Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواكب لاستقلال القضاء والسودانيّات يُلوِّنَ الاحتجاجات بـ"الأبيض"

البشير يتودّد للشباب بالرياضة والمهدي يطالبه بالتنحّي 

البشير والصادق المهدي (اندبندنت عربية)

خرجت مواكب في مناطق مختلفة بالخرطوم يوم الاحد أُطلق عليها اسم "موكب استقلال القضاء" رفضاً لحالة الطوارئ والأحكام الصادرة بموجبها. وأفرجت السلطات السودانية عن عشرات الموقوفين تمهيداً لفتح حوار مع قوىً معارِضة. 

 
"موكب استقلال القضاء"
ودعا "تجمّع المهنيين السودانيين" إلى تظاهرات أُطلق عليها اسم "موكب استقلال القضاء"، رداً على أحكام صدرت بحق متظاهرين بالسجن ودفع غرامات مالية لمخالفتهم أوامر الطوارئ التي أصدرها الرئيس عمر البشير الاثنين الماضي.
في السياق نفسه، أفاد "التحالف الديموقراطي للمحامين" بأن محاكم الطوارئ في مدن عدة في العاصمة الخرطوم أصدرت أحكاماً متفاوتة على مئات المتظاهرين بتهم زعزعة الأمن والتخريب والازعاج العام وإثارة الشغب. وقضت المحاكم بمعاقبتهم بالسجن من أسبوعين إلى ستة أشهر، ودفع غرامات بمبالغ مختلفة، فضلاً عن شطب الادعاء في مواجهة أغلبيتهم.
وقال شهود إن مواكب شارك فيها العشرات خرجت في مناطق الكلاكلة جنوب الخرطوم، وشمبات والحلفايا في الخرطوم بحري، وأحياء المسالمة والعمدة وودنوباوي وابوروف في أم درمان، ثانية مدن العاصمة، إلا أن القوات الأمنية فرّقتها بالغاز المسيل للدموع والهراوات، واعتقلت متظاهرين.
 
السودانيات يُلوِّنَ الاحتجاجات بـــ"الأبيض"
 
من جهة أخرى، انتشرت مئات الصور لسودانيات على منصات التواصل الاجتماعي بالأثواب التقليدية البيضاء، تلبيةً لدعوات أطلقها ناشطون، تعبيراً عن مناصرة الحراك الاحتجاجي في البلاد، ورفضاً للقمع والعنف ضد النساء، وذلك قبل أيام قليلة على "اليوم العالمي للمرأة" الذي يصادف في الثامن من مارس (آذار) الحالي.
واستمرت احتجاجات طالبات "جامعة الأحفاد للبنات" اللواتي ظهرن في وقفات عدة ومواكب احتجاجية بالأثواب البيضاء. وتُعدّ النسوة في السودان ركيزةً رئيسة في الاحتجاجات الشعبية التي دخلت شهرها الثالث.
 
 
واشنطن تدين القوة المفرطة
 
في موازاة ذلك، جددت السفارة الأميركية في الخرطوم الأحد، إدانتها استخدام قوات الأمن السودانية القوة المفرطة ضد المتظاهرين في مختلف مدن السودان.
وأعلنت السفارة الأميركية في بيان نُشر على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن لقاءات أجرتها عبر صفحتها مع سودانيين لمناقشة الفرص والمخاطر، وذلك في إطار جهودها لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين. وأكدت السفارة الأميركية مشاركتها في تعزيز احترام حقوق الإنسان في السودان.
 
الإفراج عن موقوفين
 
في غضون ذلك، أفرجت السلطات في ولايات شمال كردفان وغرب كردفان ومناطق أخرى عن عشرات الموقوفين، وسط تسريبات عن اعتزام البشير اطلاق موقوفين من قياديين في أحزاب معارِضة تمهيداً لإدارة حوار يؤدي إلى تسوية في البلاد.
وقدّم "الحزب الاتحادي الديموقراطي" رؤيةً لانهاء الأزمة الحالية في البلاد، تقوم على حلّ البرلمان وتعيين جمعية تأسيسية لإعداد الدستور الدائم، مطالباً كذلك بإطلاق المعتقلين السياسيين.
وحذّر الأمين العام المكلّف للحزب الاتحادي الديموقراطي، وزير الداخلية السابق، أحمد بلال عثمان من دفع البلاد نحو المجهول والانزلاق في مربع الكراهية والحرب. واستبعد بلال عثمان خلال لقاء مع قيادات حزبه، اجراء الانتخابات في موعدها. وقال "لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في العام 2020  في ظل هذا المناخ المحتقن".
وكشف عثمان عن قرارات مرتقبة للبشير ستخفف من الاحتقان وتسمح بالخروج "من حالة الاحتراب والكراهية وتصب في خانة الإصلاح". واعتبر بلال أن تسليم البشير مهماته الحزبية لنائبه أحمد هارون، "دليل صدق على أنه رئيس للجميع". وزاد "الأيام حبلى بكثير من القرارات للرئيس".
 
البشير يتودّد للشباب بالرياضة
 
من جهته، أكد الرئيس السوداني أن العام 2019 سيكون "عام شباب السودان"، وأنه سيولي الرياضة عنايةً فائقة، في وقت تتواصل التظاهرات المطالِبة برحيله.
وحاول البشير التودّد إلى الشباب السوداني، الأحد، خلال زيارة تفقدية إلى مدينة السودان الرياضية برفقة مسؤولين ورياضيين.
وأكد البشير أن افتتاح المدينة الرياضية رسمياً سيكون بعد ثلاثة أشهر باحتفال خاص وتنافس فرق سودانية في دورةٍ خاصة تُسمى دورة المدينة الرياضية، كما ستكون هناك كأس خاص بالمدينة الرياضية.
وحثّ البشير المسؤولين على الاهتمام بمراكز الشباب وصيانتها وإعدادها وتأهيلها لتستوعب النشاط الشبابي والاهتمام أيضاً بملاعب "الخماسيات" (كرة قدم مصغّرة). كما حثّ الولاة على تخصيص أكبر قدر من المساحات لاستيعاب مثل هذه الملاعب، "من أجل ملء وقت الشباب بعمل مفيد".
وكان البشير أولى الشباب جزءاً مهماً من خطابه الذي أعلن فيه حل الحكومة وفرض حالة الطوارئ لمدة سنة في أنحاء البلاد.
 
 
المهدي يطلق "كبسولة التحرير"
 
في المقابل، طالب زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، الرئيس البشير بالتنحي عن سدة الحكم. كما عرض إجراءات أخرى قال إنها "يمكن أن تمهد للخروج من المواجهة الحالية بين الجيش والشعب". 
واقترح المهدي في كلمة أمام ملتقى لقيادات حزبه في الخرطوم "وصفة" لمعالجة الأزمة التي تشهدها البلاد حالياً تحت مسمى "كبسولة التحرير"، وجّه فيها نداء إلى البشير لترك السلطة إفساحاً في المجال أمام قيام "نظام جديد يحقق سلاماً عادلاً وشاملاً وتحولاً ديموقراطياً بصورة قومية وبلا مخاشنة".
ودعا المهدي الرئيسَ السوداني إلى اتخاذ إجراءات تضمن مخرجاً آمناً للأزمة، في مقدمها رفع حالة الطوارئ وإيقاف أعمال البطش والتعذيب والقتل والضرب والاقتحامات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد مدنيين سلميين عزل، مع إطلاق سراح كل المعتقلين.
كذلك حضّ الزعيمُ المعارض البشيرَ على ابداء استعداد للقاء ممثلي القوى الشعبية والمهنية والمدنية المطالبة بنظام جديد للاتفاق على تفاصيل العبور نحو المرحلة الجديدة.
وأعلن المهدي الذي يترأس أيضاً تحالف "نداء السودان" المعارض، رفضه إعلان الطوارئ الذي يؤدي إلى ممارسة مزيد من البطش في مواجهة حركات مدنية سلمية، وتمنح السلطات حصانةً لإجراءاتها.
كما اعترض على ما سماه "عسكرة الإدارة" "لأنها تعني وضع المؤسسة العسكرية بوجه الشعب المدني".
وكان حزب الأمة القومي أعلن موعد ندوة لقوى "إعلان الحرية والتغيير" مساء السبت الماضي، في مقره بأم درمان، لكن قوات أمنية حاصرت المكان ومنعت دخول المشاركين.
وأفاد بيان للأمانة العامة لحزب الأمة بأن السلطات الأمنية ادعت أن إعلان الطوارئ يبيح للسلطة منع أي تجمعات غير مسموح بها.

المزيد من العالم العربي