Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حالات الانتحار في إنجلترا تصل إلى مستوى غير مسبوق

تظهر البيانات "المثيرة للقلق" أن شمال شرقي إنكلترا سجل عدداً من حالات الوفاة الناجمة عن إيذاء النفس يفوق أي منطقة أخرى في البلاد

منازل للعزل في بريطانيا رفعت صورة قوس قزح والأمل بالنجاة من كورونا، لكن دواخلها عانت انتشار الانتحار قبل الفيروس (أ.ف.ب.)

كشفت أرقام جديدة أن عدد حالات الانتحار المسجلة في إنجلترا ارتفع إلى مستوى قياسي بعد زيادته بنسبة الربع في غضون عامين.

وتظهر البيانات التي نشرها "المكتب الوطني للإحصاء" أن 1413 حالة وفاة ناجمة عن إيذاء النفس قد سُجلت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019، مقارنة بـ  1130 حالة وقعت في الفترة نفسها من عام 2017 - أي بزيادة بنسبة 25 في المئة

ووصل معدل الانتحار في الربع الأخير من عام 2019 أعلى مستوى له خلال 19 عاماً، إذ بلغت نسبة المنتحرين 11.4 شخصاً من بين كل 100 ألف نسمة، وفقاً للأرقام المعلنة. وكان ثلاثة أرباع الضحايا (74 في المئة) من الذكور، فيما شهدت الفئة العمرية  50 -54 سنة العدد الأكبر من حالات الوفاة انتحاراً.

على الصعيد الإقليمي، سجلت حالات الانتحار في  شمال شرقي إنجلترا أعلى نسبة في البلاد وصلت إلى 12.8 حالة بين كل 100 ألف شخص، مقارنة بـ 8.4 في لندن و8.5 في الشمال الغربي، من أصل العدد نفسه.

وفي يوليو(تموز) 2018، خُفّض مستوى الدليل المعياري الذي استخدمه الأطباء الشرعيون في إنجلترا وويلز لتحديد ما إذا كان سبب الوفاة هو الانتحار، الأمر الذي حذّر "المكتب الوطني للإحصاء" من أنه سيؤدي إلى زيادة عدد الوفيات المسجلة على أنها انتحار، وربما يخلق انقطاعاً في السلاسل الزمنية.

وقالت الدكتورة إليزابيث سكوكروفت، وهي رئيسة قسم البحوث في جمعية "ساماريتانز" الخيرية المعنية بالمساعدة على الحدّ من حوادث الانتحار، إن "كل واحدة من هذه الوفيات هي عبارة عن مأساة تدمر العائلات والأصدقاء والمجتمعات. الانتحار معقد ونادراً ما يحدث بسبب عامل واحد... قد يعاني الكثير منا من مشاعر انتحارية خلال حياتنا لكنها مؤقتة، حتى لو كان شخص ما يشعر بالضعف أو القلق أو يعاني من أجل التأقلم لفترة طويلة من الزمن. هنا تكمن الأهمية الكبيرة للحصول على النوع المناسب من الدعم في الوقت المناسب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما جيف هيز، رئيس السياسة الصحية والتأثير في منظمة "مايند" الخيرية للصحة العقلية، فقال إن الزيادة في حالات الانتحار "مقلقة"، مضيفاً "نخسر آلافاً عدة من الناس بسبب الانتحار كل عام، وبخاصة الرجال، فهم ضحايا ثلاث وفيات بالانتحار بين كل أربع. الأسباب التي قد يختارها شخص ما لإنهاء حياته كثيرة ومعقدة ومتنوعة".

وتابع هيز موضحاً أن جائحة فيروس كورونا سلّطت الضوء على أهمية توفير خدمات الصحة العقلية لأي شخص يحتاج إليها، لأن المجتمع يحارب هذه الأزمة على المستويات كافة، بما في ذلك الحكومة وخدمة الصحة الوطنية والجمعيات الخيرية والشركات التجارية والمجتمعات والعائلات والأفراد.

وأضاف "ندرك أن موظفي خدمة الصحة الوطنية الذين يعملون بجد على الدوام، يواجهون حالياً أكبر تحدٍ عرفوه حتى الآن، إذ يتعاملون مع حالات الطوارئ العاجلة التي تشهدها المناطق كافة. لا توجد طريقة طبيعية للاستجابة عاطفياً للوباء، وليس هناك دليل قواعد يمكن الرجوع إليه في هذا الوضع، ولا يمكن التقليل من تأثير الصحة العقلية فينا جميعاً".

وزاد هيز "لهذا، من الضروري أن تكون خدمات الصحة النفسية متاحة لكل من يحتاج إليها، قبل أن تتفاقم أحوال الناس ويتعرضون لأزمة، مما سيزيد الضغط على خدمة الصحة الوطنية، بالإضافة إلى تعريض حياة البعض للخطر. إن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين أنهوا حياتهم بأيديهم قد طلبوا دعماً لصحتهم العقلية خلال الأشهر الاثني عشر التي سبقت الانتحار، وبات الحصول على  دعم كهذا حالياً أشد صعوبة بكثير مما مضى".

إذا كنتم تعانون من مشاعر الضيق والعزلة، أو تجدون صعوبة في التأقلم، اطلبوا الدعم من  جميعة ساماريتانز الخيرية، إذ سيمكنكم التحدث بشكل موثوق إلى شخص ما مجاناً عبر الهاتف من خلال الاتصال على الرقم 123 116 (من المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا)، أو بتوجيه رسالة بالبريد الإلكتروني إلى [email protected] ، أو بزيارة الموقع الإلكتروني للجمعية للعثور على تفاصيل عن أقرب فروعها إليكم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار