبدو أن نتائج تلك التجارب ساقت الصحيفة إلى فرنسا بشكل أكثر جرأة. إذ يصف فيصل عباس في حديثه معنا تجاربهم الآسيوية "الناجحة" وفق معايير التقييم الخاصة بهم، "لدينا معياران مهمان لقياس نجاح التجربة، المقروئية، والتأثير في الرأيين العام والرسمي".

ويضيف حول التأثير الذي خلقته النسختين السابقتين "في اليابان أجرينا دراسة مع شركة استطلاع حول كيف ينظر العرب إلى اليابان، هذه الدراسة لاقت رواجاً واسعاً في وسائل الإعلام اليابانية المحلية، وأشار لها وزير الخارجية الياباني في أحد مؤتمراته الصحافية"، وهذا مؤشر حضور بالنسبة للنسخة الصادرة من طوكيو. وفي النسخة الباكستانية "دائماً ما يشار إلى عرب نيوز كمصدر في الإعلام الباكستاني، في أخبارها وحواراتها".

الأمر لا يختلف كثيراً في فرنسا إلا في الشريحة المستهدفة، "في فرنسا الأمر يختلف نوعاً ما وإن كانت معايير التقييم واحدة، ففي هذه النسخة لا نستهدف الفرنسيين فقط بل الفرنكفونيين، وكل من ينطق بالفرنسية سواءً في فرنسا أو العالم العربي أو أفريقيا"، وإن كانت باريس ستحظى بنصيب الأسد، "لكن ستحصل فرنسا بلا شك على الحصة الأكبر من المساحة لوزنها وأهميتها الاقتصادية والسياسية وتأثيرها الثقافي المباشر في العالم العربي". وختم فيصل عباس حديثه قائلاً "نسعى لنكون صوتاً للعرب الناطقين بالفرنسية في العالم العربي ودول الاغتراب".

العالمية اللغوية

وفي الوقت الذي ينظر البعض لـ"اللغة" في مثل هذه التجارب على أنها التحدي الرئيسي، فإن رئيس جمهورية جيبوتي عمر جيلي ينظر إليها بطريقة مختلفة، إذ وصف جيلي في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في حفل الإطلاق الحدث بالامتياز الثقافي، "إطلاق نسخة فرنسية لعرب نيوز يعد امتيازاً ثقافياً، يروج للعالمية اللغوية والفكرية، وهي الرسالة التي تحملها الصحيفة ومؤسسوها في توسعهم هذا"، مضيفاً "هذه النسخة ستجمع الصحافة السعودية التي لطالما شكلت آراء عربية، مع العديد من الناطقين بالفرنسية"، مشدداً على أهمية الخطوة في عالم يزداد ترابطاً يوماً بعد يوم.

الأمر ذاته أكده فرانسوا جوييت، السفير الفرنسي في الرياض، الذي قال "إطلاق أحدث إضافة لعائلة عرب نيوز هو جسر بين الثقافتين السعودية والفرنسية"، مؤكداً أن الموقع سيقدم للناطقين بالفرنسية خارج السعودية "نظرةً جديدة عن ثراء العالم العربي وتنوعه وتعقيداته، من المغرب العربي إلى الخليج، مروراً بشرق المنطقة العربية". وأضاف أن المشروع "سيكون رمزاً دائماً للعلاقة بين فرنسا والسعودية".

وهنّأ ماجد القصبي، وزير الإعلام السعودي المكلف، الصحيفة عرب نيوز بثوبها الفرنسي الجديد، وقال إن "هذا الثوب سيعزز التواصل بين الشعوب وسيمكن من الحصول على الأخبار والمعلومات من مصادرها، مما سيزيد من قنوات التواصل".

وتبدأ الصحيفة الفرنسية الجديدة مشوارها بآمال معقودة بين صفحاتها، لكثير من الناطقين بالفرنسية داخل البلد الأوروبي وخارجه، مستندةً إلى تجاربها السابقة في دول آسيوية نجحت في لفت الأنظار إليها على رغم حداثة سنها.

المزيد من العالم العربي