Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ثائر في حقل الشوفان" تأخر وكيفن سبيسي ليس السبب الوحيد

صُنع في 2017 كشريط سيرة ذاتية يحتفي بالروائي الأميركي جي.دي.سالنجر، لكنه يقلل احترامه

ملصق فيلم "ثائر في حقل الشوفان"، تظهر فيه صورة كيفن سبيسي الذي أدين بالتحرش الجنسي (آمازون.كوم)

إخراج: داني سترونغ. بطولة: نيكولاس هولت، كيفين سبيسي، سارة بولسون، فيكتور غاربر،  هوب ديفيس، زوي دويتش، لوسي بوينتون، براين دارسي جيمس.

التقييم الرقابي: 12 سنة فما فوق.

المدة: 106 دقائق.

"ريبل إن ذا راي" (ثائر في حقل الشوفان) هو فيلم سيرة ذاتية تعثر لفترة طويلة عن الروائي جي دي سالينجر مؤلف رواية "حارس في حقل الشوفان" يعد بالفعل في مقام مسافر عبر الزمن. هذه القصة القديمة التي صنُعت في السابق على ما يبدو كي تلفت انتباه حكام جوائز الأوسكار، تحمل كذلك ثقل التجاهل الأخرق الذي كان سائداً قبل ظهور حركة  #MeToo ، مع إسناد دور إلى كيفين سبيسي ليلعب شخصية المرشد اللطيف لـنيكولاس هولت، بطل الفيلم المنعزل. ومن أجل إصدار الفيلم في المملكة المتحدة، بعد ثلاث سنوات من عرضه المحدود في صالات الولايات المتحدة، تمت إزالة صورة سبيسي في خطوة لم تكن مفاجئة من الملصق الترويجي للعمل. كان يجب أن تشمل المعاملة نفسها الفيلم بحد ذاته.

من المعروف عن سالنجر، الذي توفي عام 2010 أنه كان متحفظاً. على الرغم من أنه كان وراء إحدى أكثر الروايات المشهود لها في العُرف الأدبي، إلا أنه رفض الاهتمام والإعجاب الذي جلبته. لا تزال رواية "حارس في حقل الشوفان"، وهي عمله الكامل اليتيم، إبداعاً، فهي صرخة تغص بالقلق والاضطراب حول مراهق ساخط يهرب إلى المدينة الكبيرة لحضور أعياد الميلاد. حتى ضمن منظورها المستتر إلى حد كبير، فهي تحمل بين طياتها لامبالاة عالمية لا تزال تضرب على وتر حساس بالنسبة للأجيال الشابة.

من المحتمل أن يحس هؤلاء المعجبون أنفسهم بشيء من الانزعاج بسبب وجود فيلم "ثائر في حقل الشوفان"، الذي يحاول بشكل طائش الاحتفاء بعبقرية سالنجر بينما لا يحترم سعيه طوال حياته إلى الخصوصية. يرصد الفيلم صعود سالنجر المميز وانسحابه الحازم من عالم الأدب. يلعب هولت دور البطل المقصود، ويشبعه بأسلوب ماهر بمخزون من الحياء. الممثلون المساندون كانوا جيدين كذلك، بدءاً من سارة بولسون  بدور الناشرة المشرقة، إلى سبيسي المعطاء بشكل دافئ في دور أستاذ سالنجر في كولومبيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن يا ليت تلك الشخصيات قُدّمت بشكل مناسب من قبل الكاتب والمخرج داني سترونغ، الذي مثل سابقاً في مسلسل "بافي ذا فامباير سليير" (بافي قاتلة مصاصي الدماء) والذي شارك في إنشاء السلسلة التلفزيونية "إمباير" (إمبراطورية).  إذ يبدو سالنجر بين يديه، الصورة الأقل جاذبية لشخصية البطل هولدن كولفيلد في رواية "حارس في حقل الشوفان": فهو شخص مدلل، مرهِق، وانتقادي بشكل بغيض.

وهناك تراخٍ بصورة مماثلة في السيناريو. فبدلاً من استكشاف الصدمة التي عانى منها سالنجر في الحرب العالمية الثانية بشكل مناسب، أو آلام علاقاته الرومانسية (أولاً مع ابنة يوجين أونيل، التي لعبت دورها الممثلة زوي دويتش، ولاحقاً مع طالبة الدراسات العليا الرافضة التي أدتها الممثلة لوسي بوينتون)، يسارع السيناريو إلى استعراض سيرة حياة سالنجر كما لو أنه قراءة لصفحة من موسوعة ويكيبيديا. ونتيجة لذلك، لا تفتأ الشخصيات تذكرنا مرة تلو الأخرى بمشاعرها. ونسمع سالنجر يصرخ في مرحلة ما: "لقد جعلني الكتاب أسيراً... لقد كُبّلت بما صنعت يداي"!

في نهاية الفيلم تقريباً ، تقوم ناشرة كتاب سالنجر بإبلاغه أن العديد من المخرجين يسعون إلى الحصول على حقوق تحويل "حارس في حقل الشوفان" إلى عمل سينمائي، بينما يرفض سالنجر ذلك جملة وتفصيلاً. ويصر على أن الرواية "لن تنجح أبداً  كفيلم". إنها الجملة الأكثر مفارقة في الفيلم.

 

"ثائر في حقل الشوفان" متوافر للشراء أو المشاهدة عبر الإنترنت اعتباراً من اليوم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما