Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الجيش الوطني" يتصدى لتقدم قوات حكومة الوفاق باتجاه سرت

مجلس الأمن القومي الأميركي يأمل في أن تؤدي المبادرة المصرية إلى وقف النار والبرلمان الليبي يشدد على الحوار لحل الأزمة

قوات حكومة الوفاق في ترهونة |(أ.ف.ب)

تواصل قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تقدماً بطيئاً إلى مدينة سرت الإستراتيجية شرق البلاد والمنشآت النفطية الرئيسة، بعدما تمكّنت من السيطرة على غرب ليبيا، مقابل تراجع قوات الجيش الوطني الموالية للمشير خليفة حفتر الذي وافق على مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار.

وسرت هي مسقط الزعيم الراحل معمر القذافي، قبل أن تتحوّل إلى معقل لتنظيم "داعش". تبعد 450 كيلومتراً شرق طرابلس وكانت قوات حكومة الوفاق استعادت السيطرة عليها، قبل أن تسقط في أيدي قوات حفتر في يناير (كانون الثاني) الماضي.

يومها، تمكّن حفتر من السيطرة على المدينة الساحلية من دون معارك تُذكر ورحب سكان سرت بقواته، مبدين ارتياحهم إلى رحيل مقاتلي مصراتة، المدينة التي اضطلعت بدور رئيس في الثورة على نظام القذافي عام 2011. ولكن، بعد فشل هجومه الذي بدأه في أبريل (نيسان) 2019 في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق، بات حفتر في موقع الدفاع.
 
وبعد سقوط ترهونة، آخر معقل لقوات حفتر في الغرب، قال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحافي "صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت". لكن تقدّم تلك القوات مع اقترابها من المدينة بات بطيئاً، وسُجّلت ضربات لطائرات مسيّرة لتمهيد الطريق أمامها. وأضاف قنونو أن "القوات الجوية شنت خمس غارات على أطراف سرت، مستهدفة آليات مسلحة ومرتزقة". 

وقالت قوات حكومة الوفاق إن طائرة مسيرة من طراز "وينغ لونغ" صينية الصنع تم إسقاطها السبت. وأفادت بأن "القوات الجوية شنت ثلاث غارات في جوار المحطة الحرارية (25 كلم غرب سرت) ودمرت عربات مسلحة ومدرعات".

مع تقدمها، تقترب قوات حكومة الوفاق من منطقة "الهلال النفطي" ومن شأن السيطرة على سرت أن تمهد لها السيطرة على أبرز حقول الإنتاج في البلاد. وأشارت المؤسسة الوطنية للنفط على موقعها إلى تراجع "كبير" بنسبة 97 في المئة لعائداتها في نيسان مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وقالت الأحد إن "الخسائر تجاوزت خمسة مليارات دولار".

"رد قوي"

وأكد الجيش الوطني الليبي، في وقت مبكر اليوم الإثنين، نجاح مقاتلاته في تدمير سرية مدفعية كاملة تضم ثلاثة مدافع هاوزر ودبابتين وست عربات مسلحة للحماية. وأضاف أنه تمكن من تدمير حافلة نقل كبيرة أثناء تحركها نحو سرت.

وتعهد المتحدث باسم الجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، الأحد، برد قوي في حال لم يتلزم الطرف الآخر بوقف إطلاق النار.
 
وأكد المسماري، في حوار مع "سكاي نيوز عربية" أن "الجيش الوطني" تصدى لمحاولات الهجوم على مدينة سرت، مضيفاً أنه ليس متفائلاً بوقف إطلاق النار الذي يدخل حيز التنفيذ الاثنين. وأضاف أن الجيش الليبي شن غارات على رتل عسكري حاول التقدم نحو قاعدة الجفرة. 

ترحيب أميركي بالمبادرة المصرية

إلى ذلك، أكد مجلس الأمن القومي الأميركي، مساء الأحد، أنه يأمل في أن تؤدي مبادرة السلام المصرية بشأن ليبيا إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الأجنبية وعودة المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.

ودعت دول أوروبية عدة إلى العودة لوقف إطلاق النار في ليبيا واستئناف المفاوضات، مرحبة بمبادرة القاهرة التي أُعلن عنها أمس. وطالبت الأمم المتحدة حكومة طرابلس بـ "إجراء تحقيق سريع ونزيه" في انتهاكات في مدينتي الأصابعة وترهونة غرب البلاد.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان: "تبعث التقارير الواردة عن اكتشاف عدد من الجثث في مستشفى ترهونة على الانزعاج الشديد. كما تلقينا العديد من التقارير عن نهب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في ترهونة والأصابعة والتي تبدو في بعض الحالات أعمال انتقام وثأر من شأنها أن تزيد من تآكل النسيج الاجتماعي الليبي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشددت البعثة على "ضرورة احترام الأطراف في ليبيا سيادة القانون والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من أجل حماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية والمدارس ومرافق الاحتجاز، لا سيما في ظل تفشي جائحة كوفيد-19".

وقالت إن "التصعيد الحالي يلحق الضرر بالسكان المدنيين". وكشف بيان البعثة أن "التحركات العسكرية الأخيرة في طرابلس الكبرى وترهونة أدت إلى موجات جديدة من النزوح وتسببت في معاناة لأكثر من 16000 ليبي في الأيام القليلة الماضية".

إعلان القاهرة 

وبعد تصلّب طويل على الساحة الدبلوماسية، تجاوب المشير حفتر مع دعوة إلى وقف إطلاق النار وجّهتها القاهرة عقب لقائه أحد أبرز الداعمين له، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

والمبادرة التي سُمّيت "إعلان القاهرة" تدعو إلى "احترام الجهود والمبادرات كافة من خلال وقف إطلاق النار، اعتباراً من الساعة السادسة صباح 8 يونيو (حزيران) 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية كافة"، لكنها لم تلقَ حتى الآن أي صدى إيجابي في طرابلس.
 
الحوار لحل الأزمة 
 
ورحب مجلس النواب الليبي، الأحد، بإعلان القاهرة لوقف القتال وإنهاء الصراع، وشدد على الحوار كطريق وحيد لحل الأزمة. وقال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إن إعلان القاهرة يتماشى مع الدستور الليبي ويتضمن مخرجات مؤتمر برلين، مؤكداً التصميم على طرد "الميليشيات" من طرابلس.
 
ترهونة
 
في المقابل، بدا الوضع الأمني الأحد هشّاً في ترهونة، بعد يومين من سيطرة حكومة الوفاق عليها. وحذّرت سلطات طرابلس من ردود وعمليات نهب تحت طائلة ملاحقات جنائية. ودعت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق القوات العسكرية والأمنية في المناطق التي سيطرت عليها إلى "السهر على حماية "أرواح (المدنيين) وكرامتهم وأملاكهم". 

عودة إلى إنتاج النفط

في سياق متصل، أكدت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في بيان الأحد، استئناف بعض الإنتاج في حقل الشرارة النفطي العملاق جنوب البلاد.

وأبلغ مهندسان في الحقل "رويترز" يوم السبت أن الإنتاج يعود تدريجاً عقب حصار أغلق الحقل البالغة طاقته 300 ألف برميل يومياً لأكثر من أربعة أشهر. وأوردت مؤسسة النفط أن الإنتاج عاد إلى حقل الشرارة بعد مفاوضات طويلة قامت بها المؤسسة لفتح صمام الحمادة الذي أُغلق بشكل غير قانوني في يناير الماضي.
 
ولم تكشف المؤسسة عن تفاصيل بشأن المفاوضات. وأوضحت أن الإنتاج في حقل الشرارة سيبدأ بقدرة تبلغ 30 ألف برميل يومياً، مضيفة أن عودة الإنتاج إلى الطاقة الكاملة متوقّعة خلال 90 يوماً.
 
وتدير مؤسسة النفط حقل الشرارة ضمن مشروع مشترك مع ريبسول الإسبانية وتوتال الفرنسية وأو إم في النمساوية وإكوينور النرويجية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي