Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تبون يريد حسما ضد الإرهاب وتفعيل دور "الدرون"

 تشترك القوات الجوية مع البرية في تأمين الحدود

تبدي السلطات الجزائرية رضاها الكامل عن جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء الكبرى (وزارة الدفاع)

تتجه الجزائر إلى إقرار خطة عملية وزمنية تستهدف "الحسم"، ضد عودة أعمال إرهابية متفرقة أودت بحياة ثلاثة جنود في أقل من عشرة أيام.

 وتفيد مراجع بتخصيص حصة موسعة من النقاش لهذا الملف في أول اجتماع للمجلس الأعلى للأمن، في الأيام القليلة المقبلة، مع تعليمات باعتماد أكبر على "الطائرات العسكرية من دون طيار" في مهمات تمشيط مكثفة.

واستعادت الجزائر "فجأة" أخبار مقتل جنود في صفوف الجيش ضمن عمليات عسكرية متفرقة في منطقة متقاربة بين محافظتي عين الدفلى والمدية (محور 100 كلم غرب العاصمة وجنوبها)، وقتل جندي في 20 يونيو (حزيران) الجاري بحسب بيان لوزارة الدفاع.

ولاحقاً أعلنت وزارة الدفاع، مقتل عسكريين اثنين من الجيش في بلدية عين الدالية في محافظة المدية إثر انفجار لغم تقليدي الصنع، وعُلم أن عملية تمشيط عسكري كانت قد انطلقت منذ العملية الإرهابية الأولى قبل أسبوع في محور غابي بين عين الدفلى والمدية.

مطاردة أفراد وليس جماعات

يقول العقيد المتقاعد في صفوف الدرك الجزائري، عمار قداش في حديث إلى "اندبندنت عربية" إن "السلطات العسكرية بمن فيها رئيس الجمهورية بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة تعطي انطباعاً بمتابعة كل صغيرة وكبيرة بخصوص عمليات إرهابية متفرقة. على الأرض، تفوقّت قوات الجيش في إنهاء ظاهرة الجماعات الإرهابية وانتماءاتها الهيكلية في الداخل والخارج، الآن هناك ظاهرة الأفراد وهم شتات قليل العدد ومتفرّق بين محاور معلومة في الشمال وعلى طرف الحدود الجنوبية لاسيما مالي".

ويتابع قداش" في المنطقة الجنوبية أقرت إجراءات جديدة وواضحة منذ العملية التفجيرية في تيمياوين (بلدة حدودية مع مالي)، ومُنع تنقل الأفراد وإغلاق مسافات طويلة من الحدود بسياجات حديدية، كما حُوّلت قرارات العبور بين الدولتين لأغراض إنسانية على القيادة العسكرية مباشرة".

 أما شمالاً، فيلحظ العقيد المتقاعد أن "منطقة القبائل باتت خالية من النشاط الإرهابي منذ سنوات على الرغم من كونها معقل الجماعات المسلحة في العقد الماضي، إلا أن هناك فلولاً نشطة غرب محافظة تيبازة باتجاه عين الدفلى والمدية يتم تتبعها اعتماداً على القوات البرية نظراً لتضاريسها الغابية الوعرة".

تبون يريد حسماً

علّق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرتين على التوالي إثر مقتل جنود جزائريين في عمليتين متتابعتين قائلاً "لن تذهب دماء مصطفى ومن سبقوه سدى وسنقضي معاً بحول الله على بقايا الإرهاب"، فيما جدّد رئيس أركان الجيش بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة التزاماً باسم المؤسسة العسكرية "سيواصل الجيش من دون هوادة جهوده وبكل حزم وإصرار في ملاحقة فلول هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم أينما وجدوا عبر كامل التراب الوطني".

ويُبدي الرئيس الجزائري امتعاضاً كبيراً من تعليقات سياسية وصحافية تنتقد استمرار "ظاهرة الإرهاب" ثلاثة عقود متواصلة، مع أن نشاط الجماعات الإرهابية لم يعد مشهوداً إلا نادراً في محاور معلومة لاسيما في منطقة غرب العاصمة.

ويُحضّر اللواء المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، مستشار الشؤون الأمنية والعسكرية لدى الرئيس الجزائري، بالتنسيق مع قيادة الأركان، لعرض "فني" يُقدم ضمن أجندة أول اجتماع مقبل للمجلس الأعلى للأمن والذي يترأسه رئيس الدولة بصفته وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة.

تسخير القوات الجوية

وفي خضم نقاشات بين كبار المسؤولين العسكريين استعداداً لفصل المجلس الأعلى للأمن، وهو أعلى هيئة أمنية نادراً ما يتم الإعلان عن قراراتها للرأي العام، يُتوقع التدرّج في خطة تعزيز حضور القوات الجوية في عمليات مكافحة الإرهاب في محاور دقيقة، وستكون البداية بتعزيز مشاركة "طائرات الدرون" في التمارين العسكرية الدورية التي تجريها قوات الجيش الجزائري، ومن ثم تعزيز حضورها في عمليات مشتركة مع القوات البرية على الأرض.

وتتعاون الجزائر مع الإمارات العربية المتحدة منذ نحو ست سنوات في تجهيز القوات الجوية الجزائرية بـ "طائرات من دون طيار"، ودخل هذا النوع من الطائرات في جهود مكافحة الإرهاب بشكل رسمي أواخر 2018 حيث استعملت طائرات "الجزائر 54 " و "الجزائر 55" من دون طيار، في استهداف معاقل إرهابية في الجبال إثر عمليات استطلاع وقصف جوي.

الإبقاء على الجاهزية في الصحراء

بشكل مغاير، تبدي السلطات الجزائرية رضاها الكامل عن جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء الكبرى، لذلك لا يتم اقتراح أي تعديل في التعداد العسكري المسخّر في تلك المنطقة الشاسعة عبر حدود ليبيا، النيجر ومالي خصوصاً، وتشترك القوات الجوية مع القوات البرية بشكل يوصف بـ "الناجح" في تأمين الحدود بالشراكة مع حضور قوي لـ"مخابرات الجيش" ما مكّن من تسليم قرابة 300 مسلح أنفسهم في ظرف سنتين كانوا منخرطين في جماعات إرهابية في عمق مالي.

ثناء الخارجية الأميركية

في سياق الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب، أثنت الخارجية الأميركية، على الدور الجزائري في تقريرها السنوي حول الإرهاب في العالم لعام 2019 الذي صدر الخميس الماضي.

ويؤكد محلّلون أن قرع الطبول المستمر للعمليات الشاملة، يحدّ بشكل كبير من قدرة الجماعات الإرهابية على النشاط داخل الجزائر، ووعلى الرغم من بقاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والجماعات المتحالفة معه، وفرع داعش لكنهم تعرضوا لعمليات كبيرة من قبل السلطات الأمنية الجزائرية.

ويذكر التقرير في الشق القانوني أن الجزائر "لم تُدخل تغييرات كبيرة على الإطار القانوني لمكافحة الإرهاب منذ عام 2018. لقد حافظت الحكومة الجزائرية على سياسة عدم التنازل الصارم، في ما يتعلق بأفراد أو جماعات تحتجز مواطنيها كرهائن".

وبالحديث عن التعاون الدولي، يتم الإشارة تحديداً إلى تنسيق جزائري - تونسي ملحوظ، "ظلّ أمن الحدود على رأس الأولويات، وأفادت وسائل الإعلام باستمرار التعاون بين الجزائر وتونس، بما في ذلك عملية عسكرية جزائرية تونسية ضد معاقل داعش في المنطقة الحدودية، ما أدى إلى تدمير مخابئ الإرهابيين والقنابل المحلية الصنع".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي