Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتقال "هاشبوبي" المحتال المؤثر على "إنستغرام"

المحققون عثروا على 30 مليون جنيه إسترليني نقداً في شقته بدبي

تشكّل وسائط التواصل الاجتماعي أداة مفضلة للاحتيال الشبكي (مكتب دبي الإعلامي)

اعتقلت قوات الشرطة في مدينة دبي ناشطاً ومؤثّراً على "إنستغرام" يجذب ملايين المتابعين عبر ما ينشره من صور تظهر حياته الباذخة في أجواءٍ تذكّر بدواخل الطائرات الخاصة. وجرى الاعتقال إثر مزاعم بتورّطه في عمليات احتيال سيبرانية تبلغ قيمتها 350 مليون جنيه إسترليني.

ويدعى المتّهم رايموند عباس، نيجيري الجنسية. ويحمل لقب "هاشبوبي" على شبكة "إنستغرام" التي يتابعه فيها 2.4 مليون شخص. وقد جرى اعتقاله مساء الخميس الماضي في سياق تحقيق بغسيل أموال، وعمليات احتيال عبر الفضاء السيبراني للإنترنت، وقرصنة إلكترونية، وعمليات خداع. وكذلك اعتقل أحد عشرة مشتبه فيهم آخرين في عمليات دهم صباحية منسّقة شارك فيها عناصر من "مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي" ("أف بي آي")، و"الإنتربول"، وشرطة دبي. وصادرت عناصر التحرّي التي اقتحمت شقة عباس (38 سنة) أثناء نومه، مبلغاً مالياً فاق الـ150 مليون درهم إماراتي (30 مليون جنيه إسترليني).

ويتّهم المححقون عباس، تاجر الثياب المستعملة في العاصمة النيجيرية لاغوس، باستخدام حسابه على "إنستغرام" كي يعرض أسلوب حياة باذخ يماثل حياة أصحاب المليارات، بهدف جذب المتابعين والإيقاع بضحايا محتملين لاحتياله. ويفيد المحققون بأنّهم عثروا على عناوين البريد الإلكتروني لحوالى مليوني ضحية موجودةً في ذاكرات عشرات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والأقراص الصلبة التي يملكها المتهم. كذلك عملت عناصر التحري خلال مداهمتهم شقة عباس، على مصادرة أكثر من اثنتي عشر سيّارة فخمة وحقائب مليئة بأوراق النقود.

وفي بيان عن تلك القضية، بيّن مدير قسم التحقيق بالجرائم التابع لشرطة دبي، سالم الجلاف، أن فريق المحققين "بعد التثبّت من المعلومات المتوافرة، عمل على رصد عصابة تضم "هاشبوبي" الذي يحتفي بثروته عبر منابر التواصل الاجتماعي مدعياً أنه رجل أعمال، وذلك في محاولة منه للإيقاع بالضحايا من جميع أنحاء العالم". كذلك أشار الجلاف إلى أن "المشتبه فيهم عملوا على استهداف الضحايا عالمياً من خلال خلق مواقع إلكترونية لشركات ومصارف معروفة، ليحاولوا بواسطتها سرقة المعلومات المتعلقة ببطاقات ائتمان الضحايا، ثم يعمدون إلى غسيل تلك الأموال المسروقة".

في ذلك السياق، أثناء متابعتهم تلك القضية ورصدهم أفراد العصابة المشتبه فيهم، أعلن المحققون أنهم وجدوا وثائق تثبت عمليات احتيال "ذات مستوى دولي" تقدر بـ1.6 مليار درهم (352 مليون جنيه إسترليني). وأطلق على العملية اسم "اصطياد الثعلب 2". وقد جاءت إثر أشهر من التحقيق وعمليات الرصد لنشاطات الجماعة المتهمة. واستطراداً، ذكر السيد الجلاف أن المحققين في قوى مكافحة الجرائم السيبرانية تمكنوا من تتبّع أفراد العصابة عبر استخدام حسابات وهمية على منابر التواصل الاجتماعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الصدد، يُذكر أن السيد عباس الذي أُوقِفَ إثر إضافته سيارة "رولز رويس" بيضاء إلى أسطول سياراته الفخمة، نشر ذات مرّة فيديو لنفسه يظهر فيه ناثراً أوراق الـ100 دولار أميركي كزينةٍ ورقية في أحد الأعراس. وبالنسبة إلى الضحايا المفترضين الذين أوقع بهم السيد عباس ورفاقه، فمن المتوقّع أن يكون أكثرهم من المقيمين في الولايات المتّحدة. وبحسب الشركة، فإن عباس متهم أيضاً بتنفيذ عمليات احتيال في أوروبا وأميركا ونيجيريا.

ويدّعي عباس بأنه مطوّر ملكيات عقارية، إلّا أن عديداً من الأشخاص في نيجيريا، وفق وسائل الإعلام هناك، باتوا يشتبهون في تطوّره النيزكي السريع من تاجر ثياب مستعملة إلى قطب من أقطاب العقارات والملكيات وصاحب مليارات. وكان الرجل ذكر في وقت سابق أن هدف نشره صور حياته الباذخة على "إنستغرام" يمثّل محاولةً من قِبله لإلهام آخرين. وكتب في أحد التعليقات "أنشر بعض هذه الأشياء القليلة على أمل أن يشاهد أحدهم صفحتي في يوم من الأيام، ويقرّر ألا يستسلم".

في سياق متصل، ذكرت وسائل الإعلام في دبي أن السيد عباس سيُسلّم إلى نيجيريا ليواجه الاتهامات هناك، معتبرة توقيفه بمثابة تحذير يردع من قد تسوّل له نفسه القيام بأعمال احتيالية. واستطراداً، تعهّد الرئيس النيجيري محمد بخاري حين تولى منصبه في 2015، أن يكافح المزوّرين والمخادعين بعد أن باتت تلك الظاهرة في نيجيريا تمثّل مشكلة حقيقية. ونقل متحدّث باسم بخاري إلى مجلة الـ"تايمز" أن "أفعال فرد نيجيري ليست أفعال النيجيريين جميعهم... بل أن النجيريين شعب كادح ومستقيم. ولا يجوز اعتبارنا "شعباً مخادعاً" بسبب أخطاء ترتكبها قلّة قليلة منّا".

وآنذاك، اتصلت "اندبندنت" بالسيد عباس لتحصل على تعليق منه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار