بدايتها سينمائية بامتياز. صعدت نحو البطولة منذ أن بدأت خطواتها الفنية في مصر مع أفلام "شورت وفانلة وكاب"، مروراً بـ"الرهينة"، و"ملاكي إسكندرية" لتشارك بعدها الفنانة اللبنانية نور في مجموعة من أبرز أفلام السينما المصرية. ورغم اختفائها فترة عادت لتقدم أدواراً بارزة في الدراما كان آخرها مسلسل البرنس مع محمد رمضان. وفي حوارها مع "اندبندنت عربية" تحدثت عن تجاربها الفنية الأبرز وأسباب اختفائها، كما تحدثت عن حياتها الشخصية وتحولها بعد الأمومة والزواج.
اختفاء وعودة
في البداية تحدثت نور عن سبب اختفائها عن الدراما عامين وعودتها مع مسلسل "البرنس" في شخصية علا؛ الفتاة الشعبية التي تحمل صفات الشهامة والشجاعة. وقالت، "حقق مسلسل رحيم الذي قدمته مع ياسر جلال منذ عامين نجاحاً كبيراً على المستوى النقدي والجماهيري، لذلك كانت الخطوة التالية لا بد أن تكون قوية ومتوازنة، ولا ترجعني إلى الوراء، لذلك كانت حساباتي أكبر في التأني حتى وجدت شخصية علا في مسلسل "البرنس". والحقيقة أنها شخصية مبهرة في كل شيء، ولم أقدمها من قبل. فهي بنت بلد وجدعة وتتميز بالشهامة والقوة، وهي المرة الأولى التي أجسد دور فتاة شعبية وكنت أردد في مشاهد عدة كلمة "أنا من الشرابية" وهي منطقة شعبية جميلة في القاهرة.
وأوضحت، "أن التحضير لشخصية بهذا الشكل كان يلزم له الكثير من التدريب والقراءة وساعدني في ذلك المخرج محمد سامي، الذي رسم على الورق شكل وأداء وتفاصيل علا، وتدربت أيضاً على اللهجة الشعبية وبعض المواقف مع مدربة تمثيل.
شخصية ليست مثالية
أضافت نور، أن شخصية علا ليست مثالية ودرامية بالشكل التقليدي، بل هي شخصية إنسانية بها عيوب ومميزات، وهذا ما أعجبني بشدة فهي شخصية من لحم ودم، كما يقولون، فهي ليست مثالية أكثر من اللازم، ولا شريرة، إذ تجمع بين صفات كثيرة لكن "الجدعنة "والشهامة والشجاعة أهم مميزاتها. وهي شخصية تشبهني في بعض الأمور، أهمها الصراحة المفرطة والاعتراف بأي شيء يضايقني والمواجهة ولهذا وجدت مفتاحاً للشخصية يشبهني جداً.
ونفت نور ما تردد عن قبولها دور علا الشعبية لكسر حاجز الفتاة الرومانسية الارستقراطية التي وضعت فيه لسنوات، وقالت، إنها كسرت هذا الحاجز بأدوار مختلفة مثل دورها في "الرهينة" و"ملاكي إسكندرية" والكثير من الأعمال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت أن الدور الشعبي سلاحٌ ذو حدين، فقد يقرب الفنان من قاعدة كبيرة، ويمنحه انتشاراً واسعاً، إذا استطاع تقديم الشخصية بشكل جيد، ولكن قد ينقلب الأمر لضده إذا لم يجد الدور ويتقمصه. وبالمناسبة أي دور لا يجيد الفنان تقديمه مهما كان نوع الدور ينقلب عليه ويجعله يخسر كثيراً.
تفاعل بسبب الانتقام
وعن تفاعل الجمهور مع شخصية علا ومسلسل البرنس والتركيز على مشاهد انتقامها من أشقاء محمد رمضان، خصوصاً أحمد زاهر وضربه، وهذا المشهد كان ترنداً على مواقع التواصل الاجتماعي قالت، "في الحقيقة لم أتخيل كل هذا النجاح للمسلسل بالكامل، فقد تفاعل الجمهور وتوحد مع العمل والشخصيات بشكل أكثر من المتوقع، وكان مشهد ضرب فتحي وفتح رأسه بقالب من الطوب مشهداً حماسياً، لأنه شكّل انتقاماً من شخصية ظالمة وجاء الانتقام من امرأة محبة لرضوان البرنس، وترفض الظلم ولمست نجاح المشهد لدرجة أنه كان حديث الناس وقت إذاعة الحلقة وبعدها.
التجربة مع محمد سامي ورمضان
وتحدثت نور عن التعاون مع المخرج ومؤلف العمل محمد سامي قائلة، "مسلسل البرنس، هو العمل الثاني لي مع محمد سامي، وهو بالنسبة لي ليس مجرد مخرج متميز فقط، بل هو صديق ومخرج وموهوب، وهو من أكثر المخرجين القادرين على تحريك الممثل وتخريج طاقاته الفنية التي قد لا يعرفها الممثل عن نفسه، كما أنه يتميز بمنح الممثلين ثقة عالية في أنفسهم، ويدير طريقة أداء الممثل فيظهر متجدداً ومختلفاً، وكل هذا يعني أنه مخرج لديه وجهة نظر ورؤية ثاقبة، كما أنه يفهم جيداً السوق الفنية، ويعرف كيف يصنع معادلة فنية جيدة وناجحة مع الشارع المصري والعربي.
أما عن تعاونها مع محمد رمضان واتهام البعض له بالتحكم في العمل والديكتاتورية في بعض الأمور قالت، محمد رمضان بدون مناقشة ممثل كبير وموهوب ومحترف، وقدم في "البرنس" دوراً عظيماً، وكنا معاً فريق عمل متكاملاً، والأجواء رائعة، وكلها محبة وسعيدة بالعمل معه. وليس صحيحاً أنه متسلط أو ديكتاتور، على المستوى الشخصي من أفضل الشخصيات التي يمكن التعامل معها ويتمتع بخفة الظل والموهبة.
قلق كورونا
كيف أثرت كورونا على تصوير البرنس وزرع القلق في نفوس الجميع ومنهم نور، سؤال أجابت عنه بقولها، بسبب جائحة كورونا العالمية والقلق والذعر والهلع في كل بلدان العالم وعلى كافة المستويات لم يكن هناك شخص لا يشعر بالقلق، وأنا مثلي مثل الجميع، كنت مرعوبة على صحتي وصحة أسرتي وأبنائي، والحمد لله كنا تقريباً انتهينا من معظم أحداث البرنس عند حدوث الجائحة ونشر الاحترازات الطبية، وكنا ملتزمين بالتباعد الاجتماعي والتعقيم، ومرت الأمور على خير.
اشتياق للشاشة الفضية
بداية نور في الأساس سينمائية فهل عوضها التلفزيونعن السينما؟ وما مصير فيلم "الأوضة الضلمة الصغيرة"، أجابت نور، أحب السينما وهي عشقي الأول مهما غبت عنها وأفتقدها. وأتمنى أن أعود إليها قريباً في دور جيد بأقرب فرصة.
أما فيلم "الأوضة الضلمة الصغيرة" فقد صورنا منه بضعة أيام ولكن التجربة لم تكتمل للأسف، حيث تعرض لمشكلات إنتاجية ولا أعلم متى سيتم حلها والعودة لاستكمال الفيلم؟
وضع السينما
وحول وضع السينما في الظروف الراهنة قالت نور، قبل جائحة كورونا مرت السينما المصرية والعربية بفترة تنوع كبيرة وتميزت بفترة انتعاشه كبيرة في أرقام الإيرادات التي حققتها السينما المصرية من خلال أفلامها الأخيرة، وكسرت حاجز الـ100 مليون جنيه (6 ملايين و255 ألف و982 دولاراً أميركياً)، وهو مؤشر إيجابي مطمئن. وعاجلاً أم آجلا ستمر مرحلة كورونا وستعود الأمور أفضل.
مصير مي زيادة
وعن مصير مشروع تقديم شخصية مي زيادة قالت نور، من أهم أحلامي تقديم شخصية مي زيادة، فهي شخصية ثرية وعظيمة وبها تحدٍ كبير، وبالفعل شرعنا فيها بمشروع لبناني تعبنا فيه، لكنه توقف إنتاجياً. وأتمنى نعود للعمل مرة أخرى.
الزواج والأمومة
وعن حياتها الشخصية بعد الزواج والأمومة وكيف تغيرت قالت، الأمومة أكيد تغير حياة المرأة مئة بالمئة وتجعلها أكثر مسؤولية، وأنا مثل أي امرأة أضبط حياتي بين عملي وبين أولادي وأسرتي، وفي الأوقات التي لا يكون هناك عمل فيها تكون حياتي أسرية مثل أي أم وتنحصر بين أولادي والمذاكرة، والدخول إلى المطبخ، والأكل، ومشاهدة التلفزيون والأفلام، ولدي صبي وفتاة وهما ما زالا صغاراً، ويشاهدان بعض الأعمال ومنها أعمالي، ولكن حتى الآن ليس لديهم الوعي الكافي ليعطوا آراءً فيها.