Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يبلغ بوتين إن إسرائيل ستواصل توجيه ضربات إلى إيران في سوريا

قد تكون أنظار العالم متّجهة إلى هانوي، لكن ثنائياً سياسياً آخرَ في موسكو كان يحاول تسوية خلافاته

عندما تحتاج إلى قليل من المساعدة، فإنك تلجأ إلى أصدقائك. لكن عندما يكون صديقك هو فلاديمير بوتين، فمن الأفضل ألا تكون جعبتك خاوية.

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو للمشاركة في لقاء طال انتظاره يجمعه بحليف قديم في الكرملين. وتأتي الزيارة وسط مشاكل متزايدة في دياره، فضيحة فساد ومخاوف مرتبطة بعملية إعادة انتخابه، وتضافرت هذه المشاكل حتى أنها أدت إلى تقرير إرجاء الموعد الأصلي للزيارة أسبوعاً واحداً.

احتاج نتنياهو إلى سير اللقاء على ما يرام، ليعيد تأكيد رسالة معسكره الانتخابي على أنه اللاعب الدولي الوحيد في إسرائيل –وهذا كانت تدركه موسكو.

قليلة هي الثنائيات السياسية الراسخة رسوخ ثنائية فوفاوبيبي،فلادمير وبنيامين. والرجلان - بشخصيتيهما الفوضوية، الصاخبة، والمهيمنة- يتشاركان حلفاً يسيراً، مبنياً على الانجذاب الشخصي تماماً كما على التاريخ المشترك والعوامل الجيوسياسية. لقاء اليوم كان الرابع عشر بين بوتين ونتنياهو خلال العقد الماضي فحسب. ويعد هذا رقماً قياسياً في التاريخ الروسي-الإسرائيلي، وهذا عددٌ قياسي من الزيارات إلى الكرملين خلال عهد بوتينيسجله مسؤول ليس من قادة الجمهورياتالسوفياتية السابقة.

لكن الخلفية المباشرةلهذا اللقاء كانت باردة مثل الجليد الذي كان يغطي الأرض عندما حطّ الإسرائيليون في مطار فنكوفو 2 في موسكو. كانت المرة الأولى التي أتيح فيهالنتنياهو الاجتماع ببوتين منذ إسقاط طائرة التجسّس الروسية فوق الأراضي السورية في سبتمبر (أيلول). كانت حادثة مأساوية أودت بحياة 15 روسياً وألقى الكرملين المنفعل المسؤولية كاملة على إسرائيل.

ويضاف إلى ذلك التوتّرات المستمرةبسبب دور إيران في سوريا وسط تناقضاتالسياسة الخارجية الروسية، التي تسعى إلى التحالف مع كل الأطراف في المنطقة.

أشار نتنياهو إلى هذه التوتّراتفي كلمته الافتتاحية في الكرملين. فإيران ووكلاؤها يشكّلون التهديد الأكبر لأمن المنطقة، قائلاً "نحن مصمّمون على الاستمرار في نشاطنا العدواني ضد إيران التي تدعو إلى تدميرنا، وضد محاولاتها ترسيخ نفسها عسكرياً في سوريا".

لكن الزعيم الإسرائيلي كان يدرك كذلك أنه يحتاج إلى مايكسر الجليد ويعيد العلاقة إلى مسارها. فلجأ إلى خطب ودهم بالطرق الواضحة.وقال إن التعاون الوثيق مع الجيش الروسي كان وراء إرساء الأمن في الشرق الأوسط. واستجاب بوتين لهذا الكلام بإيماءة من رأسه بعدما كان متبلدَ الوجه، عاقد الحاجبين، أثناء استماعهإلى كل ما تقدم.

ثم ذهب السيد نتنياهو إلى أبعد من هذا. وقال، في المستقبل القريب، سيُدشَّن نصبٌ تذكاريّفي القدس لضحايا حصار لينينغراد. ولربما يرغب السيد الرئيس في رعاية افتتاحه؟

إلى الحد الذي وصلت إليه الدعوات الرسمية، يصعب أن يكون الأمر شخصياً أكثر من ذلك. صحيح أن بوتين ولد بعد ست سنوات من انتهاء الحصار الذي تعرّضت له مدينته مدة 872 يوماً، إلا أنه خسر أخاً لم يعرفه يوماً بسبب تلك الصفحة القاتمة من تاريخ روسيا.

وكان طيف حصار لينينغراد يهيمن على طفولته كلها، في وقت كانت المدينة تحاول النهوض من جديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدّل السيد بوتين وجهه المتبلّدالإحساس بآخرَ مبتسم.

وقال: "شكراً لك، سأحضر (الافتتاح)" وتابع: "إن ذكرى الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية - من اليهود ومن كانوا في لينينغراد - مقدسة".

كانت بداية موفقة للسيد نتنياهو، ولكن إذا ما كانت كافية لتكلّلالمفاوضات حول إيران بالنجاح، فهذا أمرٌ آخر.

وقبل التوجه إلى موسكو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يسعى إلى استخدام هذا اللقاء "للحؤول دونالرسوخ الإيراني في سوريا". وقال: " مرابطة القوات الإيرانية بالقرب من الجولان على الحدود الإسرائيليةفي انتهاك صارخ لاتفاقأسهمت روسيا في إبرامه ويقضي بسحب القوات 80 كم (50 ميلاً) على الأقل –هو تحديداً مدعاة قلق".

ووفقاً لجوناثان سباير، الباحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية،فإن قضايا قليلة على الدرجة ذاتها من الأهمية التي تحظى بها مسألة احتواء إيران بالنسبة إلى إسرائيل.وقال هي مسألة حظيت بدعم الأطياف السياسية برمتها من اليسار إلى اليمين.

لكن إسرائيل كانت تعتقد كذلك بأن لها مصلحة مشتركة في أداءروسيا دور الوسيط بين القوى الإقليمية.

وقال سباير"تحتاج إسرائيل إلى بقاء روسيا على الأرض، وأن تكونالوسيط بين الأتراك والأسد [الرئيس السوري بشار] وإيران". وأردف "تحتاج روسيا أيضاً إلىالنزول على حاجات إسرائيل كي تبقى ذاك الوسيط الناجح. وإلى حد الآن، يبدو أن الرسالة وصلت".

لكن موازنة الكرملين الدقيقة بين حلفائه في المنطقة، تعني أن احتفال إسرائيل بتنازلات كبيرة جديدة مستبعد.

وترى الاندبندنتأن الكرملين يشعر بأنه فعل ما يكفي من أجل طمأنةالمخاوف الإسرائيلية، وتحديداً فيما يتعلق باتفاق الحدود.

"تعلم موسكو أن نتنياهو لديه قائمة من الأهداف الإيرانية والأهداف التابعة لـ "حزب الله"، ومن المرجّح أن يتوافق الطرفان على التعاون، هذا كل ما في الأمر". وفق يوري بارمين، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي.

وأيّد هذا الرأي فلاديمير فرولوف الخبير الأمني والمستشار السابق في الكرملين، قائلاً: إن روسيا "بذلت ما في وسعها" في الضغط على إيران. وأضاف "وصلنا إلى مرحلة قد يُخبرنا الإيرانيون فيهاإلى أين نذهب ومتى نبدأ بالتحرّك في أرجاء سوريا على هواهم". مضيفاً: "أقصى ما يمكن أن تطمح إليه إسرائيل هو سياسة تجنّب التصادم،فلا تقوم روسيا بإسقاط الطائرات الإسرائيلية إذا ما تجنّبت العتاد الروسي وطواقمه. واختتم بالقول"كل ما تبقّى هو من الأمور التي لا يعلم بها إلا الله".

© The Independent

المزيد من دوليات