Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن بين أوباما وترمب

سياسة خارجية "انسحابية" وتحديات كبيرة في الانتظار

"وضع أميركا من جديد على رأس الطاولة مع الحلفاء والشركاء" (رويترز)

موسم الانتخابات الرئاسية طويل في أميركا ومحلّ رهانات في العالم، ولا يبدّل في الأمر أن خيار الناخب يتأثر بالسياسة الداخلية وحال الاقتصاد أكثر بكثير من السياسة الخارجية، ولا أن روسيا صارت تتدخل في انتخابات القوة العظمى التي تتدخل في كل البلدان، فالرئاسة الأميركية لا تزال مسألة ينظر إليها الحلفاء والخصوم باهتمام كبير، ولا أحد يعرف كيف تكون حال الاقتصاد في الخريف بتأثير كورونا، لكن الكلّ يعرف ما ينتظره إذا بقي الرئيس دونالد ترمب في البيت الابيض لأربع سنوات مقبلة، والسؤال في الشرق الأوسط وكل مكان هو، ما الذي يريد أو يستطيع أن يفعله المرشح الديمقراطي جو بايدن، إذا نجح، خصوصاً في السياسة الخارجية؟

كل الديمقراطيين أعلنوا الوقوف وراء مرشحهم، أبرزهم الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان بايدن نائباً له، والمنافسان "التقدميان" المنسحبان من المعركة بيرني ساندرز وإليزابيث وارن، وأكبر مهمة أمام وارن وساندرز هي إقناع مؤيديهما الشبان والشابات المتحمسين للضمان الصحي الشامل وفرض ضريبة على الثروة وتخفيف الأعباء عن طلاب الجامعات بالتصويت لمرشح وسطي تقليدي في السبعينات من العمر، أما بايدن الذي يسميه ترمب "جو النعسان" ويصف هو الرئيس الجمهوري بأنه "أكبر خطر وجودي على أميركا "، فإنه قدّم تصوره في مقال نشرته "فورين أفيرز" تحت عنوان "أميركا يجب أن تقود ثانية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والواقع من حوله مملوء بالتصورات، وراء رئيس يدعمه مارس سياسة "القيادة من المقعد الخلفي" التي وصفها مستشار الأمن القومي الحالي روبرت أوبراين بأنها "كارثة".

وأمامه رئيس ينافسه يمارس سياسة التخلي عن الدور القيادي الأميركي في العالم، سواء من المقعد الأمامي أو من المقعد الخلفي، وأصوات الخبراء متعددة كما ظهر في محور نشرته "فورين أفيرز" تحت عنوان "عودي إلى البيت يا أميركا".

توماس رايت انتقد "الخندقة" ورأى أن أميركا"، لا تستطيع الانسحاب من العالم، لكن عليها أن تحوّل اهتمامها "من مكافحة الإرهاب وضمان الإصلاح في الشرق الأوسط إلى التنافس الكبير مع الصين وروسيا".

ستيفن ويرثيم قال إن تعبير "الهيمنة الليبرالية مضلل" لأن أهداف أميركا كانت "أكثر هيمنة وأقل ليبرالية"، بالتالي يجب على أميركا ألا تسيطر على العالم.

غراهام أليسون دعا إلى "مشاركة الكون مع القوى الكبرى الأخرى"، وفي رأي ميرا راب هوبر وربيكا فريدمان ليسنر، فإن "النظام الليبرالي العالمي الذي ساد بقيادة أميركا بعد الحرب العالمية الثانية لن يستعاد بعد رحيل ترمب"، لكن الممكن هو "إنقاذ تحالفات أميركا"، فما الذي قاله بايدن؟

المرشح الديمقراطي رفع شعار "إنقاذ سياسة أميركا الخارجية" بعد ترمب، لأن "التحديات تعاظمت بمقدار ما تسارع تقدم السلطوية والقومية واللاليبرالية"، وكان تركيزه أولاً على "إصلاح ديمقراطيتنا في الداخل، وتقوية تحالف الديمقراطيات التي تقف معنا، وفي سنتي الأولى في المنصب سأدعو إلى قمة كونية من أجل الديمقراطية"، وثانياً على "تجهيز الأميركيين للنجاح في الاقتصاد الكوني لأن الأمن الاقتصادي هو أمن قومي".

أما أجندة سياسته الخارجية، فإنها "وضع أميركا من جديد على رأس الطاولة مع الحلفاء والشركاء"، وفي التفاصيل، قال إنه يجب إعادة أكثرية قواتنا من أفغانستان والشرق الأوسط إلى البلاد، وتحديد مهمتنا بهزيمة "داعش" و"القاعدة"، ووقف أي دور لنا في حرب اليمن".

والترجمة البسيطة لذلك هي: شيء من أوباما، شيء من ترمب نفسه، وشيء يحاول بايدن أن يتميز به، والامتحانات أمامه كبيرة، من الاتفاق النووي مع إيران إلى تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، ومن استعادة الثقة الخارجية المفقودة بأميركا التي لم تعد تطمئن الحلفاء ولا تخيف الأعداء إلى الخروج من سياسة ترمب الذي قال للحلفاء "ادفعوا لكي نحميكم"، كأن أميركا بندقية للإيجار.

وكما في الحروب كذلك في السياسة، القاعدة، لا الاستثناء، وهي أن تنفيذ الخطط نادراً ما يتم كما جرى وضعها سلفاً، والامتحان القريب والأساس قبل كل الامتحانات هو في الخريف موعد الانتخابات، ومن الوهم التقليل من براعة ترمب في إدارة الحملات.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء