Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع إصابات الـ"كورونا" في إيطاليا يبعث الأمل في أمة على شفير الهاوية

تناقص عدد المرضى الذين دخلوا المستشفيات بالمنطقة الأكثر تضرراً للمرة الأولى منذ تفشي الوباء قبل نحو شهر

بدأ الارتفاع المستمر في حالات الإصابة بفيروس كورونا الذي يجتاح إيطاليا يبطئ من مساره في ما يبدو، بحيث سجّل انتقال العدوى زيادةً هي الأقل لليوم الثاني على التوالي، ما أثار آمالاً حذرة في إمكان حدوث تحوّل في مسار الوباء.

وبلغ مجموع حالات الإصابة المؤكدة حتى يوم الاثنين ثلاثةً وستين ألفاً وتسعمئة وسبعاً وعشرين، بزيادة مقدارها أربعة آلاف وسبعمئة وتسع وثمانون عن اليوم السابق، ليكون أدنى ارتفاع في خلال خمسة أيام.

وتراجع في المقابل عدد المرضى الذين جرى إدخالهم إلى المستشفى في لومبارديا، المنطقة المحيطة بميلانو، التي تُعدّ الأكثر تضرّراً بالفيروس من تسعة آلاف وأربعمئة وتسعةٍ وثلاثين إلى تسعة آلافٍ ومئتين وستةٍ وستين للمرة الأولى منذ تفشّي العدوى.

وقال جوليو غاليرا، كبير مسؤولي الصحّة في منطقة لومباردي الشمالية، "لم يحن الوقت لننشد النصر، لكننا بدأنا نرى ضوءاً في نهاية النفق".

وتراجع إيطاليا بصبرٍ نافد الأرقام اليومية لحالات الإصابة بفيروس (كوفيد 19) لتأكيد فاعلية إجراءات الإغلاق على الصعيد الوطني، الذي دخل أسبوعه الثالث وسط تدابير مشدّدة جرى خلالها إقفال أبواب جميع الشركات والأعمال غير الضرورية، وحظر ممارسة الرياضة في الهواء الطلق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، أمس، فرض غراماتٍ أكثر صرامةً على منتهكي قيود الإيصاد القومي. ففي اجتماع لمجلس الوزراء الإيطالي، حدّدت الحكومة غرامات للمخالفين تبدأ من 400 يورو (432 دولاراً أميركيّاً) إلى 3000 يورو (3240 دولاراً). وفي بداية الأزمة وصلت الغرامات إلى 206 يورو (223 دولاراً).

وفي حين أنه ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كان الانخفاض الأخير سيستمر، أبدى الدكتور أندريا غوري مدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى "بوليكلينيكو" في ميلانو، تفاؤلاً حذراً. وقال لـ"اندبندنت" إن "الأمر المشجّع ليس فقط أننا نشهد انخفاضاً في أعداد الإصابات، لكننا نراها أيضاً في الإطار الزمني المتوقّع. وهذا يدل على وجود انسجام بين التدابير المطبّقة والنتيجة المتوخّاة".

وظهرت في مدينة ميلانو عاصمة مقاطعة لومبارديا علامات تحسّن مع تسجيل زيادة مئة وسبع وثلاثين حالة إصابة مقارنةً بمئتين وعشر حالات يوم الأحد الفائت، ومئتين وتسع وسبعين يوم السبت. وفيما تباطأت الزيادة أيضاً في بلدة بيرغامو، حيث عملت وحداتٌ من الجيش الإيطالي على إزالة عدد كبير من التوابيت المكدّسة خلال الأسبوع الماضي، قفزت الحالات بشكل ملحوظ في بريشيا، وهي مدينة أخرى في لومبارديا، أصابها فيروس كوفيد 19 بشدّة.

إلا أنّ "وكالة الحماية المدنية" في إيطاليا حذّرت من أن الأرقام الحقيقية في البلاد قد تكون عشرة أضعاف العدد الرسمي، نظراً إلى أن الأشخاص الذين يعانون أعراضاً تنطبق على تلك التي يسبّبها فيروس كورونا والذين لا يحتاجون إلى دخول مستشفى لم يخضعوا للفحص.

وأشار الدكتور غوري، إلى أن "نسبة حالة إصابة مصادق عليها في مقابل عشر حالات هي نسبة ذات صدقية"، ما يعني أن نحو ستمئة وأربعين ألف شخص أصيبوا فعلاً بالعدوى.

يبقى وجوب التحقّق ممّا إذا كان هذا الوضع يمكن أن يؤثّر في عدد الوفيات في البلاد. ففي إيطاليا ارتفع الرقم بنحو ستمئة وحالتي وفاة يوم الاثنين، وهي أقلّ زيادة منذ نحو أربعة أيام، لكنها ما زالت أعلى بشكل ملحوظ ممّا كانت عليه قبل نحو أسبوع عندما كان عدد الوفيات الجديدة في حدود ثلاثمئة وخمس وأربعين.

ومع ذلك، ارتفع العدد يوم الثلاثاء الماضي بنحو سبعمئة وثلاث وأربعين وفاة ليبلغ العدد الإجمالي قرابة ستة آلافٍ وثمانمئةٍ وعشرين حالة وفاة.

وأجريت اختبارات على المرضى الموجودين في المستشفيات، في حين أن أولئك الذين يعانون أعراضاً غير مهدّدة للحياة ومتوافقة مع أعراض "كوفيد 19" يخضعون للحجر الذاتي في المنازل.

ويوضح الدكتور غوري، مدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى "بوليكلينيكو" في ميلانو، أن هذا يجعل من الصعب إجراء مقارنات بين الدول، حيث إن استراتيجيات الاختبار والعدد الإجمالي لأسرّة المستشفيات تفرض نفسها على النتائج.

وحسب آخر البيانات المتاحة لدى "يوروستات" في العام 2017، توافقت إيطاليا مع متوسط النسبة في أوروبا، وهي 3.1 أسرّة لكل 1000 ألف نسمة، في حين حلّت المملكة المتّحدة في المرتبة الأدنى بسريرين ونصف السرير لكل ألف شخص.

السلطة الإقليمية في مقاطعة لومبارديا أعلنت أنها ستعمل مع الأطباء العامين على تحديد صحة مرضاهم الذين يُقدّر عددهم بما بين ألف وألف وخمسمئة شخص لكلّ طبيب.

وفي الوقت الذي تجهد فيه إيطاليا من أجل وضع استراتيجية تمكّنها من خفض مسار تفشي الوباء بشكل فعّال، فتحت تجربة مكافحة العدوى التي أسهمت في وقف جميع الحالات الجديدة في بلدة "فو" الصغيرة القريبة من البندقية، نقاشاً جديداً في فاعلية الاختبارات الشاملة للسكّان.

فمن خلال أخذ مسحات متعدّدة من جميع السكّان البالغ عددهم ثلاثة آلاف وثلاثمئة نسمة، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا يعانون أعراضاً، وتطبيق حجرٍ صحّي صارم مع جهات الاتّصال الخاصة بهم بمجرّد التأكّد من الإصابة، فقد تمكّنت السلطات الصحّية في البلدة من وقف انتشار المرض وقفاً كاملاً.

لكن، على الرغم من ذلك، أعرب الخبراء عن مخاوفهم من أن المنهجية نفسها لن تعمل في ميلانو، المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون وثلاثمئة ألف نسمة.

وقالت ماريا ريتا جيزموندو، عالمة الفيروسات في مستشفى ساكو في ميلانو، "يجب أن نتذكّر أن الاختبار لا يشبه التقاط صورة، بل هو أشبه بفيلم". فيمكن للشخص الذي تبيّن أن نتائجه سلبية أن يُصاب في ما بعد بالفيروس، ويبدأ في إظهار الأعراض في غضون أيام قليلة فقط، لذا فإن النتيجة السلبية ليست ضمانة أكيدة.

ويوجد في لومبارديا بالوقت الراهن، اثنان وعشرون مركزاً تعمل على إجراء خمسة آلاف مسحة يومياً. وتخطّط إداراتها لزيادة هذه الإمكانية. وفي مستشفى ساكو في ميلانو، لاحظت جيزموندو أن "الانخفاض الهامشي في الأعداد بدأ يساعد في التخلّص من بعض الضغط في المنشأة المثقلة بالأعباء، إلا أن الطريق إلى الأمام لا يزال مليئاً بالعقبات".

وقالت عالمة الفيروسات، في مستشفى ساكو في ميلانو أخيراً: "ما زلنا على حافة الهاوية، لكننا نرحّب بأولى علامات الارتياح، وقد يمكننا القول بعد نحو شهر إننا أصبحنا أكثر تنظيماً واستعداداً لإدارة الوضع".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة