Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمر بروكسل 3 يخرج بـ 7 مليارات دولار... وبشروط أوروبية!

يسلط المؤتمر الضوء على المعضلة التي تواجهها الجهود الأوروبية لعزل الرئيس السوري مع سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا والدعم الروسي والايراني لبشار الاسد

الأمم المتحدة قدرت التمويل اللازم للعام 2019 بنحو 9 مليارات دولار (رويترز)

بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات المتواصلة بمشاركة 85 دولة ومنظمة، خرج مؤتمر بروكسل "لدعم مستقبل سوريا والمنطقة" بتعهدات بلغت نحو 7 مليارات دولار لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين، علماً أن الأمم المتحدة كانت قدّرت الحاجات للعام 2019 بتسعة مليارات دولار، وفق ما أعلن المفوض الاوروبي خريستوس ستيليانيدس في ختام المؤتمر، في حين قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك "هذه الأموال ستنقذ وتحمي ملايين الأرواح، لكن المساعدة وحدها لا يمكنها معالجة الازمة السورية".

هذا المؤتمر بنسخته الثالثة التي شاركت فيها الأمم المتحدة للمرة الأولى في التنظيم، خرج بنتيجة اعتبرت تغلباً على النفور الذي أصاب المانحين بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية، وهي انقسمت بين مساهمة مقدارها مليارا يورو من الاتحاد الأوروبي، إذ قدمت ألمانيا 1,44 مليار يورو، وتعهدت المملكة المتحدة مبلغ 464 مليون يورو، أما إيطاليا فخصصت 45 مليون يورو للعام 2019 و45 مليوناً للعام 2020، وبلجيكا 24 مليون يورو، والنمسا 9 ملايين يورو.
في ما يتعلق بالولايات المتحدة، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تعهدت نحو 397 مليون دولار أقل من 697 مليوناً تعهدتها في 2017.
وكانت الامم المتحدة قدّرت التمويل اللازم للعام 2019 بنحو 5,5 مليارات دولار لمساعدة قرابة 5,6 ملايين لاجئ سوري خارج بلادهم، في كل من تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، و3,3 مليارات دولار للنازحين داخلياً.
 
أوروبا في مواجهة حسم الحرب السورية
لكن، في مقابل هذه المساعدات، كان واضحاً لدى الدول المانحة ربط هذه المساعدات بعملية سلام ذات صدقية، اذ شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني على ألا يكون المؤتمر "لجمع التبرعات، ويجب أن تبقى سوريا على رأس أولويات المجتمع الدولي"، محذرةً من أن هذه الأموال "لن تُصرف إلا إذا بدأت عملية سلام ذات صدقية في جنيف برعاية الأمم المتحدة".
وتدافع ألمانيا وفرنسا وهولندا بشدة عن سياسة حجب أموال إعادة الإعمار ريثما تبدأ مرحلة انتقالية من ودون الأسد، إلى جانب وضع شرط آخر هو مكافحة الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة في سوريا.
في الموازاة تنتقد إيطاليا والنمسا والمجر، التي تربطها علاقات أفضل بروسيا، سياسة الهجرة الأوروبية بشدة وتفضل الحديث مع السلطات السورية للسماح بعودة ملايين اللاجئين.
هنا يسلط هذا المؤتمر الضوء على المعضلة التي تواجهها الجهود الأوروبية لعزل الرئيس السوري مع سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا وخروج بشار الأسد "منتصراً" من الصراع بدعم من روسيا وإيران.
 
تراجع أرقام الهجرة إلى أوروبا
في سياق آخر، أعلن مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي أن طلبات اللجوء السياسي في دول الاتحاد انخفضت العام الماضي إلى مستويات ما قبل أزمة الهجرة التي شهدتها أوروبا في 2015.
وتؤكد هذه النتائج تراجعاً سجلته الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود إذ أظهرت تقديراتها أن نحو 150 ألف شخص دخلوا الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأن عدد طالبي اللجوء للمرة الأولى انخفض في 2018 إلى نحو 580 ألفاً متراجعاً 11 في المئة عن عام 2017 في عودة إلى مستويات ما قبل الأزمة في 2014.

المزيد من العالم العربي