Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ميغ" الروسية في سماء دمشق مع أول يوم لـ"قيصر" الأميركي

تسليح موسكو المتزايد للنظام السوري يوحي باستمرار المواجهة لوقت غير قصير

تحليق طائرة ميغ 29 المطورة في الأجواء السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)

أبت موسكو أن ينصرم شهر مايو (أيار) الماضي، إلّا أن تختتمه بتسليم دفعة ثانية من طائرات "ميغ 29" لسلاح الجو التابع للنظام السوري عقب تسارع أحداث، برز فيها الدور الروسي في واجهة المشهد السوري عبر تمدّده وتوسيع قاعدته البحرية، إضافةً إلى تعيين مبعوث خاص من الكرملين إلى دمشق.
وباشر الطيارون السوريون التحليق بطائرات جديدة في 1 يونيو (حزيران) الحالي، وصلت منذ يومين إلى قاعدة "حميميم" الروسية غرب البلاد، المطلّة على البحر المتوسط.
وذكر مصدر ميداني أن "السلاح الذي وصل وإن كان قديماً بعض الشيء مقارنةً بأجيال حديثة من المقاتلات الروسية مثل سوخوي 34 وسوخوي 35 والبجعة، إلّا أنّ القيادتين العسكريتين في البلدين حرصتا على أن تكون دفعة مقاتلات ميغ 29 معدّلة ومطوّرة".

السماء والحرب

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع في دمشق على غير عادتها، وصول المقاتلات الروسية الصنع بعدما كانت تحيط تسليح جيشها بكثير من الكتمان والسرية، معلِّلةً ذلك بأنه يندرج "ضمن إطار التعاون العسكري بين البلدين".
وذكرت الوزارة على صفحتها الرسمية أن تسليم الطائرات جرى خلال احتفال وصفته بالـ"خاص"، أُقيم في قاعدة "حميميم" الواقعة في ريف اللاذقية، التي أُنشئت عام 2015.

في المقابل، رجّح مراقبون أن يكون إعلان وزارة الدفاع السورية بمثابة نوع من إبراز لمتانة العلاقة مع موسكو بعدما أُشيع عن تدهورها في الآونة الأخيرة، بخاصة إثر ما تناولته وسائل إعلام روسية عن أسماء شخصيات بديلة لرئيس النظام بشار الأسد وقضية رامي مخلوف ونزاعه مع ابن خاله.

واعتبر مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري اللواء حسن حسن في حوار أجراه معه التلفزيون الرسمي أن "التعاون بين الجيشين ضروري لمكافحة الإرهاب على امتداد الجغرافيا السورية"، مضيفاً أن "التدخل الروسي جاء في الوقت المناسب ليزيد من قدرة صمود الجيش خلال الفترة الماضية".

المعارضة تنتقد

في المقابل، انتقد ناشطون معارضون التسليح الروسي المتزايد ووصفوه بـ"المجحف". ورأى أحدهم أن الدفعة الجديدة من الطائرات الروسية تُعدُّ "وسيلة جديدة لضرب آخر معاقل المعارضة في إدلب وريفها الجنوبي بعد حملة عسكرية بدأت في مايو (أيار) 2019". وأضاف "إنها وسيلة هجوم لإنهاء وتقويض الانتفاضة الشعبية التي خرجت لإسقاط النظام وستكون وبالاً على المدنيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


سيف "قيصر"

في سياق متصل، يربط مراقبون بين تسلّم المقاتلات الروسية وتحليقها في 1 يونيو، واليوم الأول لتطبيق قانون العقوبات الأميركية "قيصر" (سيزر)، معتبرين أن الأمر ليس مجرد مصادفة، إذ يبدو بحسبهم وكأنّ الكرملين يبعث رسائل خفية إلى البيت الأبيض بأنه لن يتخلّى عن النظام السوري.
وعزت مصادر سياسية في دمشق ما يحدث من دعاية إعلامية حول وصول طائرات الميغ، إلى السعي لاستباق تطبيق قانون "قيصر" الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وعلى الرغم مِمّا يلوح من دعم روسي في سماء سوريا، إلّا أنّ مواقف المعارضين للسياسة الروسية تذهب إلى أبعد من الساحة السورية، إذ يلوحون بمساعي روسيا الاتحادية للهيمنة على الساحة الليبية أيضاً.
يأتي ذلك بعدما بثّت وسائل إعلام معلومات عن وصول دفعة طائرات "ميغ 29" إلى ليبيا لدعم "الجيش الوطني" الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، قبل وصول دفعة شبيهة لها إلى سوريا، بالتالي السيطرة على البحر المتوسط، الأمر الذي سيدخلها في صراع مع حليفها المتأرجح تركيا عاجلاً أو أجلاً على الأرض الليبية.


التسليح لن يتوقف

وفيما تدحض العاصمة السورية كل ما يُشاع عن خلافات روسية – سورية، يقول مراقبون إنها "غير واقعية بدليل هذه الدفعة الجديدة من المقاتلات إلى جانب مضادات الدفاع الجوي أس 300 وأس 400، كما أن دفعات جديدة من الأسلحة المتطوّرة في طريقها من موسكو إلى دمشق".

ويُرجح أن روسيا لن تتخلى عن النظام في أي وقت قريب، بخاصة مع دخول قانون "قيصر" حيّز التنفيذ، إذ كان رئيس لجنة الصداقة السورية - الروسية في البرلمان السوري حسين عباس صرح في وقت سابق أن "العلاقة مع روسيا علاقة شراكة، ويأتي ذلك لتجنيب البلاد الآثار المدمرة للعقوبات الأميركية التي يمكن أن تطال السوريين بكل مناحي الحياة. في القريب العاجل، توجد تفاهمات وشراكات جديدة، ستنعكس بالتأكيد على الحياة الاقتصادية".

وتربط دمشق بموسكو سلسلة معاهدات دفاعية، من بينها استخدام روسيا لقاعدة "حميميم" متى ما رغبت، مع المرفق البحري في طرطوس.
يُذكر أن القاعدة تعرّضت في وقت سابق إلى هجوم من قبل فصائل المعارضة في ريف اللاذقية، ما دفع روسيا إلى شنّ حملة عسكرية لتأمين محيط قاعدتها من المسلحين.

المزيد من العالم العربي