Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإرهاب اليميني المتطرف سببه أعوام من التقشف 

اللورد إيفانز يحذر من أن "جمهوراً من الذكور الساخطين يرى أن المعتقدات اليمينية المتطرفة جذابة"

صورة لتجمع للمتطرفين البيض في مدينة دارلينغتون البريطانية (عن يوتيوب ) 

رأى رئيسٌ سابق لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية MI5 أن صعود الإرهاب اليميني المتطرّف في بريطانيا كان مدفوعاً بأعوام من التقشّف. وقال جوناثان إيفانز، لورد ويرديل الذي كان مديراً عاماً سابقاً لجهاز الأمن بين عامي 2007 و2013، إن "المتطرّفين اليمينيّين تحوّلوا من مجموعاتٍ لم تتمكّن أبداً من جمع جهودها معاً إلى أن تصبح تهديداً أكثر تنظيماً في البلاد".

ونبّه إلى أن المنظّمات التي "قرّرت صراحةً اعتماد الإرهاب جزءًا من طريقها إلى الأمام، آخذةٌ في التزايد". ورأى أنّ "السبب في ذلك يعود جزئياً إلى انعكاس الضغوط الاجتماعية على المجتمعات داخل البلاد نتيجة إجراءات التقشّف التي اعتمدتها السلطات".

وأضاف: "يبدو أن هناك مجموعةً من الذكور الساخطين الذين يجدون أن المعتقدات اليمينية المتطرّفة جذّابة، وقد بدأوا في توحيد جهودهم والعمل على الانتظام ضمن مجموعات والشروع في التآمر".

وكان اللورد إيفانز الذي حظي بلقب زميل مدى الحياة عام 2014، يتحدّث مع رافاييللو بانتوتشي وهو زميل مشارك في دراسات الأمن الدولي في "المعهد الملكي للخدمات المتّحدة" Rusi.

ولفت الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "إم آي 5"، في مقابلةٍ معه نشرتها مجلة CTC Sentinel إلى أن بعض الإرهابيّين من اليمين المتطرّف في المملكة المتّحدة "استلهموا بوعي وعن عمد، النجاح الملموس للإسلاميّين العنيفين".

وأوضح اللورد إيفانز أن "رابطة الدفاع الإنجليزية" اليمينية هي "متكافلة بشكلٍ متبادل" مع جماعة "أنجيم تشوداري المهاجرون" ALM. ورأى أنه كان "متوقّعاً" ظهور منظّمة "العمل الوطني" النازية الجديدة الإرهابية والجماعات التي خلفتها، والتي وصفت أيديولوجيتها بأنها "جهاد أبيض".

وكان رئيس شرطة مكافحة الإرهاب قد أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي أن التطرّف اليميني هو التهديد الإرهابي الأسرع نموّاً في المملكة المتحّدة، مؤكداً أنه تمّت الاستعانة بوكالات الاستخبارات للمرّة الأولى من أجل معالجته.

وقد تجاوز عدد المشتبه في أنهم إرهابيّون بيض في المملكة المتحدة، المعتقلين الآسيويّين لسنتين متتاليتين. وأفيد بأنّ من بين 25 مؤامرة هجوم تمّ إحباطها منذ مارس (آذار) عام 2017، كان هناك 16 إسلاميّاً ضالعين فيها و8 من اليمين المتطرّف وشخص "آخر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما الهجمات الثلاث الأخيرة في بريطانيا في قاعة "فيشمانغرز هول" وفي "سجن وايتمور" وفي ضاحية ستريتام، فقد نفّذها جميعها مشتبه فيهم سبق أن سُجنوا بتهم ارتكاب جرائم إرهابية. وأدّت الاعتداءات الكبيرة هذه إلى توجيه نداءاتٍ عاجلة إلى السلطات البريطانية بوجوب مراجعة برامج التطرّف والشبكات الإرهابية داخل السجون ومراقبة فترات الاختبار.

لكنّ الحكومة البريطانية ردّت بالتحرّك نحو زيادة الوقت الذي يقضي فيه الجناة الإرهابيّون مدّة محكوميتهم في السجن وتقديم تشريع طوارئ لوقف الإفراج التلقائي. وقال اللورد إيفانز: "لا أعتقد أن هناك تدابير مناسبة للتعامل مع هذه المشكلة".

وأشار إلى أنه "كان من الصعب معرفة ما إذا كانت مخطّطات إزالة التطرّف داخل السجون وبرنامج "بريفانت" لمكافحة التطرّف الأوسع نطاقاً، تعمل بشكل فاعل". وسأل: "كيف تعرف ما إذا كان شخص ما قد ندم بصدق أو ما إذا كانوا يقولون ذلك فقط لأنهم يريدون أن يُفرج عنهم ويخرجوا من السجن؟"

وحضّ اللورد إيفانز الحكومة البريطانية على زيادة جهودها في مواجهة العناصر الدينية المنتسبة إلى التطرّف الإسلامي، إضافةً إلى العوامل الدافعة وراءها، بما في ذلك الصحة العقلية والحرمان الاقتصادي وموضوع الهوية. وقال إن المسؤولين في المملكة المتّحدة "هم في حاجة إلى أن يقلقوا من المتطرّفين الذين يستغلون مخاوف مشروعة، بما فيها أولئك الذين يتّخذون من مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ذريعة لأعمالهم.

ونبّه الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "أم آي 5" إلى أنه "كانت هناك مجموعة كبيرة من الجماعات المنبوذة والمحرومة التي لا تعتقد أن النظام يقيم لها أي قيمة أو يوليها اهتماماً." وأضاف: "لا يزال يتعيّن الاهتمام بهذه الفئة، لأنه ليس من الواضح أن أفرادها يشعرون بالهدوء تماماً نتيجة واقع أن الناس يولون اهتماماً أوسع بهم الآن. فالمشاكل الإرهابية تظهر عندما يكون لديك عددٌ كبير من السكّان يشعرون بالغربة ولا يلاحظهم أحد، ما يسبّب لهم إحباطاً ويثير لديهم الغضب".

ولدى سؤال اللورد إيفانز عمّا إذا كانت الجماعات البيئية مثل Extinction Rebellion  (حركة بيئية تستخدم العصيان المدني لإجبار الحكومة على حماية البيئة) التي أُدرجت عن طريق الخطأ ضمن وثيقة شرطة مكافحة الإرهاب، يمكن أن تشكّل تهديداً، قال: "أشك في أن يكون الإرهاب خياراً قد تلجأ إليه تلك الحركة للردّ من خلاله".

وأوضح أن التأثير السياسي في النشاط اللاعنفي لجماعة Extinction Rebellion، يعني أن التحوّل نحو العنف سيؤدّي إلى نتائج عكسية.

ومن خلال مقارنة الحركة البيئية بأنشطة سابقة قامت بها جماعات مدافعة عن حقوق الحيوان، أوضح أنه "ستكون هناك دائماً مجموعة صغيرة من الأشخاص تختار العنف لأن لديها ميولاً لذلك... لكن أشكّ في أن تتطوّر هذه الظاهرة لتصبح كبيرة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات