Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يمنع الكتاب من الاحتفال بيومه العالمي

بيان تحذيري لاتحاد الناشرين الدوليين وعلى العرب مواجهة التحديات وحل أزمة النشر سيكون إلكترونيا

 المكتبات مغلقة والقراء في الحجر المنزلي (موفع مكتبات)

في 23 أبريل (نيسان) من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للكتاب. واليوم يشهد الكتاب في العالم العربي والعالم أسوأ أحواله ومن نواح كافة، وفي طليعتها حركة النشر.

لم يكن يكفي الناشر العربي في السنوات الأخيرة تراجع مبيعاته، بخاصة في معارض الكتب، بسبب الأوضاع الاقتصادية والمالية، حتى جاءته  الضربة القاضية من وباء كورونا. المعارض توقّفت، المكتبات أغلقت، توزيع الكتاب الورقي توقّف. وانعكس هذا الأمر على  الكتّاب والباحثين وإن أتاح لهم الحجر الصحي الانصراف إلى كتاباتهم. إلّا أنّ إنتاجهم لم يعد متاحاً نشرُه بسبب أوضاع النشروالناشرين والتوزيع وحركة الشراء والمبيع.فالكتاب مثل كل السلع يرتبط بسياسة السوق، ول أن الكتاب يمثل قيمة ثقافية وإنسانية كبيرة. 

هذه هي حالنا في العالم العربي... نترك الأزمة تداهمنا، فننصدم ونحتار في كيفية إيجاد الحلول. والسؤال الآن، هل يبقى الناشرون متفرجين ومشلولي الحركة؟

ولعل نظرة الى ما يحصل في العالم الغربي خصوصاً، تمنحنا فكرة واضحة عن الأزمة وكيفية التعاطي معها او مواجهتها.

فور انتشار الوباء في العالم، هبّ كبار الفاعلين في صناعة النشر الدولية إلى التشاور وعقد الاجتماعات الافتراضية، للتباحث حول مواجهة النتائج السلبية لهذا الوباء ولتفادي انهيار صناعة النشر، وما يمكن أن يتأتّى عن ذلك من إفلاسات للناشرين والعاملين في قطاع النشر والمكتبات، وأيضاً للكتّاب والباحثين، إضافةً إلى ما يمكن أن يتأتّى من المشاريع الصالحة لتطوير هذه الأعمال في المستقبل. أما في العالم العربي، فكانت الجهود في هذا المجال فردية، ومن دون دعم يُذكر من القطاع العام، ومن دون تخطيط لرؤية مستقبلية تعتمد على الترويج الحقيقي لإبداعات شبابنا ومفكّرينا. 

تجربة الغرب

أما الآن، فيمكن أن نستفيد من تجربة الغرب، فنبادر إلى التخطيط للعمل عبر الإنترنت. وليكن العمل جماعياً ليستفيد منه كل العالم العربي. ذلك أن التنمية والاستثمار المادي على أهميتهما، يصيران رديفين لإظهار الأهمية الفكرية والإبداعية للمؤلفين والكتّاب.

 قبل  انتشار الوباء، كان قسم من حركة النشر الدولية يعتمد على النشر الرقمي من خلال الكتاب الإلكتروني، والكتاب السمعي، والتوزيع عبر الإنترنت، إضافةً إلى نوادي الكتب. من خلال ذلك، تأمّنت الأرضية المناسبة وسمحت باستمرارية قطاع الثقافة والنشر في العالم الغربي، القطاع الذي من المؤكد أنه بدأ ينعكس إيجاباً على القارئ العربي ويمهّد لتسهيل ازدياد القراء ويحفّز اهتمامات الجهات الرسمية الداعمة للقيام بكل ما له علاقة بالحصول على المعرفة، خصوصاُ الكتاب الإلكتروني. لقد بدأ في هذه الآونة تنظيم المهرجانات الثقافية والنشاطات للأطفال واليافعين عبر الإنترنت. بدأ ذلك في الظهور كأحد النشاطات المهمة في مهرجان الشارقة القرائي وبعض نشاطات معرض أبو ظبي للكتاب وجوائز الشيخ زايد للكتاب. 

لا شك في أن هذه الفترة ستمضي، ونرجو أن لا تكون طويلة، قبل أن تعود معارض الكتب إلى سابق عهدها، بخاصة لجهة انتقال الأفراد، ما يعني أن خلال الفترة المقبلة لا إمكانية للعمل إلّا عبر الإنترنت. لذلك علينا دعم وتعزيز دور المؤسسات التي تروّج الكتب عبر الإنترنت، إضافةً إلى التعاون مع المؤسسات الدولية التي تنظم داتا لكل مَن ينشر، وتسهّل بيع وشراء الحقوق عبر الشبكة العنكبوتية. من هنا، يمكن التأكيد على أهمية وضع استراتيجية رقمية لكل دار نشر لتكون حاضرة على خريطة النشر الإلكتروني. وصارت الحاجة ملحّة إلى شركات توزيع الكتاب الإلكتروني والسمعي، إضافةً الى شركات بيع الكتاب الورقي عبر الإنترنت، على الرغم من الصعوبة في توزيعه في الوقت الحاضر بسبب الحجر والإقفال.

وفي هذا المجال، من المهم التركيز على المؤلفين وإتاحة الفرصة لهم، عبر وسائل تقنية جديدة وحديثة، للظهور عبر الإنترنت والاتصال بالقرّاء والتعريف بكتبهم.

هنا لا بد من مناداة اتحاد الناشرين العرب وحثه على تكثيف جهوده والتخطيط للمستقبل وطلب المساعدة  من المؤسسات الثقافية الرسمية العربية لكي توظّف الميزانيات التي كانت مخصصة للمشاركة في المعارض الدولية  في دعم الناشر الذي تبدّلت طرق عمله، فأصبح العمل عبر الإنترنت هو الأساس، وكل ما عدا ذلك توابع. ولعل البيان الذي أصدرته الإدارة العامة لاتحاد الناشرين العرب قبل أسبوعين لا يكفي، مع أنها أوردت فيه أفكاراً مهمة.

إنّ كبرى المؤسسات المهنية الدولية التي تهتم بالكتاب وجهت نداءً بمناسبة اليوم العالمي للكتاب إلى حكومات العالم لدعمه وجاء في البيان:"نحث الحكومات في كل أنحاء العالم على الاعتراف بأهمية الكتب وحقول التعلم والمحتوى المهني والعلمي، ودعم ذلك والإحتفال به من خلال التحفيز الاقتصادي لدعم قطاعات النشر الخاصة به والشؤون القيّمة التي تحيط بالكتاب". واضاف البيان:"أثّر فيروس كورونا تأثيراً كارثياً على الناس في كل مكان. فالإقتصادات تتوقف ولا أحد يعلم على وجه اليقين، متى سنعود الى حياتنا الطبيعية، أو حتى ما إذا كان ذلك ممكناً، كما كان له تأثيرمدمرعلى الصناعات الإبداعية في العالم بما في ذلك قطاع الكتب. وقع البيان رؤساء اتحادات قطاعات عدة تعنى بالكتاب والنشر وفي مقدمهم رئيس الإتحاد الدولي للناشرين هيغو سيتزر.

خبراء دوليون

وعلى ضوء ما تقدم، استشهد بأقوال خبراء دوليين في صناعة النشر حول مستقبل الكتاب والمصاعب التي ستواجه هذا القطاع:

كلوديا كيزر، نائب رئيس معرض فرانكفورت للكتاب للتنمية والتطوير: يجب على اتحادات النشر في العالم أن تضغط على حكوماتها لتسهم في إنعاش صناعة النشر ودعمها، كإعفائها من الضرائب وتخفيض كلفة شحن الكتب.

إيما هاوس، الخبيرة الدولية في صناعة النشر : "إنّ أي دار للنشر ليست لها استراتجية للنشر الإلكتروني، يجب أن تبادر فوراً إلى البدء بذلك".

 برايان أولري، المدير التنفيذي لمجموعة الدراسات لصناعة الكتاب ومركزها نيويورك: "إن مستقبل الكتاب بعد أزمة كورونا غير واضح. ولكن ممّا لا شك فيه أن قطاع المكتبات قد تضرّر، كما أنه من غير المعلوم متى ستعاود معارض الكتاب حركتها وإن كان الكتاب الإلكتروني والسمعي سيتفوّق على صناعة الكتاب الورقي".

 ستيفن روزاتو، المدير التنفيذي لشركة أوفر درايف، الأولى في العالم في صناعة الكتاب الإلكتروني وتوزيعه: "إن مبيعات الشركة قد تصاعدت بشكل كبير، بخاصة الكتب التعليمية". 

المزيد من ثقافة