Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا إصابات جديدة بكورونا في بر الصين لليوم الثالث على التوالي

النظام السوري لا يرصد إصابات بالفيروس... وسط خشية دولية من الأسوأ في مناطق المعارك والنازحين

فريق من الصليب الأحمر الإندونيسي يصل لتعقيم قرية خاصة بالرياضيين في العاصمة جاكارتا (رويترز)

لم يسجل بر الصين الرئيس لليوم الثالث على التوالي إصابات جديدة بفيروس كورونا على المستوى المحلي، بينما ازداد عدد الإصابات المُكتَشفة لدى وافدين من الخارج.
وفي تطور بارز، صرّحت كاتي ميلر، المسؤولة الإعلامية في مكتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، المكلف بتنسيق مكافحة الوباء في الولايات المتحدة، أنّ الفحوص أثبتت إصابة أحد موظفي المكتب بفيروس كورونا، موضحةً أن الرئيس دونالد ترمب ونائبه لم يخالطا الموظف عن قرب. وقالت في بيان إنّ مكتب بنس أُخطِر بنتيجة التحليل مساء الجمعة، فيما لم يكشف البيان عن هوية الموظف.
وأضافت ميلر "يجري تتبع مَن تواصل معهم الموظف وفقاً لإرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها".
ويقود بنس فريق عمل شكّله البيت الأبيض لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
 

إصابات جديدة

بالعودة إلى الصين، سجلت لجنة الصحة الوطنية الصينية 41 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا على بر البلاد الرئيس يوم الجمعة، مشيرةً إلى أن جميع الإصابات لأشخاص أتوا من الخارج. ويرفع ذلك عدد حالات الإصابة الواردة إلى الصين من الخارج إلى 269 حالة.
وكان للعاصمة بكين النصيب الأكبر من الإصابات الواردة، إذ أحصت 14 إصابة جديدة. وسجلت شنغهاي وستة أقاليم أخرى حالات إصابة بالفيروس المستجد.
وقالت اللجنة في بيان صدر اليوم السبت إن هذه الزيادة ترفع إجمالي عدد الإصابات على البر الرئيس حتى الآن إلى 81008 حالات.
وبلغ عدد الوفيات جراء تفشي فيروس (كوفيد-19) 3255 حالة وفاة حتى نهاية يوم الجمعة بزيادة سبع وفيات عن اليوم السابق، وجميعها في إقليم هوبي، مركز تفشي الفيروس في الصين.


"لا إصابات" في سوريا

في موازاة ذلك، منعت سوريا التي تعاني تحت وطأة حرب دائرة منذ تسع سنوات، دخول الأجانب الوافدين من دول عدّة يتفشّى فيها فيروس كورونا، وذلك في إطار توسيع إجراءات مكافحة الوباء.
وعلى الرغم من أن الحكومة السورية تقول إنها لم ترصد أي إصابات بالفيروس حتى الآن، فإن البلاد تُعتبر مهدَدة بشدة بانتشار المرض.
وصرّح نعمة سعيد عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا لرويترز إن عدداً كبيراً من السكان مهدّد في مخيمات اللاجئين والمناطق العشوائية على مشارف المناطق الحضرية الكبيرة، مضيفاً "إذا أخذنا السيناريو الذي حدث في الصين أو حتى إيران، فإننا نتوقع اكتشاف عدد كبير من الحالات، ونحن نستعد وفقاً لذلك".
ولم تُرصد أيضاً حالات عدوى بفيروس كورونا في أنحاء كبيرة من سوريا خارج سيطرة الحكومة في الشرق والشمال الشرقي والشمال الغربي.
وتواجه المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المدعومة من تركيا في شمال غربي البلاد، أزمة إنسانية كبيرة مع نزوح قرابة المليون شخص بسبب القتال في الأشهر الماضية، بعدما شنت قوات النظام السوري بدعم من روسيا حملة مكثفة.
وقالت روزماري ديكارلو، مسؤولة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة يوم الجمعة إنها سمعت من مصادر على الأرض عن احتمال أن يترك فيروس كورونا أثراً مدمراً في سوريا.
وكتبت على تويتر "إن كان هناك أحد بحاجة -ويا للعجب- إلى سبب لوقف القتال هناك، فها هو".
 

الأكراد غير مرتاحين

ويأتي حظر الدخول الذي أعلنته دمشق، عقب إغلاق مدارس ومتنزهات ومطاعم وعدد من المؤسسات العامة. وقال وزير الصحة نزار يازجي "اعتباراً من يوم السبت (21 مارس) ستكون هناك خطوط ساخنة استشارية للتواصل ما بين المواطن ومديريات الصحة في المحافظات حول الحالات المرضية بما فيها الاستشارات والاستفسارات حول فيروس كورونا".
ورد الوزير أيضاً على ما تردّد بشأن تعتيم الدولة على انتشار المرض، إذ نقلت عنه وكالة "سانا" الرسمية للأنباء قوله الخميس الماضي إن "وزارة الصحة هي المصدر الوحيد للمعلومات حول هذا الموضوع وليس ما يدور على صفحات التواصل الاجتماعي الصفراء من شائعات". لكن السلطات الكردية التي تحكم معظم أنحاء شمال شرقي وشرق سوريا لا تبدو مقتنعة.
وقال غسان اليوسف، رئيس المجلس المدني لمحافظة دير الزور، شرق نهر الفرات إنّهم اتخذوا قراراً بإغلاق كل المعابر مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، مشيراً إلى مخاوف من انتقال الفيروس من المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة غرب نهر الفرات، بخاصة الخاضعة لسيطرة جماعات شيعية مؤيدة للحكومة السورية وتدعمها إيران وينتمي أفرادها إلى بلدان يتفشى فيها الفيروس.
ومنعت الإدارة التي يقودها الأكراد الانتقالات بين البلدات الواقعة في المنطقة اعتباراً من اليوم السبت، كما يبدأ حظر تجول بعد غد الاثنين.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في شمال غربي البلاد، قام عمال الإنقاذ الذين يتركز دورهم عادة على الإنقاذ بعد عمليات القصف التي تنفذها قوات الحكومة، بتطهير الفصول الدراسية. ويخشى المسعفون في هذه المنطقة من انتشار الفيروس على نحو سريع في مخيمات النازحين المكتظة، علماً أنّه متفشٍّ في جميع البلدان التي لها حدود مع سوريا.

شعبية لماكرون

 في المقابل، وبعد معاناته لفترة طويلة مع حالات من الغضب الشعبي العارم ضد إجراءاته الاقتصادية التقشفية، لا سيما مع حركة "السترات الصفراء"، قفزت شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أعلى مستوى منذ أكثر من سنتين، وفقاً لاستطلاع للرأي نُشر الجمعة (20 مارس آذار الحالي)، ممّا يظهر أن أسلوب تعامله مع أزمة فيروس كورونا كان بمثابة تصويت كبير على الثقة.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "هاريس إنترآكتيف" لحساب تلفزيون "إل.سي.آي" أن 51 في المئة من الفرنسيين "لديهم ثقة" في ماكرون. وتمثل النسبة زيادة بواقع 13 نقطة عن الشهر السابق وهي الأعلى منذ يناير (كانون الثاني) 2018.
وقال جان دانييل ليفي، رئيس وحدة الاستطلاع السياسي في مذكرة مرفقة بالاستفتاء "من النادر رصد مثل هذا التغير... إنّ المرة الأخيرة التي حظي فيها رئيس دولة بمثل هذه الزيادة الملحوظة كانت أثناء هجمات يناير 2015".

وأُجري الاستطلاع بعدما فرض ماكرون الأسبوع الماضي قيوداً صارمة على حركة التنقل بهدف الحد من تفشي الكورونا، وكان ذلك في كلمة بثها التلفزيون وشاهدها رقم قياسي بلغ 35 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان فرنسا.
وكانت باريس أغلقت بالفعل المطاعم والحانات والمدارس، لكن ماكرون قال إن هذه الإجراءات غير المسبوقة في وقت السلم مطلوبة، إذ إنّ عدد المصابين يتضاعف كل ثلاثة أيام، وسط ارتفاع عدد الوفيات.
وهذه المرّة الأولى منذ سنتين التي تتجاوز فيها شعبية ماكرون الخمسين في المئة، وذلك بعد تراجعها إلى 31 في المئة في ديسمبر (كانون الأول) 2018 في خضم تمرد أصحاب "السترات الصفراء" الذي أعقب إصلاحات داعمة لقطاع الأعمال لم تنل رضا كثيرين.



ونبقى في القارة العجوز، حيث شددت سويسرا الجمعة إجراءاتها في مواجهة الفيروس، فحظرت تجمع أكثر من خمسة أشخاص، لكنها استبعدت في المقابل فرض أي حجر، وذلك بخلاف ما فعلت دول أوروبية أخرى.
وأفرجت الحكومة السويسرية عن 32 مليار فرنك سويسري إضافية (30,4 مليار يورو) لدعم الاقتصاد، بعد أسبوع على إعلانها أنها ستوفر مساعدة قدرها عشرة مليارات فرنك.
وقال وزير الاقتصاد غي بارمولان خلال مؤتمر صحافي إنّ "اقتصادنا يعمل حالياً بنحو 80 في المئة من طاقته، ويجب علينا بذل قصارى جهدنا للحفاظ على مستوى كاف من النشاط".
وأودى كوفيد-19 (الاسم العلمي لفيروس كورونا المستجد) بحياة 43 شخصاً في سويسرا المتاخمة لإيطاليا (الدولة الأكثر نكبةً في العالم جراء الفيروس)، فيما شُخّصت أيضاً إصابة أكثر من 4800 آخرين بكورونا، لكنّ السلطات السويسرية لا تجري فحوصاً لجميع الأشخاص المُشتبه في إصابتهم وذلك بسبب نقص اختبارات الكشف عن الفيروس المستجد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أميركا اللاتينية

أما على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، فتوقّع وزير الصحّة البرازيلي لويز أنريكي مانديتا الجمعة أن يشهد عدد الإصابات بفيروس كوفيد-19 في البلاد ارتفاعاً حتّى شهر يوليو (تمّوز) المقبل، مؤكّداً في المقابل أنّ الحكومة تبذل قصارى جهدها تجنّباً لازدحام المنشآت الصحّية.
وارتفع عدد الوفيّات جرّاء كوفيد-19 في البرازيل يوم الجمعة، إلى 11، مقابل 6 في اليوم السابق، بينما بلغ عدد الإصابات المؤكّدة 904 مقابل 621 في اليوم السابق، وفق أرقام رسميّة.
وقال مانديتا الجمعة خلال مؤتمر عبر الفيديو مع رجال أعمال من العاصمة برازيليا بثه التلفزيون العام "نقدّر أنّ (عدد الإصابات) سيتسارع ويزداد في الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة"، مضيفاً "هذه الزيادة السريعة ستستمرّ خلال أبريل (نيسان) ومايو (أيار) ويونيو (حزيران)، على أن تبدأ بعدها بإظهار مَيل إلى التباطؤ".
وتابع "سنمرّ في فترة عصيبة للغاية، لكننا سنتغلب عليها من دون أن ننهار"، مشيراً إلى أن كل مدن البلاد تعمل بالفعل على زيادة عدد الأسرّة ووحدات العناية المركزة لمواجهة الوباء.
وأعلنت البرازيل التي يبلغ عدد سكّانها 210 ملايين نسمة الخميس إغلاق حدودها اعتباراً من الاثنين أمام مواطني أوروبا وأستراليا ودول آسيوية عدّة.

كذلك، أعلن رئيس غواتيمالا أليخاندرو جياماتي الجمعة توقفاً جزئياً للإنتاج الصناعي في البلاد، بهدف احتواء كورونا في هذا البلد الواقع في أميركا الوسطى.
وقال جياماتي في رسالة إلى الأمة "اتفقنا مع غرفة الصناعة على إغلاق طوعي للصناعات غير الأساسية في البلاد لمدة ثمانية أيام".
ويدخل هذا الإجراء حيز التنفيذ الاثنين، غير أنه لن يؤثر في صناعة الأغذية والأدوية و"كل ما يتعلق بإنتاج المنتجات الصحية".
وقال الرئيس إن المتاجر الكبرى ومحطات الوقود والبنوك والشركات الأخرى ستظل مفتوحة.
وأغلقت البلاد منذ الاثنين الماضي حدودها أمام الأجانب وحظرت التجمعات وأغلقت المدارس، لكن السلطات لم تأمر بفرض حجر على السكان.
وتوجد في غواتيمالا 13 إصابة بكوفيد-19، من بينها حالة وفاة واحدة.

في السياق، أعلنت كوبا الجمعة إغلاق حدودها أمام غير المقيمين، على خلفية انتشار كورونا المستجد، وذلك بعدما كانت حاولت خلال الأيام الأخيرة الحفاظ على أكبر قدر ممكن من النشاط السياحي الذي يُعتبر المحرّك الأساسي للجزيرة.
وأعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في خطاب متلفز أن الجزيرة سجّلت 21 إصابة بالفيروس ووفاة واحدة، قائلاً "سنُنظّم الدخول عبر حدود البلاد، من خلال عدم السماح سوى بدخول المقيمين في كوبا". وأضاف "نحن نضمن عودة الكوبيّين الموجودين في الخارج، وحقّ الأجانب الموجودين هنا في العودة إلى بلادهم".
وتابع "ندعو إلى تقليل التفاعلات الاجتماعيّة" من أجل كبح انتشار الفيروس، مردفاً "الأشخاص المعرّضون لخطر كبير يجب عليهم البقاء في المنزل، وتجنّب الاحتكاك الوثيق".
ووفقاً لرئيس الوزراء الكوبي مانويل ماريرو، سيتمّ إغلاق جميع الفنادق ومعظم المطاعم في الجزيرة تقريباً، وهو إجراء غير مسبوق في البلاد، لكنّ السفن وطائرات الشحن ستستمرّ في الوصول إلى الجزيرة. وتمّ تعليق التجمّعات الرياضيّة والثقافيّة الرئيسة في كوبا منذ بضعة أيّام.
تزامناً، سجلت باراغواي أول وفاة جراء الفيروس كورونا. وكتب وزير الصحة خوليو مازوليني على تويتر "نأسف للإعلان عن وفاة أحد مرضانا جراء فيروس كورونا المستجد"، مضيفاً أن المريض أُدخل إلى العناية المشددة قبل أيام، من دون أن يدلي بمعلومات إضافية.
وعلّقت باراغواي في 13 مارس الحالي الرحلات المباشرة من أوروبا. كما فرضت حظر تجول كل ليلة بين الساعة الثامنة مساءً والرابعة فجراً. وتم أيضاً إغلاق المدارس والجامعات وحظر الأحداث الثقافية والرياضية في البلاد التي سجلت 18 إصابة بالفيروس حتى الآن.

المزيد من دوليات