Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميركل: على بريطانيا "التعايش مع عواقب" التخلي عن تحالف وثيق مع أوروبا

وجد استطلاع للرأي العام في المملكة المتحدة أن 25 في المئة فقط من الناخبين يعتقدون أن رئيس وزراء بلادهم سيتوصل إلى صفقة جيدة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي

المستشارة الألمانية على مشارف تولي بلادها رئاسة الاتحاد الاوروبي تحذر من عواقب تخلي لندن عن تحالف وثيق مع أوروبا (أ ف ب)

في تحذير ألماني مباشر، نبّهت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى أن بريطانيا ستُضطر إلى "التعايش مع العواقب" المترتّبة عن قرار رئيس وزرائها بوريس جونسون، التخلّي عن خطط رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، الهادفة إلى إقامة تحالفٍ وثيق مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الكتلة.

وفي وقت تلوح في الأفق ملامح خروج بريطاني من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة، بعدما رفضت المملكة المتحدة مطالب بروكسل المتعلّقة بتكافؤ الفرص بين الطرفين، للحفاظ على البيئة وحماية المستهلك وحقوق مكان العمل، أشارت المسؤولة الألمانية الأولى إلى أن موقف رئيس الوزراء البريطاني، يتّجه نحو إقامة "اقتصاد أقل ترابطاً" مع الاتحاد الأوروبي، بعد انتهاء المدة الانتقالية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وفي موقف بدا كأنه يضع حداً لآمال لندن في أن تكرّس ألمانيا رئاستها للاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الستة المقبلة - بدءاً من الأسبوع المقبل – من أجل الدفع في اتجاه عقد صفقة في اللحظة الأخيرة، اعتبرت المستشارة الألمانية بدلاً عن ذلك، أن أولوياتها هي وضع خطة إنقاذٍ للاقتصاد الأوروبي من الجائحة التي ضربته.

هذه المواقف أطلقتها ميركل بعد أيامٍ فقط من الذكرى الرابعة للتصويت على استفتاء مواطني المملكة المتحدة في ما يتعلّق بمغادرة الاتحاد الأوروبي، وبعد نحو خمسة أشهر من موعد المغادرة الرسمية لبريطانيا في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وتتزامن تعليقات المسؤولة الألمانية مع ظهور نتائج "الدراسة الاستقصائية الاجتماعية الأوروبية" التي تجريها بانتظام "جامعة سيتي لندن"، التي أشارت إلى أن 56.8 في المئة من البريطانيين سيصوّتون في هذه المرحلة من أجل بقاء بلادهم ضمن الاتحاد الأوروبي أو العودة إليه، في مقابل 34.9 في المئة فقط من الذين سيصوّتون على المغادرة، ما يعني انقساماً حاداً بنسبة 62 في المئة في مقابل 38، بمجرد استبعاد المواطنين غير الناخبين. ويمكن مقارنة هذه النتائج بالانقسام الأكثر تقارباً بنسبة 50 في المئة في مقابل 44، في الاستطلاع نفسه الذي نُظّم في وقت إجراء الاستفتاء العام 2016.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي غضون ذلك، أظهر استطلاع منفصل للرأي أجراه منظمو استفتاءات شركة "إيبسوس موري"، أن غالبية البريطانيين (62 في المئة) تعتقد أنه "من المرجّح" أن تغادر المملكة المتحدة كتلة الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) من دون صفقة تجارية، مقارنة بنحو 30 في المئة فقط الذين يتوقعون أن رئيس الوزراء سيحقّ اتفاقاً بحلول الموعد النهائي، في حين يرى قرابة 25 في المئة أن بوريس جونسون يستطيع التوصل إلى صفقةٍ تكون في مصلحة بريطانيا.

وحسب استطلاع "إيبسوس موري"، سجّل قرابة نصف الذين شاركوا فيه (49 في المئة) عدم رضاهم عن تعامل جونسون مع موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مقارنة بـ38 في المئة من الذين أبدوا رضاهم عن أدائه.

وكانت المستشارة الألمانية قد أكدت غير مرّة في السابق، استعدادها للتوصل إلى صفقة من شأنها الحفاظ على التدفّق الراهن للواردات والصادرات من المملكة المتحدة مع القارة، إلا أن تعليقاتها الجديدة تشير إلى أنها باتت ترضى الآن بأن تكون العلاقات التجارية بين الطرفين أقل عمقاً ما لم يعدِّل رئيس الوزراء البريطاني خططه.

وفي أثناء حديث ميركل مع ممثلي مجموعةٍ من الصحف الأوروبية، بما في ذلك صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، حرصت على القول "علينا أن نتخلّى عن الفكرة التي تقول إن علينا أن نحدّد ما تريده بريطانيا. إن هذه المسألة تعود إلى المملكة المتحدة، ونحن الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، سنرد بالشكل المناسب".

وأضافت "على الحكومة البريطانية في ظل رئيس الوزراء بوريس جونسون، أن تحدّد لنفسها طبيعة العلاقة التي تنوي إقامتها معنا بعد مغادرة الاتحاد. من ثم يتعيّن عليها بطبيعة الحال، أن تتعايش مع العواقب، ما يعني انعكاسات قيام اقتصادٍ أقل ترابطاً مع دول الاتحاد الأوروبي".

ونبّهت المستشارة الألمانية إلى أنه "إذا لم تكن بريطانيا راغبةً في أن تكون لديها قواعد تتعلّق بموضوعات البيئة وسوق العمل أو المعايير الاجتماعية شبيهة بتلك المطبّقة في الاتحاد الأوروبي، فإن علاقاتنا ستكون أقل تقارباً، لأن هذا يعني أن لندن لا تريد للمعايير أن تستمر في التطوّر بناءً على أسس متوازية".

المفاوضات في شأن مستقبل العلاقات التجارية والأمنية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، من المنتظر أن تتواصل يوم الإثنين المقبل، بعد مضي نحو ستة أشهر لم يتم خلالها إحراز سوى قليل من التقدم.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد أبلغ عاصمة الاتحاد الأوروبي رسمياً، أنه لا ينوي الاستفادة من فرصة تمديد مهلة المحادثات لمدّة سنتين، قبل الموعد النهائي الذي يصادف الثلاثاء المقبل، ما يضعه أمام فترة 6 أشهر لإبرام صفقة أو رؤية المملكة المتحدة تخضع لشروط "منظّمة التجارة العالمية" التي تفرض تعريفاتٍ جديدة وتضع عوائق أخرى أمام حركة التجارة.

وتشير آخر التقديرات الصادرة عن وزارة الخزانة البريطانية، إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، والخضوع لشروط "منظّمة التجارة العالمية"، يمكن أن يقضي على نحو 9 في المئة من الاقتصاد البريطاني على مدى سنواتٍ عِدة.

معلوم أن المحادثات الثنائية كانت قد تعطّلت بسبب مطالبة الاتحاد الأوروبي بالسماح لسفن دوله بمواصلة الدخول إلى المياه الإقليمية البريطانية من أجل صيد الأسماك، وإصرار بروكسل على مبدأ "تكافؤ الفرص" مع بريطانيا في ما يتعلّق بالقوانين الاجتماعية والبيئية وأنظمة الصحة العامة.

وكان كبير مفاوضي رئيس الوزراء جونسون، قد أسقط هذا الأسبوع إمكان التوصّل إلى حلّ وسطي، يمكن بموجبه للاتحاد الأوروبي أن يوافق على منح المملكة المتحدة القدرة على التحرّر من قوانينه، في مقابل الحق في فرض تعريفاتٍ على السلع البريطانية إذا ما قامت بذلك.

وقال ديفيد فروست في هذا الصدد يوم الخميس الفائت "أريد أن أكون واضحاً في أن الحكومة البريطانية لن توافق على أفكارٍ كتلك المتداولة في الوقت الراهن، والتي تمنح الاتحاد الأوروبي حقاً جديداً في الرد من خلال فرض رسوم جمركية إذا قمنا بخيار سنّ قوانين تناسب مصالحنا. لا يمكننا أن نترك أنفسنا عرضةً لمثل هذه المخاطر الاقتصادية التي لا يمكن توقّع نتائجها".

وفي عودة إلى استطلاع "إيبسوس موري"، أشار كيران بيدلي مدير السياسات في الشركة، إلى أن "الجمهور في المملكة المتحدة متشائمٌ بشكلٍ عام من احتمال إبرام اتفاقٍ تجاري مع الاتحاد الأوروبي يكون جيداً بالنسبة إلى بريطانيا، قبل انتهاء الفترة الانتقالية". واستنتج أن من الواضح أن "المملكة المتحدة ستخرج من المرحلة الانتقالية من دون التوصل إلى اتفاق على الإطلاق".

وأضاف بيدلي محذّراً "قد يفسّر أي شعور بعدم وجود حاجةٍ ملحّة لدى الرأي العام حيال هذا الموضوع، بحقيقةٍ مفادها أن كثيراً من الناس لا يعرفون متى يحين الموعد النهائي للتوصّل إلى اتفاق، لأن مفاعيل أزمة فيروس كورونا تطغى على أولويات الأخبار التي تهتم بها وسائل الإعلام".

وختم بيدلي بالقول "لن يشعر بالطبع كثيرٌ من مؤيّدي الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بأنهم معنيّون باحتمال التوصل إلى اتفاق على أي حال".

والجدير بالذكر أن شركة "إيبسوس موري"أجرت في استطلاعها مقابلاتٍ مع 1127 بريطانياً راشداً، في الفترة الممتدة ما بين التاسع عشر من يونيو (حزيران) والثاني والعشرين منه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة