Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يودع أكبر هبوط في 4 سنوات... ومحللون يحذرون: "تعاف مؤقت"

توقعات بزيادة إنتاج "الصخري" الأميركي... والهند تعتزم ملء الاحتياطي الاستراتيجي

حالة التعافي سببها استغلال مستثمرين هبوط الأسعار للشراء بأسعار منخفضة (أ.ف.ب)

شهدت أسعار النفط تعافياً قوياً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، في وقت عززت حكومات العالم إجراءاتها لاحتواء فيروس كورونا المستجد. وفي الوقت نفسه، رجح محللون، ألا يدوم تعافي الأسعار نظراً لتراجع الطلب على خلفية القيود على السفر وغيرها من الإجراءات المتشددة التي اتُخذت حول العالم لمواجهة الفيروس في ظل وفرة في الإنتاج وحرب أسعار.

وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 29.95 دولار للبرميل، بزيادة 4.36 في المئة، في تعاملات بعد الظهر في آسيا، أما سعر خام "برنت" المرجعي فسجّل ارتفاعاً 2.43 في المئة ليبلغ 30.78 دولار، بعدما هبط بأكثر من 10 في المئة إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أربعة أعوام.

وأشار المحللون إلى أن الانتعاش ناجم عن استغلال مستثمرين هبوط الأسعار للشراء بأسعار منخفضة، حيث قال كبير خبراء السوق لدى "أكسي كورب" ستفين إنيس، "يُفترض أن السوق دُعمت من الباحثين عن الأسعار الرخيصة، لكن منشآت التخزين تمتلئ بشكل متسارع"، مشيراً في مذكرة بحثية حديثة، إلى أنه "في حال امتلأ المخزون، ليقضي على الطلب، فبالتأكيد ستنهار أسعار النفط بشكل أكبر".

أكبر فائض بإمدادات سوق النفط

وبدأت حرب الأسعار التي اندلعت الأسبوع الماضي، بعدما أوصت "أوبك" بخفض الإنتاج لمواجهة تداعيات تفشي كورونا على الأسعار، إلا أن روسيا، الشريكة في التحالف وغير المنضوية في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والتي تعد ثاني أكبر منتج للنفط، رفضت ذلك، ما دفع الرياض إلى المضي قدماً في خفض الأسعار بشكل كبير والتعهد بزيادة الإنتاج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت وكالة "آي إتش إس ماركت" أن زيادة الإنتاج وتراجع الطلب قد يتسببا في "أكبر فائض في إمدادات النفط بالسوق يتم تسجيله على الإطلاق"، وقدّرت أنه في حال استمرت حرب الأسعار وسط الركود العالمي ووباء "كوفيد-19"، فقد يبلغ الفائض ما بين 800 مليون و1.3 مليار برميل في الأشهر الستة الأولى من عام 2020.

وأمس، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل.

وأظهرت البيانات، أن إنتاج النفط الأمريكي الصخري من السبعة حقول الرئيسة سيرتفع بمقدار 18 ألف برميل يومياً ليصل إلى 9.075 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل. وذكرت أن حوض "بيرميان" من أكثر المناطق التي ستشهد زيادة في الإنتاج خلال الشهر المقبل بنحو 38 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 4.792 مليون برميل يومياً، مقارنة بتوقعات الشهر الحالي.

وقال مصدر بوزارة الطاقة الأميركية، إن الولايات المتحدة قد تبدأ شراء النفط الخام المنتج محلياً لصالح احتياطي البترول الاستراتيجي للبلاد في غضون أسبوعين وقد تملأه خلال عدة أشهر.

ويوم الجمعة الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه أصدر أمراً لوزارة الطاقة بملء الاحتياطي، وتستهدف هذه الخطوة مساعدة منتجي الطاقة المحليين الذين يعانون في ظل تهاوي أسعار النفط جراء انتشار فيروس كورونا وحرب الأسعار الدائرة بين السعودية وورسيا.

وتقول وزارة الطاقة الأميركية، إن المخزون يستطيع استيعاب 77 مليون برميل إضافي من الخام، لكن من غير الواضح كيف ستمول الحكومة تلك المشتريات.

السعودية تعتزم الإبقاء على إنتاج ضخم في مايو

في سياق متصل، أعلنت شركة "أرامكو" السعودية، أمس، أنها على الأرجح ستُبقي على الإنتاج المرتفع المزمع لشهر أبريل (نيسان) كما هو في مايو (أيار) أيضاً، وأنها "مرتاحة للغاية" بسعرٍ عند ثلاثين دولاراً للبرميل.

والأسبوع الماضي، أعلنت الشركة أنها ستزيد إنتاجها في أبريل المقبل إلى مستوى قياسي يبلغ 12.3 مليون برميل يومياً في معركة على الحصة السوقية مع روسيا أسهمت في النزول الحاد بأسعار النفط.

وقال الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو"، أمين الناصر، خلال مؤتمر أمس، إنه "باختصار، يمكن لأرامكو التعايش مع السعر الشديد الانخفاض ويمكنها تحمله لفترة طويلة، وبالنسبة للإنتاج في مايو، أشك أن يشهد أي اختلاف عن الشهر المقبل"، مشيراً إلى أن الزيادة في الإنتاج والصادرات ستنعكس إيجابياً على الشركة رغم انخفاض الأسعار، وتكاليف الإنتاج لدى أرامكو من بين الأدنى في العالم.

وقال المدير المالي للشركة، خالد الدباغ، إن أرامكو "مرتاحة للغاية" في ظل سعر 30 دولاراً للبرميل وستظل قادرة على الوفاء بتعهداتها بشأن التوزيعات وتوقعات المساهمين عند ذلك السعر، مضيفاً "نحن مرتاحون بأنه يمكننا تلبية تعهداتنا بشأن التوزيعات، ومرتاحون جداً إلى أنه يمكننا بلوغ توقعات مساهمينا عند ثلاثين دولاراً (للبرميل) أو حتى أقل".

وقال الناصر إن أرامكو ستسحب 300 ألف برميل يومياً من مخزونها الضخم للوصول إلى ذلك المعروض القياسي الشهر المقبل وتستطيع مواصلة إنتاج النفط بطاقته القصوى البالغة 12 مليون برميل يومياً لمدة عام من دون الحاجة إلى مزيد من الإنفاق، مؤكداً أن الشركة تعكف حالياً على تقييم زيادة قدرتها الإنتاجية مليون برميل يومياً أخرى إلى 13 مليون برميل يومياً.

الهند تعتزم استغلال تهاوي الأسعار

في السياق ذاته، قالت مصادر مطلعة، إن الهند تعتزم استغلال أسعار النفط المنخفضة من السعودية والإمارات لملء احتياطياتها البترولية الاستراتيجية عن آخرها.

وأضافت المصادر أنه "وقت مناسب لنا ولهما (شركة بترول أبوظبي الوطني وأرامكو السعودية)، لإتمام الصفقات وملء الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية، وإذا كان هناك أي تأخير، فقد نملأ الاحتياطيات بأنفسنا"، ولفتوا إلى أن "وزارة النفط خاطبت وزارة المالية لطلب ما بين 48 و50 مليار روبية (673.7 مليون دولار) تقريباً لشراء النفط في ثماني أو تسع ناقلات خام عملاقة لملء المخزون".

ولم يصدر بعد تعقيبٌ من شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية، ولا من وزارتي النفط والمالية الهنديتين. لكن أحد المصادر قال إن "هذا هو الوقت الأمثل لملء الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية قبل أن تبدأ الأسعار في الزيادة".

وتستورد الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، نحو 80 في المئة من احتياجاتها النفطية، وبنت مساحات تخزين في ثلاثة مواقع جنوبي البلاد لتخزين ما يصل إلى 36.87 مليون برميل من النفط، بما يعادل خمسة ملايين طن، للتحوط من أي تعطل في الإمدادات.

وكانت شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية، وهي المسؤولة عن بناء مساحات تخزين، وقعت مذكرة تفاهم مع شركة النفط الإماراتية الوطنية "أدنوك"، لتأجير نصف منشأة "بادور" التابعة لها والبالغة طاقتها 2.5 مليون طن.
وخلال العام الماضي، وقعت مذكرة تفاهم مع "أرامكو" السعودية لتأجير ربع مستودعات احتياطي "بادور" البترولي الاستراتيجي، ويتيح ذلك لشركتي النفط الوطنيتين تخزين نفطهما، والذي سيلبي بعضه احتياجات الهند الاستراتيجية، مع إمكانية بيع الباقي إلى شركات التكرير الهندية.
اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد