Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حماية الأشجار في مبادرات تشمل ليبيا والبرازيل

الأشجار الخضراء ثروة تتآكل باستمرار. يهتم نشطاء في البيئة بأمر حمايتها. لنتحدث عن مبادرتين في ليبيا والبرازيل.

لا بقاء للبشر إن زالت الأشجار (موقع "بيك دان. نت")

يعرف نشطاء البيئة أن البشر تجاوزوا حدودهم في استهلاك موارد الطبيعة بما يفوق قدرتها على التجدد. وفي السنوات الأخيرة، صارت الموارد السنوية تستهلك قبل انقضاء العام بثلاثة شهور. وتعتبر هذه البداهة من المحفّزات الأساسيّة للعمل البيئي، خصوصا ًالمبادرات الرامية إلى الحفاظ على موارد الطبيعة وتعزيز استدامتها وتجدّدها. وتعطي الأشجار مثلاً على الموارد الطبيعيّة الأخذة في التآكل. وضمن جهود أخرى، برزت مبادرتان للحفاظ على الأشجار الخضراء في ليبيا والبرازيل.

وعلى مدار عقود طويلة، دأب النظام السابق للعقيد معمر القذافي على الربط بين توجّهاته واللون الأخضر. ولعل إطلاق تسمية "الساحة الخضراء" على الساحة الرئيسة في العاصمة نموذجاً عن ذلك.

وفي زمن ما بعد القذافي، تحاول مجموعات شبابية ليبية التخلص من الذكريات القديمة وكذلك تجاوز "الذكريات" الجارية حاضراً في البلد الذي انتقل من الديكتاتورية إلى التمزق الوطني والصراعات القبائلية المتشابكة مع مصالح دول عدة.

وتهدف تلك المبادرة التي يشارك فيها مئات المتطوعين إلى زراعة آلاف الأشجار في أنحاء البلاد ضمن محاولة لاستعادة النباتات والأشجار التي قُطعت أو أُزيلت في السنوات الأخيرة.

وعلى مدى العامين الماضيين، عملت حملة ("غصون") على زرع أشجار وشتلات صغيرة في الغابات المستنزفة ومناطق جرداء. وبيّنت الحملة أنها تمكنت حتى الآن من زراعة ما يقرب من ستة آلاف شجرة في إطار سعيها لزراعة 25 ألف شجرة في 2019. وكذلك تهدف الحملة إلى زيادة الوعي العام بأهمية الغطاء النباتي.

وأوضح أنور بوزعنين المشرف على حملة (غصون) أنها تسعى لتحقيق أهداف اجتماعية وبيئية متنوّعة، إضافة إلى رفع الوعي بأهمية البيئة، وحثّ المواطنين على المساهمة في زيادة مساحات الغابات في البلاد الصحراوية أساساً.

في السياق ذاته، أفاد مسؤولون في حملات إعادة التشجير بأن ليبيا شهدت في السنوات الأخيرة موجة من إزالة الغابات، حدث بعضها على يد فصائل مسلحة كانت تشغل أراضيها في أوقات النزاع، مما أدى إلى تلف الأشجار فيها.

ولاقت حملة ("غصون") دعماً كبيراً، بل منحت بعض الشركات موظفين لديها عطلة كي يتمكنوا من المشاركة في مشاريع إعادة التشجير.

 ونقلت وسائل إعلاميّة عن متطوع في تلك الحملة قوله: "كلنا نعرف أن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى وتعطي الأكسجين، والأكسجين هو الهواء الرئيس للتنفس عند الإنسان، ونتمنى أن تنهض البلديات كلها بمبادرات مماثلة، بل تضاعف أعدادها... والنقطة الأهم للمواطن الليبي إنه يحافظ على هذه الأشجار، خصوصاً الرُعاة الذين يهتمون بالحيوانات والمواشي ويعرفون مدى فائدة الأشجار لقطعانهم".

 

أصداء مماثلة من البرازيل

في الآونة الأخيرة، أزيلت عشرة آلاف شجرة في منطقة مصراتة الليبية، إضافة إلى  إزالة ثلاثة آلاف شجرة في محيط مدينة زليتن الليبية. وفي المقابل، امتدت حملة مكافحة التصحر والتشجير إلى المدارس حيث يُعلّم الأطفال حب الأشجار وزراعتها. ولاحظ ناشط بيئي ليبي آخر ينتمي إلى جمعية ("محبو الشجرة") وهو يشرف أيضاً على تعليم الأطفال الزراعة، أنّه يعمل على نقل محبة الأشجار إلى تلامذة المدارس، ما ينسج علاقة عاطفية بين البشر والبيئة.

على مسافة بعيدة من ليبيا، تلقت البيئة دفعة إيجابيّة أخرى صغيرة، لكنها مهمة نظراً لأنها تأتي من البلد الذي تضم أراضيه "غابات المطر" الأضخم في الكرة الأرضيّة.

إذ أوضح وزير البيئة البرازيلي أن الرئيس جاير بولسونارو يؤيد بقاء البرازيل في "اتفاق باريس عن المناخ- 2015"، على الرغم ممّا يعرف عنه من تأييد للرئيس دونالد ترمب الذي انسحب من تلك الاتفاقيّة بعيد وصوله إلى البيت الأبيض في 2017.

وقبل فوز بولسانارو بانتخابات الرئاسة، صرّح في غير مناسبة أنّه يعتزم الانسحاب من "اتفاق باريس" عن المناخ، لكنه عاد ليتحدث عن استمرار بلاده الالتزام بذلك الاتفاق، لكنه اعتبر ذلك أمراً موقتاً يمكن إعادة النظر فيه مستقبلاً.

المزيد من بيئة