القيمة الإجمالية لعدد البتكوين هي 21 مليون حتى الآن، جرى تعدين (طرح) 18.368.638 منها، وهذا يمثل 87.4 في المئة من إجمالي العدد الكلي للعملة التي يُتوقع أن ينتهي الطرح الكامل لها في عام 2140، وذلك بحسب بروتوكول الطرح المتناقص للعملة الافتراضية.
أما سعرها الحالي فهو 9.913.36، بينما تبلغ قيمتها السوقية 182 مليار دولار، بحسب رصد محرك غوغل ارتفاع البحث عن ""Bitcoin Halving بـ300 في المئة مقارنة بالفترة نفسها قبل عام 2016، وهذا يعني اهتماماً متعاظماً بهذا الحدث الهام في سوق العملات الإلكترونية الذي تترقبه أسواق الأصول المشفرة في 12 مايو (أيار) الحالي.
آلية تخفيض المكافأة وتقليص حجم العرض
تتدفق البتكوين الجديدة على الشبكة الخاصة بنظامها عبر نظام المكافأة للذين يقومون بالمصادقة على صحة بيانات التحويل، والجهة التي تتمكن من إتمام مهمة تجميع العمليات الصحيحة في كتلة وربطها بالشبكة الرئيسة لنظام البتكوين تظفر بالمكافأة، والتي تكون محددة مسبقاً، والآن هي 12.5 بتكوين مقابل كل كتلة جديدة، بحسب نظام البتكوين، فخلال كل عشرة دقائق تتم عملية المصادقة على التحويلات وتخرج بعدها البتكوين الجديدة للنظام، للتحكم في المعروض كمياً يقوم هذا الابتكار التكنولوجي بتخفيض الكمية بـ50 في المئة بعد كل 210 آلاف كتلة جديدة (كل أربعة سنوات)، وهذا التخفيض المكافأة يُسمى "Halving".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأول عملية تخفيض كانت في عام 2012، وعندها تم التخفيض من 50 إلى 25 بتكوين مقابل كل كتلة جديدة، وعملية التخفيض الثانية كانت في يونيو (حزيران) 2016، وتم تخفيض المكافأة من 25 إلى 12.5 بتكوين، والمرة الثالثة تترقبها أسواق العملات المشفرة هذه الأيام في 12 مايو (أيار) الحالي، وعندها سيتم تخفيض مكافأة تعدين الكتل الجديدة من 12.5 إلى 6.25.
وتكتسب هذه العملية أهمية قصوى، حيث تقوي البتكوين كمفهوم نقدي انكماشي مقابل المفهوم النقدي التضخمي لنظام العملات التقليدية للبنوك المركزية، ويعتبر واحداً من البيانات الكبيرة التي يترقبها المتداولون.
تأثير تخفيض المكافأة على سعر البتكوين
الفكرة الرئيسة التي تقوم عليها هذه الآلية هي تقليل المعروض في السوق، وهذا عامل إيجابي يعزز من توازن العرض والطلب لصالح السعر والقيمة، وعندما حدث الـ"Halving" الأول في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 ارتفع سعر بتكوين من 11 دولاراً إلى ألف دولار، وعند الـ"Halving" الثاني في 10 يوليو (تموز) 2016 ارتفع السعر من 700 دولار إلى 20 ألف دولار، خلال 18 شهراً بعد تخفيض مكافأة التعدين.
ويأتي التخفيض الثالث في ظل مخاطر كبيرة تحيط بالاقتصاد العالمي جراء تداعيات انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، كما يأتي في ظل تطور سوق الأصول المشفرة ووجود أدوات متنوعة لم تكن موجودة في السابق من عقود مستقبلية واستثمارات مؤسساتية، لذا يُتوقع أن يختلف السلوك السعري للبتكوين هذه المرة، وربما نشهد بعض التسييل للمراكز، ومن ثم الارتفاع التدريجي كما حدث في المرات السابقة.
وأخيراً كان هناك تشابه في السلوك السعري للبتكوين والذهب، فمنذ عام 2019 تحولت العلاقة بينهما إلى علاقة طردية وأصبح سلوك البتكوين السعري شبيه بسلوك أدوات الملاذ الآمن التي يلجأ إليها المستثمرون مع ارتفاع المخاطر وعدم اليقين.
وفي تصريح نقلته وكالة "بلومبيرغ" قال بول تودور، مدير صندوق تحوط أميركي تحت إدارته 5.1 مليار دولار، إن بتكوين الآن عملة شبيهة بالذهب في حقبة السبعينيات عندما تم رفع غطاء المعدن الأصفر عن الدولار، وتصلح بتكوين الآن للتحوط مقابل التضخم الذي سينتج عن سياسات البنوك المركزية في التصدي لأزمة كورونا في جانبها الاقتصادي.
بتكوين وتداعيات أزمة كورونا
خلال أزمة انتشار وباء "كوفيد-19" تأثرت ثلاثة من أهم مراكز التداول والتعدين للبتكوين هي بكين (الصين)، وسيؤول (كوريا الجنوبية)، وهونغ كونغ (كوريا الجنوبية)، وتستحوذ على حجم التداول الأكبر (بتكوين-وان) مع الإغلاق، وتفيد الأنشطة الاقتصادية والتجارية خلال الفصل الأول من 2020 بتأثر حركة تداول الأصول المشفرة، بينما تستحوذ الصين على أكثر من 60 في المئة من القوة الحاسوبية في تعدين البتكوين.
ومع ارتفاع الـ"Hash Rate" وصعوبة وتعقيد عملية التعدين، تأثر أيضا نشاط المعدنين خلال الأشهر الأولى من العام الحالي بجائحة كورونا، وكانت التوقعات تشير إلى ارتفاع أسعار العملة المشفرة في الفصل الأول من هذا العام، وهذا لم يحدث واستمر التداول في نطاقات محدودة. ومع استمرار المخاوف بشأن الركود الاقتصادي المتوقع سيستمر الطلب على البتكوين بعد تخفيض مكافأة التعدين وهذا عامل آخر سيعزز من الطلب.
وأداء البتكوين منذ بداية العام يكشف أن هذه العملة تتفوق على باقي الأصول في الأسواق المالية، فالمكاسب السنوية لها بلغت 28 في المئة منذ بداية هذا العام، مقارنة بمكاسب الذهب التي بلغت 11.5 في المئة، بينما بلغت مكاسب الدولار الأميركي 7.6 في المئة، وخسر مؤشر "إس آند بي 500" نحو 11 في المئة، وبذلك تتفوق البتكوين في المكاسب مقارنة مع الأصول المالية، ويُتوقع أن يستمر هذا التفوق في ما تبقى من 2020.
