Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة الأفغانية تفرج عن مئات من سجناء "طالبان"

دعوات تحض الحركة على تمديد وقف للنار أعلنته أحادياً

جندي أفغاني يشرف على عملية الإفراج عن سجناء من حركة طالبان من سجن باغرام الثلاثاء 26 مايو الحالي (أ. ف. ب.)

أفرجت الحكومة الأفغانية الثلاثاء عن مئات إضافيين من سجناء حركة "طالبان"، فيما تتزايد الدعوات لحضّ المتمردين على تمديد وقف إطلاق نار أعلنوه منذ ثلاثة أيام وينتهي مساءً.
وصمدت الهدنة، الثانية فقط خلال 19 سنة من النزاع في أفغانستان، بشكل كبير في أنحاء البلاد، ما شكّل استراحة نادرة من القتال العنيف.
وأعلنت الحكومة اعتزامها إطلاق سراح نحو 900 من سجناء "طالبان" في أرجاء البلاد الثلاثاء، من بينهم نحو 600 من سجن باغرام السيّء السمعة قرب كابول.
ويُعدُّ الإفراج عن سجناء الحركة جزءًا من تعهّد الحكومة إطلاق سراح ما يصل إلى 2000 سجين من المتمردين استجابةً لعرض "طالبان" وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام الذي بدأ الأحد الماضي.

"حرب مقدسة"
وبعد لحظات من إطلاق سراحه، قال عبد الوصي، المتحدّر من ولاية قندهار التي تسيطر "طالبان" على معظم أراضيها، إنه خاض "حرباً مقدسة" قبل أن يُعتقَل منذ ثماني سنوات. وتابع الشاب ذو اللحية البيضاء الطويلة الذي ارتدى قميصاً وبنطالاً تقليدياً "قيل لي... أن أمارس الجهاد حتى تخرج جميع القوات الأجنبية من بلادنا".
وعبّر عن سعادته بأنّ الاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة يمهّد لسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول مايو (أيار) من العام المقبل، مشيراً إلى أنه يريد هدنة دائمة.
وأورد فيما كان يستقلّ حافلة متجهة إلى كابول مع أعضاء آخرين من "طالبان"، أُفرج عنهم "إذا خرجت القوات الأجنبية، فلن نقاتل".
ووقّع السجناء تعهّدات مكتوبة بعدم العودة إلى ساحة المعركة، لكن السجين المفرج عنه قاري محمد الله وعد بمواصلة القتال إذا ظلت القوات الأجنبية في أفغانستان. وقال "لا نريد أن يبقى الأجانب في بلادنا بعد الآن، يجب أن يغادروا فوراً". وأضاف "سنواصل القتال حتى تخرج كل قوة أجنبية".

الإجراءات القانونية
ومنحت كابول كل مفرج عنه ما يعادل 65 دولاراً بالعملة الأفغانية.
وقال جاويد فيصل، المتحدث باسم المجلس الوطني للأمن، وهو هيئة حكومية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن العدد الفعلي للسجناء قد يتغيّر بسبب بعض الإجراءات القانونية.
وأوضح أن "الأمر تقني. مع الإجراءات القضائية، أحياناً إنهاء المستندات يستغرق وقتاً أكبر مِمَّا نعتقد. إذاً يمكن أن نصل إلى 900 أو بحلول نهاية اليوم، يمكن أن يبلغ العدد بين 800 و900. لكن القرار هو الإفراج عن 900 (سجين من طالبان) اليوم".
وأعرب عن أمله في أن تمدّد الحركة الهدنة حتى يتسنّى البدء بمباحثات السلام التي أُرجئت أكثر من مرة. وقال في مؤتمر صحافي "إذا كانت طالبان مستعدة لتمديد وقف النار، فنحن مستعدون لمواصلته أيضاً".
وتابع "نأمل في أن يفرجوا عن سجنائنا حتى تبدأ محادثات السلام الأفغانية في أقرب وقت ممكن... المستقبل يعتمد على الخطوة التالية لطالبان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أسرى القوات الحكومية
في المقابل، أعلن مصدر في الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية أن 200 مِمَّن تحتجزهم وينتمون إلى "قوات إدارة كابول"، سيُصار إلى "الإفراج عنهم خلال الأيام المقبلة".
وفاجأ المتمرّدون الذين يكثّفون منذ أسابيع الهجمات الدامية على القوات الأفغانية، الجميع السبت عبر إعلانهم بشكل أحادي وقف المعارك كي يتمكّن المواطنون من "الاحتفال بسلام وارتياح" بعيد الفطر.
وعزّز وقف إطلاق النار الآمال في التوصّل إلى هدنة أطول، تمهّد لمباحثات سلام بين الحركة وكابول.
وكتب رئيس اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان شهرزاد أكبر على تويتر "مدِّدوا وقف إطلاق النار. أنقِذوا الأرواح"، مضيفاً "أوقِفوا العنف حتى نتمكّن جميعاً من التركيز على إتاحة الخدمات لأكثر الفئات ضعفاً في جميع أنحاء البلاد وعلى توسيع نطاق احترام حقوق الإنسان، بحيث تكون لدينا مساحة للتنفّس".
وصرّح مصدر بارز في "طالبان" أن الجماعة قد تمدّد وقف النار لمدة سبعة أيام، إذا عجّلت الحكومة بإطلاق سراح السجناء.
لكن المتحدث باسم المتمردين ذبيح الله مجاهد قال إنه ليست لديه معلومات حول التمديد.
وعمليات تبادل السجناء هذه - خمسة آلاف عنصر من حركة "طالبان" مقابل ألف من القوات الأفغانية - منصوص عليها في اتفاق بين واشنطن والحركة وُقّع في 29 فبراير (شباط) الماضي، في الدوحة من دون أن تصادق عليه كابول.
وكانت الحكومة الأفغانية أفرجت قبل وقف النار، عن نحو ألف سجين، فيما أطلق المتمردون سراح حوالى 300 سجين.
وينصّ الاتفاق أيضاً على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في عملية تستغرق 14 شهراً شرط أن يحترم المتمردون التزامات أمنية وأن يباشروا مفاوضات مع السلطات حول مستقبل البلاد.


ترحيب أميركي

ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالتطوّرات الأخيرة، لكنه أكد أن سجناء "طالبان" المفرج عنهم يجب ألا يعودوا إلى ساحة المعركة.
بدوره، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن حكومته مستعدة لبدء مفاوضات السلام، التي كان مقرراً أن تبدأ في 10 مارس (آذار) الماضي، والتي تُعتبر أساسية لإنهاء الحرب في البلد الفقير.
وقبل بدء وقف إطلاق النار، أعلنت حركة "طالبان" مسؤوليتها عن هجمات دامية عدّة على القوات الأفغانية في جميع أنحاء البلاد.
لكنها نفت مسؤوليتها عن هجوم على مستشفى للتوليد في كابول في وقت سابق من الشهر الحالي، عندما أطلق مسلحون النار على أمهات وممرضات ورضّع.

المزيد من دوليات