Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول سابق يدين طريقة استجابة بريطانيا لوباء كورونا

يقول جون أشتون "إنني أشدّ شعري بالفعل بسبب هذا الوضع... كان ينبغي علينا أن نسيطر عليه قبل شهر"

وزير الصحة البريطاني مات هانكوك لدى وصوله إلى مقر الحكومة لاجتماع طارئ حول سبل التعامل مع كورونا (أ.ف.ب) 

أعرب المدير الإقليمي السابق لـ "الصحة العامة في إنجلترا" عن إدانته، بغضب، للاستجابة "المتهاونة" من جانب المملكة المتحدة مع وباء فيروس كورونا، على حدّ تعبيره.

وقال البروفسور جون أشتون، الذي كان الغضب بادياً على محياه، لبرنامج "نيوزنايت" الإخباري على القناة الثانية التابعة لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) إنه كان ينبغي على الحكومة البدء في تطبيق الإجراءات قبل شهر، وأثار مخاوف من أن ترزح المستشفيات تحت ضغوط مهمات لا تقوى على النهوض بها.

وتأتي تعليقاته بعدما كشف وزير المالية ريشي سوناك عن حزمة تحفيز بقيمة 30 مليار جنيه إسترليني اشتملت على 12 مليار جنيه إسترليني مخصصة لمعالجة القضايا التي يسببها فيروس كورونا، لكن الحزمة لم تفرض تدابير لحظر التجمعات العامة الكبيرة، أو لإجراء التباعد الاجتماعي التي استخدمتها بنجاح دول أخرى بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية.

وقال آشتون "إنني أشد شعري بالفعل بسبب هذا الوضع... أنا محبط للغاية هنا. أنا أتفق مع ريتشارد هورتون، محرر مجلة لانسيت، ومع تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أعتقد أنها كانت ضربة موجعة لهذا البلد بشكل خاص... موقفنا متهاون، إنه يبدو متخشباً ونظرياً، وقد أهدرنا شهراً كان يجب أن ننخرط فيه مع عامة الناس".

وأضاف المسؤول الصحي السابق "إذا كان الفيروس ينتشر الآن بالطريقة التي يبدو أنه سينتشر بها، فلن تكون هناك أسرّة كافية في المستشفيات وسيتعين على الناس تلقي الرعاية في المنزل. كان ينبغي علينا أن نسيطر عليه قبل شهر".

وكان هورتون، رئيس تحرير مجلة "لانسيت" العلمية، قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن بوريس جونسون ووزير الصحة البريطاني مات هانكوك "يلعبان لعبة الحظ مع الجمهور" من خلال عدم تطبيق "سياسات التباعد الاجتماعي والإغلاق" في وقت أقرب.

ونشر تغريدة عبر تويتر يوم الثلاثاء الفائت جاء فيها "إن قرار حكومة المملكة المتحدة عدم الانتقال إلى مرحلة "تأخير المرض" قد يكون مفهوماً، ولكنه خاطئ. وكما قال لي أحد خبراء الأوبئة في المملكة المتحدة الليلة الماضية، فإن قرارهم ‘مخيّب للآمال للغاية إذ كان ينبغي على المملكة المتحدة الانتقال إلى إجراءات إبعاد اجتماعي أكثر صرامة على الفور".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع إطلاق تسمية الوباء على تفشي فيروس كوفيد - 19 مساء الأربعاء الماضي، دعا أدهانوم، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات أكثر إلحاحاً لاحتواء انتشار الفيروس وإدارته.

وقال "إن التحدي الذي يواجه العديد من الدول التي تتعامل الآن مع انتقال العدوى في المجموعات الكبيرة أو عبر المجتمعات ليس ما إذا كان بإمكانها أن تفعل الشيء نفسه، بل ما إذا كانت ستفعله. فبعض البلدان تعاني من نقص في القدرات. وتعاني بلدان أخرى من نقص من الموارد. بينما هناك نقص في الإرادة لدى بعضها الآخر... نحن نطالب الدول كل يوم باتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة. لقد قرعنا جرس الإنذار بصوت عال وواضح".

وعقد أشتون مقارنات بين ردّ المملكة المتحدة وبين استجابة البحرين، بقيادة ولي العهد، الذي قال المدير السابق إنه أنشأ قبل أكثر من شهر "غرفة عمليات" لإدارة عملية التصدي للوباء التي تشتمل على إجراء "فحوصات مكثفة".

وأضاف "أريد أن أعرف لماذا لا نُجري نحن الفحوصات، ولماذا لم نفحص أولئك الأشخاص العائدين من إيطاليا والموجودين الآن بيننا. لدينا هنا وصفة لنشر الفيروس في المجتمع".

وكان المدير السابق ينتقد بصراحة قيادة جونسون للتعامل مع وباء فيروس كورونا، الذي أصاب حتى الآن 456 شخصاً في المملكة المتحدة وقتل ستة.

وخلال مقابلة أجراها معه "راديو توك" الأسبوع الماضي، اعتبر أشتون أن رئيس الوزراء يعامل الجمهور "مثل الأطفال". وزاد "ما كان ينبغي على اجتماعات لجان الطوارئ الحكومية أن تفعله، جنباً إلى جنب مع كبير المسؤولين الطبيين والمستشارين هو اتخاذ الاحتياطات بشكل يومي والتطلع إلى الأمام، ومعاينة جميع الزوايا، ورؤية ما سيحدث بعد ذلك وإطلاع الجمهور على تلك الرحلة".

وكان من المقرر عقد اجتماع عاجل لفريق الطوارئ المعني بالأزمة ظهر الخميس الماضي، على أن يجري بعد ذلك رفع إجراءات استجابة المملكة المتحدة إلى مرحلة "التأخير" ضمن خطة عملها لمكافحة فيروس كورونا.

وقد تتضمن الإجراءات الجديدة إغلاق المدارس وإلغاء التجمعات العامة وتشجيع الناس على العمل من المنزل، بالإضافة إلى توصيات بـ "التباعد الاجتماعي".

 ويشتمل "التباعد الاجتماعي" على تجنب استخدام وسائل النقل العامة، والعمل من المنزل، على أمل تأخير انتشار الفيروس لإعطاء الصناعة الصحية الوقت لاختبار الأدوية وتأجيل حدوث ذروة تفشي المرض إلى الصيف.

وبينما تستعد المملكة المتحدة لاتخاذ إجراءات أشدّ صرامة للتعامل مع فيروس كورونا، طبقت دول أخرى حظراً مشدداً على السفر وأغلقت مدناً بأكملها.

على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، منع الرئيس الأميركي دونالد ترمب السفر من أوروبا إلى الولايات المتحدة بالكامل، باستثناء المملكة المتحدة وإيرلندا، اعتباراً من 20 مارس (آذار) الحالي. ويذكر أن هناك حالياً أكثر من 1200 إصابة مؤكدة بالفيروس في الولايات المتحدة.

وفي أماكن أخرى، فرضت إيطاليا قيوداً غير مسبوقة من حيث الشدة منذ الحرب العالمية الثانية، وأغلقت جميع المحلات التجارية في أنحاء البلاد كافة باستثناء المتاجر الاستهلاكية ومحلات بيع المواد الغذائية والصحية. كما أمرت الحكومة الإيطالية الشركات كافة بإغلاق الإدارات غير الأساسية مع ارتفاع عدد الحالات إلى 12426 إصابة.

وقال خبير في الأمراض المعدية إن المملكة المتحدة متأخرة بنحو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع عن إيطاليا من حيث الزيادة في الحالات، وقد لا تكون مرحلة "التأخير" فعّالة إذا دخلت حيز التنفيذ في وقت متأخر جداً.

وأوضح الدكتور مايكل تيلديسلي، الأستاذ المساعد في جامعة ورويك، لمحطة "يورونيوز" أنه "لهذا السبب يجري تطبيق تلك الإجراءات في هذه المرحلة. ما يحاولون القيام به هو تأخير ذروة التفشي وتخفيضها. من المحتمل أن يخفف ذلك الضغوط على الخدمات الصحية.

والتحدي هنا يتمثل في أنه قد يكون من الضروري الحفاظ على التأخير فترة طويلة من الزمن ليكون فعالاً ".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات