حتى مارس (آذار) 2020، كان مطار "غاتويك" أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم. واليوم، يفتح المحور الجوي الموجود في مقاطعة ساسكس البريطانية (رمزه LGW) أبوابه لثماني ساعات في اليوم، وقد يكون على وشك خسارة ثاني أكبر شركات الطيران التي تستخدمه، إذ تفيد الخطوط الجوية البريطانية بأنها قد لا تعيد فتح قاعدتها في مطار "غاتويك".
وفي رسالة موجهة إلى اتحاد "يونايت" العمالي اطّلعت عليها "اندبندنت"، تحدث المدير الإداري للشركة في "غاتويك"، آدم كارسون عن وجود "احتمال بأن ننظر في إغلاق عملياتنا في مطار غاتويك بالكامل. إن إمكانيات التعافي المبكر ضئيلة للغاية، حتى بعد انحسار الأزمة الصحية الحالية".
وأضاف، "نحن الآن أمام منعطف حاسم ويتعيّن علينا أن ندرس مقترحات للتغيير الهيكلي حتى تصبح أعمالنا في وضع جدير بالثقة، يسمح لها بالاستجابة، لما قد يشكّل بيئة تجارية تتّسم بالتحدي وعدم اليقين لفترة طويلة من الزمن".
وأغلقت الخطوط الجوية البريطانية عملياتها في "غاتويك" بشكل مؤقت قبيل نهاية مارس، إذ تسبب وباء فيروس كورونا في إغلاق قطاع الطيران.
ولا يزال لدى الشركة نحو ألف و900 موظف من أطقم الطائرات، بما في ذلك 352 من مديري خدمات العملاء، وقد مُنِحوا إجازات في إطار خطة الحكومة البريطانية للحفاظ على الوظائف.
وتشغل الخطوط الجوية البريطانية غالبية المخارج في مطار "هيثرو" الذي يُعَدُّ قاعدتها الرئيسة، وتعتزم أيضاً توحيد معظم عملياتها أو جميعها فيه. وإذا قررت شركة الطيران عدم استئناف عملياتها في "غاتويك"، فقد يجد بعض الموظفين عملاً في "هيثرو".
وحتى إذا قررت الشركة الحفاظ على وجود أصغر في مطار "ساسكس"، الذي عملت فيه 46 عاماً، فإنّ غالبية الموظفين سيصبحون فائضين عن الحاجة.
وفي أقل تقدير، تعتزم الخطوط الجوية البريطانية فصل أربعة من كل خمسة من كبار موظفي طواقم طائراتها. وستخفّض الوظائف الصغيرة بـ57 في المئة. وسيُنقَل فريق العمل الأرضي الذي يزيد عدد أفراده على 300 موظف إلى شركة "غاتويك للخدمات الأرضية" باعتبارها شركة مستقلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في رسالة الشركة إلى الاتحاد، أن "هذه المقترحات لا تزال في مرحلة مبكرة للغاية". لكن شركة الطيران تتوقع الاستغناء عن العمالة الزائدة في الفترة الممتدة بين منتصف يونيو (حزيران) ونهاية عام 2020.
ولا يستطيع الموظفون الذين يخسرون وظائفهم أن يتوقعوا سوى الحد الأدنى من التعويض. وأضافت شركة الطيران نفسها، "ستكون تكاليف تنفيذ برنامج معزّز للاستقالة الطوعية، باهظة في شكل مانع الآن".
وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية تخفيضات في عدد الوظائف على مستوى الشركة تطاول 12 ألف موظف من أصل 42 ألف موظف لديها، وفق أرقام الأربعاء الماضي، في عملية أُطلِق عليها "الاستعداد لمستقبل مختلف".
وزعمت الرسالة بأن الإعانات المقدمة إلى المنافسين تُعَدُّ عاملاً من العوامل، مضيفةً "يتلقى عدد من منافسي الخطوط الجوية البريطانية في أوروبا والعالم، مساعدات حكومية بأشكال مختلفة. وستُنشئ البيئة التنافسية الناجمة عن ذلك [الدعم]، سوقاً مشوهة، إذ قد يكون لدى بعض هؤلاء المنافسين القدرة على تحمل تراجع المبيعات وعرض أسعار أدنى".
وأردفت "نعتبر أن من شأن هذه التغييرات أن تسمح لنا بالحصول على قاعدة تنافسية ومستدامة على صعيد تكاليف الموظفين، وهذا من شأنه أن يلبي الطلب".
وتذكيراً، حازت الخطوط الجوية البريطانية حضوراً مهماً في مطار "غاتويك" منذ عام 1974. وتوسّعت الشركة بشكل كبير عندما استحوذت على "بريتش كاليدونيان" في 1987، كما حققت قدرة إضافية بشرائها "دان إير" في مقابل سعر رمزي بلغ جنيهاً إسترلينياً واحداً في 1992.
وحاضراً، تقدّم الخطوط الجوية البريطانية نطاقاً واسعاً من الوجهات الأوروبية والطويلة المدى، مع التركيز على الترفيه، في مقابل الاهتمام أكثر بقطاع الأعمال في قاعدتها بمطار "هيثرو". وتشمل الوجهات الرئيسة عدداً من مدن البحر المتوسط وولاية فلوريدا الأميركية والبحر الكاريبي.
ولا يملك المسافرون الذين حجزوا على متن رحلات للخطوط الجوية البريطانية من "غاتويك" سوى الانتظار حتى إخبارهم إذا كانت رحلاتهم ستنطلق. وإذا أُلغِيت هذه الرحلات ستكون الشركة ملزمة بتقديم خدمات بديلة، ربما من "هيثرو"، أو على متن رحلات لشركات طيران أخرى كـ"إيزي جت" أو "فيرجين أتلانتيك"، تنطلق من "غاتويك".
وسواء احتفظت الشركة بنوع من الحضور في مطار مقاطعة ساسكس أو لم تفعل، سيُحرَّر عدد كبير من المخارج التي كانت ثمينة في أيام مضت.
ومن بين إمكانيات أخرى، ربما تتوسع "فويلينغ"، وهي شركة طيران شقيقة للخطوط الجوية البريطانية في تكتل "مجموعة الخطوط الجوية الدولية"، فتستخدم عدداً كبيراً من تصاريح الهبوط والإقلاع في "غاتويك".
وقد ترغب "إيزي جت"، أكبر شركة طيران في "غاتويك"، في التوسع لملء الفراغ. لكن شركة أخرى كـ"جت2" من ليدز يمكن أن تؤسّس قاعدة لها في مطار ساسكس.
© The Independent