Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا: معدات وقاية موظفي مستشفيات بريطانيا تنفد

أخبرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة "إندبندنت" حصريّاً أنّها ستلجأ إلى مخزون الطوارئ المخصّص للأوبئة كي توفّر الإمدادات

المستشفى الملكي في لندن (ويكيبيديا.أورغ)

في المملكة المتحدة، حذّر عدد من الأطباء من أنّ المستشفيات في البلاد بدأت تنفد من المعدات الأساسيّة اللازمة لحماية طواقم الممرضين والأطباء من التقاط فيروس كورونا من المصابين.

قال موظّفو هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة (إن. آتش. أس) في بريطانيا، إنّهم عاجزون عن الحصول على بعض أقنعة الوجه وغيرها من معدات الوقاية الشخصيّة (بي. بي. إي) المتخصِّصة اللازمة لدرء العدوى عنهم. كذلك، ذكرت مصادر عدّة أنّ أسابيع تفصل بعض المستشفيات عن نفاد المعدات.

استجابةً للمخاوف التي ظهرت يوم الأحد الماضي، قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في بريطانيا إنّها ستطلق في الوقت الحاضر مخزون المملكة المتحدة من المعدات، الموضوع جانباً للّجوء إليه في حال مواجهة البلاد وباء ما.

وفي محاولة للحفاظ على الإمدادات، طُلب من الأطباء خفض  استخدام أقنعة الوجه أثناء القيام بالإجراءات الطبيّة والجراحات، بينما قالت "إن. آتش. أس إنجلترا" إنّها ستشحن معدات الوقاية الشخصيّة إلى الأطباء العامين في الأسبوع الحالي، وسط مخاوف من مواجهة نقص فيها.

وأبلغ أحد مديري "إن. آتش. أس"، "اندبندنت" أنّ ثلاث مؤسسات تابعة للهيئة، كما عُلِم، لا تملك ما يكفي من معدات، وهي الآن تقتصد قدر استطاعتها كي تبقى اللوازم متوفّرة فترة أطول، إلى حين تمكّنها من الحصول على مزيد منها.

وقال إنّ "معدات الوقاية الشخصيّة على وشك أن تصبح مسألة كبرى. نواجه مشكلة، والقيّمون على سلسلة الإمداد الخاصة بالهيئة غير واضحين بشأنها، فيما يلزم فريق القيادة الوطني الصمت. سنستنفد معدات الحماية الشخصيّة في غضون أسبوعين، ولا بوادر حلّ في الأفق. لا ريب أنّ تلك المشكلة ستغيّر مجرى الأمور، ولا يريد أحد أن يعالجها. أقنعة الوجه التي نستخدمها مصنوعة في الصين، والأخيرة لن تسمح قريباً بإخراج أيّ من تلك الكمامات من البلاد. فضلاً عن ذلك، ثلاثة من خطوط الإمداد الرئيسة الخاصة بنا من معدات الوقاية الشخصيّة غير متوفّرة حتى نهاية مارس (آذار) الحالي، ولا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحال. كالعادة، ترتدي الطواقم الطبيّة الكمّامات كافة. في الواقع، نحن إزاء وضع خطير، وأنا على دراية بما يعنيه، وبالمخاطر التي يحملها".

وقال مدير آخر إنّ "الأمر لا يتعلّق فعليّاً بعدم توفّر معدات كافية في الوقت الحاضر، بل بمعرفة أنّنا سنحصل على ما يكفي منها في المستقبل عندما يستخدم الموظّفون المخزون. نحن بحاجة إلى تأمين إمدادات كافية لمواصلة عملنا".

معروف أنّ الصين تُعدُّ أكبر منتج في العالم للأقنعة ومعدات الوقاية الجراحيّة، ولكن نظراً إلى حاجاتها الخاصة من تلك اللوازم في خضمّ تفشي فيروس كورونا، الذي نشأ في مدينة ووهان، حظّرت البلاد تصدير معظم معدات الحماية الشخصية إلى الخارج.

وقال طبيب في أحد المستشفيات إنّه طُلب من بعض زملائه خفض استخدام الأقنعة الجراحيّة أثناء إجراء العمليات، في حين أكّدت مصادر رفيعة المستوى من "هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة" أنّ بعض المستشفيات التابعة للهيئة تكافح من أجل الحصول على إمدادات من الأقنعة ومطهرات اليدين التي يقولون إنّ النقص فيها يمكن أن يهدِّد أيضاً الفحوص الطبيّة المجتمعيّة، إذا لم يحظَ الموظّفون لديها بالمعدات اللازمة لحماية أنفسهم.

وغيّرت "الصحة العامة في إنجلترا" للوقت الحاضر الإرشادات الخاصة بالطواقم الطبيّة التي تتولى معالجة الحالات المشتبهة وغير المؤكّدة، طالبةً من الموظّفين استخدام الأقنعة الجراحيّة العاديّة عوض أقنعة التنفّس التي تتناقص كمّياتها على نحو مطرد.

وقالت كبيرة الممرضين في إحدى المؤسسات التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة" في شمال إنجلترا لـ"اندبندنت"، إنّ بعض المؤسسات يكافح من أجل الحصول على المعدات لأنّ ثمة مؤسسات أخرى خزّنت اللوازم الوقائيّة لديها.

وأضافت، "لن تُفرج الصحّة العامة في إنجلترا عن المخزون الوطنيّ قبل الوصول إلى عتبة الوباء. يجب أن تتوقّف المستشفيات عن أخذ عينات من كل مَن يعاني نزلة برد، لأنّ ذلك يؤدي إلى استهلاك كثير من معدات الحماية الشخصية. في الوقت الحالي، نحتسب ما تبقى لدينا من لوازم وقائيّة. وأعتقد أن صعوبة المشكلة تكمن في تعاظمها بوتيرة سريعة، ولا يدرك كثيرون الخطورة التي نحن في صددها بعد... صراحة، كعاملة في مجال الرعاية الصحيّة، يبدو كأننا على وشك الدخول في حرب أو ما شابه. نعلم أنّ العدوى آتية، وأنّ بعضنا سيُصاب بها، وربما يموت البعض الآخر، لكن يتعيّن علينا أن نواصل التخفيف من وطأتها قدر المستطاع".

في الحقيقة، تتأهّب "هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة" لمواجهة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، إذ بلغ عدد الإصابات المؤكّدة في المملكة المتحدة 273 بعد ظهر يوم الأحد الماضي. وجاء في تحذير أطلقه أطباء إيطاليّون، أنّ الأسرّة في العناية المركّزة كانت ممتلئة، ما أثار مخاوف من أنّ المملكة المتحدة ستواجه تحديات للتأقلم مع الأزمة.

في خضمّ ذروة تفشّي المرض في الصين، قيل إنّ موظّفي الرعاية الصحيّة لا يأخذون استراحات ولا يأكلون ويشربون بغية تجنّب الاضطرار إلى تغيير معدات الوقاية التي ينبغي استخدامها مرة واحدة فقط في معظم الحالات.

في الأسبوع الماضي، ذكرت سلسلة التوريد الخاصة بـ"هيئة الخدمات الصحيّة الوطنية" في بريطانيا، التي تؤمِّن معدات للمؤسسات التابعة لها، أنّها تنظّم الطلب على بعض منتجات أدوات الوقاية الشخصيّة من أجل "الحفاظ على استمراريّة توفّر المعدات". وأضافت، "شهدنا زيادة في الطلب على منتجات معدات الوقاية الشخصيّة خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ وضعت المؤسسات التابعة للهيئة تدابير التأهب موضع التنفيذ. نتيجة لذلك، ننفّذ ضوابط على طلبات تشتمل على كميات زائدة من اللوازم، من أجل التأكّد من توزيع المعدات المخزّنة بشكل عادل على جميع عملائنا".

كذلك قالت سلسلة التوريد إنّها تتعاون مع المورِّدين ولديها مخزون كاف، لكنّها أصدرت يوم الجمعة الماضي تحذيرات جديدة للعملاء تنبّه من أنّ بعض المنتجات بما في ذلك مطهّرات اليدين كانت محدودة الكميّة، مضيفةً "لمّا كان المخزون سيتراجع بسرعة عبر جميع لوائح المنتجات هذه، يُرجى الانتباه إلى أنّ بعضها ربما لن يكون متوفّراً مؤقتاً".

وتتضمن المنتجات التي يخضع استعمالها للضبط من جانب سلسلة توريد "إن. آتش. أس"، "هلام" اليدين أو معقمات اليدين الكحوليّة وأقنعة الوجه ونظارات السلامة، كذلك الأقنعة الجراحيّة وأقنعة التنفس الاصطناعيّ.

في فبراير الماضي، مع تفشي الداء في أنحاء العالم، طلبت وزارة الصحّة والرعاية الاجتماعيّة في بريطانيا من المورِّدين الحفاظ على البضائع التي خُزّنت في سياق "بريكست من دون صفقة"، استباقاً لمواجهة نقص في المعدات المستوردة من الصين.

وحذّرت "منظمة الصحة العالميّة" من حدوث "خلل شديد ومتزايد في الإمدادات العالميّة" من المعدات، ترك العاملين في مجال الرعاية الصحيّة في بعض البلدان "غير مجهزين بشكل خطير" لتفشي الداء، وفق ما قالت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت أنّه منذ بدء تفشّي كورونا، ارتفعت أسعار الأدوات الوقائية، إذ تكلِّف الأقنعة الجراحية حاضراً ستة أضعاف أكثر مقارنة بسعرها السابق، في حين تضاعفت تكلفة أقنعة التنفّس ثلاث مرات، والملابس الطبيّة الوقائيّة مرتين. ويُقدّر أنّ ثمة حاجة إلى 89 مليون قناع طبيّ كل شهر لمواجهة تفشّي المرض.

وفي اتصال مع "اندبندنت" في نهاية الأسبوع، قالت متحدثة باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعيّة يوم الأحد الماضي، إنه سيُفرج الآن عن الإمدادات من مخزون المعدات الموضوعة لمواجهة الأوبئة، على أن "يخضع ذلك للرقابة من أجل خفض الضغط على الإمدادات في بعض المنتجات".

وأضافت، "نحتفظ باحتياطات كبيرة تشمل مجموعة متنوّعة من معدات الحماية الشخصيّة، بما في ذلك أقنعة الوجه، ونضعها قيد الاستخدام بطريقة منضبطة للإسهام في إمداد هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة بالمعدات بشكل متواصل. وتماشياً مع الإجراءات الراسخة، تنجح "إن. آتش. أس" في التعامل مع زيادة غير عادية في الطلب على أنواع معينة من معدات الوقاية الشخصيّة عبر المؤسسات التابعة للهيئة. لذا، لا حاجة إلى تكديس المعدات في المؤسسات".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة