Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ستبدو الشوارع التجارية في بريطانيا بعد وباء كورونا؟

استمرارية المطاعم والحانات تواجه صعوبات مع عودة النشاط الاقتصادي

تدعو شركات قطاع الخدمات إلى إجراءات في مجال الضرائب والإيجارات إذا لم تُرفع قيود التباعد الاجتماعي (غيتي)  

بعد انتهاء الفوضى التي أحدثها فيروس كورونا، كيف ستبدو الشوارع التجارية؟
أطرح هذا السؤال في أعقاب رسالة وُجهت إلى بوريس جونسون بدعم من 90 شركة تعمل في قطاع الضيافة تتحدث فيها عن حاجتها إلى إجراءات بشأن الضرائب والإيجارات وأشكالٍ أخرى من الدعم، بهدف الحفاظ على الحركة في المناطق التجارية إذا استمرت إجراءات التباعد الاجتماعي.

نُظمت الرسالة من قبل شركة "ديليفرو" لتوصيل الوجبات، ووقع عليها عدد من المطاعم المتعاقدة مع الشركة. ويخضع التباعد الاجتماعي بطبيعة الحال إلى مراجعة، في ما يتعلق بالالتزام بمسافة أمان بطول مترين، التي تعرقل أعمالهم. ويبدو ما يُسمّى مراجعةً ليس سوى غطاء فحسب. من شبه المؤكد أنه سيجري التخلي عنه [الالتزام بالمترين]، بغض النظر عن وجود أدلة علمية أو طبية. وفي واقع الأمر، اتخذ التباعد الاجتماعي، على ما أعتقد، منحى اللباقة في الأماكن العامة.
وقد أعادت المتاجر التي تبيع سلعاً غير ضرورية فتح أبوابها، وكذلك المراكز التجارية غير الأساسية. وفي ما يتعلق بتلك الأخيرة، حسناً، لا يمكنكم الحفاظ على مسافة أمان في المصاعد. لكن دعونا نرجع إلى السؤال الذي أوردته في البداية.

مع انتقال التجارة بشكل كبير إلى الإنترنت، وما صاحبه من نقصان ملحوظ في أعداد المحلات قبل الوباء، دار جدل حول كيفية إنعاش الشوارع التجارية.

ومن بين الحلول المحتملة التي لقيت دعماً، يأتي تحويل الشوارع التجارية إلى وجهات يستطيع الناس التجمع فيها مع إنجاز أنشطة عدة. ووفق ما يشير الخطاب، فإن عدداً من تلك الوجهات بات الآن على حافة الخطر من الناحية المالية. لم تكن تعمل بكامل طاقتها قبل الوباء، شأنها شأن اقتصاد المملكة المتحدة. ومن هنا، تأتي مناشدة بوريس جونسون، والأمل في أنه سيجبر وزير خزانته ريشي سوناك على مد يده إلى جيبه مجدداً.

فما الذي سيحدث إن لم يفعل ذلك؟

دعونا نفكر بالسلاسل التجارية. يوجد في بريطانيا وفرة من السلال، وربما غيض منها. لنتحدث بصراحة، في حين أنه من غير الممتع التفكير في تبعات خسارة الوظائف التي ستنجم عن زوالها، فإن هذه المؤسسات لا تحظى بشعبية كبيرة.
أنت لن تنظر إلى خسارة فرع مطاعم "واغاماما" للمأكولات الآسيوية في منطقتك بنفس بالطريقة نفسها التي ستنظر بها إلى فقدان مطعم عائلي مماثل، يعرف زبائنه المعتادون أصحابه والعاملين فيه.
تتمثّل المشكلة في أنه على الرغم من معاناة السلاسل التجارية، فإن المتاجر المستقلة تواجه مشقة أكبر على الأرجح. إذ تفتقد للاحتياطي المالي في أغلب الأحيان، ولا تتمتع بالقدرة على الوصول إلى التمويل الذي يتيحه القطاع المالي. هناك برامج قروض أدرجتها الحكومة، لكن يتوجب سداد تلك القروض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالتالي، هل ستضم الشوارع التجارية في المستقبل مطعم "ماكدونالدز" ومقهى "ستارباكس" ومتجر "تيسكو ميترو" وآخر محلات بيع الكتب؟ إذاً ثمة إحباط رافق سابقاً طريقة مساهمة السلاسل التجارية في جعل تلك الشوارع نسخاً متطابقة، فكيف ستشعر حيال ذلك؟
ليس من السهل الشعور بتعاطف كبير مع سلاسل المطاعم. فلم يكن بعضها يعامل موظفيه بطريقة حسنة دائماً. حتى أن "ديليفرو" ترفض الاعتراف بالسائقين الذين تؤمّنهم لتسهيل عمليات التوصيل الخاصة بها، بوصفهم موظفين. وعوض ذلك، إنهم يُعتبرون متعاقدين يعملون لحسابهم الخاص. وتخوض الشركة صراعات في المحاكم لإبقاء الوضع على ما هو عليه.

في المقابل، تضرّرت قطاعات قليلة مثلما تضرّر قطاع الضيافة خلال الوباء. لا بد من إثارة موضوع الدعم الإضافي، على الأقل لأنك تستطيع جعل الحصان يرتاد النهر لكنك لا تستطيع إرغامه على شرب الماء. فحتى لو ألغت الحكومة بشكل رسمي مسافة المترين كي تتمكن المطاعم والمقاهي ومحلات الساندويتشات والحانات من إعادة فتح أبوابها، عندما يحدث ذلك، فمن المحتمل أن قسماً كبيراً من زبائنها سيبقون مترددين (ولديهم سبب وجيه لذلك يتمثل في كون الفيروس ما زال منتشراً).

وبالنتيجة، ثمة تهديد حقيقي للغاية في تحول المراكز التجارية في بلدات بريطانيا، مدن أشباح تصفّر فيها الريح.
على كل حال، إذا كان السيد سوناك حريصاً على الحؤول دون وقوع ذلك من خلال الإصغاء إلى مناشدات الصناعة، فلا بد أن تكون الأولوية للمحال الصغيرة.
وبالنسبة إلى السلال التجارية، لقد طُرح هذا الموضوع من قبل، لكن تحرك وزير الخزانة قد يكون أسوأ من مجرد فرض بعض القيود والشروط إذا ما لجأ إلى استخدام أموال دافعي الضرائب سواء بشكل مباشر أم غير مباشر.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد