اعتمدت السويد نهجاً مختلفاً يتمثل في إبقاء المدارس والحانات والمطاعم والمتاجر مفتوحة طوال الأزمة، في حين ما زال جزء كبير من أوروبا يعيش في ظل الإغلاق التام في إطار معركة القارة مع تفشي فيروس كورونا.
فقد تبنت الدولة الإسكندنافية إجراءات "تقوم على الثقة"، فنصحت المسنين بتجنب التواصل الاجتماعي وأوصت الناس بغسل أيديهم، والحفاظ على تباعد اجتماعي، والعمل من المنزل إذا أمكن، وتجنب السفر.
وأشار أندرز تيغنيل، عالم الأوبئة الحكومي في البلاد، إلى "صعوبة في فهم" ما قيل عن أن تنفيذ إجراءات إقفال مماثلة لما فعلته بلدان أخرى كان من شأنه أن يخفض معدلات الوفيات جراء الإصابة بكوفيد-19 في الدولة الاسكندنافية. وقال إن نصف الوفيات جرّاء فيروس كورونا في البلاد سُجِّلت في دور الرعاية، حيث حُظِرت الزيارات سلفاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف تيغنيل في مقابلة أجراها معه برنامج "توداي" الإخباري الذي يبثه "راديو فور" التابع لـ "هيئة الاذاعة البريطانية" (بي بي سي)، "إن ما لا يقل عن 50 في المئة من حصيلة الوفيات لدينا حصلت في دور المسنين، ووجدنا صعوبة في فهم كيف يمكن للإغلاق أن يمنع وصول المرض… كان لدينا سلفاً قانون يحظر مجيء الزائرين إلى دور المسنين. بيد أن المتقدمين في العمر يحتاجون إلى رعاية مستمرة، ويحتاجون إلى أشخاص كثر يروحون ويجيئون من أجل العناية بهم. لذلك ليس من الواضح بالنسبة لنا حقيقة ما إذا كان الإغلاق سيتكفل بالحد من انتشار الفيروس ومن الوفيات أم لا. إنه سؤال صعب ولا أعتقد بأننا نملك الإجابة عليه، وأستبعد أن نحصل على الإجابة الكاملة في يوم ما".
وأوضح تيغنيل أن السويد قد تواجه موجة ثانية من الفيروس بشكل أفضل من البلدان الأخرى، لأن إجراءاتها يمكن أن تستمر لفترة أطول مقارنة بتلك الأكثر صرامة التي تتمثل بالإغلاقات المطبقة في كل أنحاء العالم.
وقال عالم الأوبئة الرئيس "لدينا أيضاً إجراءات نستطيع أن نواظب عليها لفترة طويلة. لذلك أعتقد بأن الجزء الآخر من تبريرنا هو أننا نريد إجراءات مستدامة إذا كنا في حاجة إلى الاستمرار في تطبيق تدابير الكبح والتخفيف التي ننفذها الآن. إن بوسعنا تطبيق هذه الإجراءات لفترة طويلة لأن مدارسنا ما زالت مفتوحة، ومجتمعنا في جزئه الأكبر يعمل، ولكن على مستوى جديد مناسب للأزمة. لذلك، إذا بدا وكأننا سنواجه موجة ثانية لتفشي الفيروس في الخريف وتسجيل العديد من الحالات، سيكون بوسعنا أن نواصل بسهولة القيام بما نقوم به اليوم".
يذكر أن الاستراتيجية التي تتبناها السويد تتلخص بإبطاء انتشار المرض بالقدر الكافي للسماح للمستشفيات بالتأقلم معه.
وقال تيغنيل إن 20 في المئة على الأقل من أسرّة العناية المركزة كانت متوافرة في كل أنحاء البلاد خلال استجابتها للوباء.
وتسبب فيروس كورونا بإصابة 17567 شخصاً ووفاة 2152 آخرين في السويد. وهددت السلطات السويدية يوم الجمعة الماضي بإغلاق الحانات والمطاعم التي لا تتبع التوصيات الخاصة بالتباعد الاجتماعي.
وقال وزير الداخلية ميكائيل دامبرغ في مؤتمر صحافي، "نرى تقارير مثيرة للقلق حول تناول الطعام والازدحام الكاملين في الهواء الطلق. اسمحوا لي أن أكون واضحاً للغاية. لا أريد رؤية أي مطاعم مزدحمة في الهواء الطلق".
في هذه الأثناء، طلبت الحكومة السويدية من البلديات الـ290 في البلد أن تقدم تقريراً عن طرق اتباع المطاعم والمقاهي نصيحة "هيئة الصحة العامة". وقال دامبرغ "يجب اتباع هذه الإرشادات وإلا ستُغلَق المرافق التي لاتطبقها".
© The Independent